«أبوالفنون» يرتحل إلى البادية 4 ليالٍ في الشارقة
تنطلق الخميس المقبل فعاليات النسخة الأولى من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، في منطقة الكهيف بالمنطقة الوسطى، بمشاركة فرق مسرحية من أربع دول عربية تتميز بتوافر مناخ وبيئة صحرواية، هي الإمارات والسعودية والأردن وموريتانيا.
العروض الأربعة تشهد الدورة الأولى من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، أربعة عروض، تتمحور بنيتها حول الحكاية والشعر والأداء، وأساليب متعددة من التعبيرات الفنية التي تختزنها الذاكرة الجمالية للصحراء، ويُراد لهذه العروض أن تعكس الملامح المتنوعة للثقافة الصحراوية الممتدة في الوطن العربي، والعروض هي: «طوي بخيتة» (الإمارات)، في الليلة الأولى للمهرجان، بعد العرض الافتتاحي «عليا وعصام». بينما تشهد الليلة الثانية عرض «شدت القافلة»، من السعودية، تليه مسامرة حول العرض، ولقاء فكري بعنوان «الصحراء في المتخيل المسرحي». وتعرض في الليلة الثالثة «نسمات من الصحراء»، (موريتانيا)، وهي من الموروث الشعبي، تليها مسامرة حول العرض، أما «حكاية من البادية»، (الأردن) فستكون في الليلة الرابعة والأخيرة، وهي من الموروث الشعبي الأردني، تليها مسامرة حول العرض. ويصاحب الليالي التي تبدأ في الثامنة مساء عروض فلكلورية صحراوية متنوعة، كالشعر والربابة والمرويات الشعبية. سمر وربابة يحفل برنامج المهرجان بأنشطة تبرز التداخل بين أنماط وأساليب المعيشة والعروض الفنية في بيئات الصحارى العربية، إذ ينظم العديد من حلقات الرواية والسمر، ومجالس الشعر، والربابة، والحفلات التراثية. ومن الأنشطة التي ستقدم جلسة نقاشية تحت عنوان «الصحراء في المتخيل المسرحي»، وتسعى إلى أن تبرز وتعرّف الحدود التي بلغها المسرح في علاقته بالصحراء، بين الأمس واليوم، بمشاركة باحثين مسرحيين عرب من دول عدة. |
وتتيح العروض التي تستمر أربع ليالٍ للجمهور فرصة نادرة لرؤية المسرح في فضاء دائري بقلب المنطقة الصحراوية، والتعرف إلى ملامح من بيئات البادية الثرية في البلدان المشاركة بالمهرجان.
ويُفتتح المهرجان بالملحمة المسرحية «عليا وعصام» التي أعدها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
مبادرة جديدة
وقال رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عبدالله محمد العويس «يشكل المهرجان حلقة جديدة في منظومة الأنشطة التي تنظمها الدائرة، ترجمةً لرؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، والهادفة إلى تعزيز مكانة فن المسرح، وترسيخ تداخلاته مع الناس والمجتمع، في كل زمان ومكان». وأضاف في مؤتمر صحافي عقد أمس في قصر الثقافة بالشارقة، أن «المهرجان مبادرة جديدة لاستكمال منظومة العمل الثقافي للإمارة، وهو مهرجان مسرحي نوعي يكمل منظومة العمل المسرحي في دولة الإمارات عموماً وإمارة الشارقة خصوصاً».
وتابع العويس: «يسعى المهرجان إلى استكشاف واستظهار الصلات الكائنة والممكنة بين أشكال التعبير الأدائي والسردي التي تعمر الصحراء وفن المسرح، مسترشداً بتوجيهات وأفكار صاحب السمو حاكم الشارقة، نحو مضاعفة الجهود لجعل تجربة المسرح في البلاد العربية فاعلة ومؤثرة ومتجددة، وذلك بمواكبة كل ما تشهده حياتنا من شواغل وأسئلة وتطلعات، أو من خلال اقتراح سبل وحلول إبداعية جديدة، تقرأ الحاضر وتستشرف المستقبل».
مساهمة
وأردف رئيس دائرة الثقافة والإعلام أن المهرجان سيفتتح بملحمة مسرحية اختارها وأعدّها صاحب السمو حاكم الشارقة، راعي المهرجان، تحت عنوان «عليا وعصام»، وتقدم بمشاركة العشرات من الفنانين والمؤدين، وهي من إخراج الفنان السوداني الرشيد أحمد عيسى، لافتاً إلى أنها مساهمة فكرية مسرحية تضفي على المهرجان النوعية والجدة من خلال المكان والزمان والموضوع.
وترتكز فكرة المهرجان التي تمزج الفني والاجتماعي والفلكلوري، على احتفاء وإيمان بغنى وثراء الثقافة الصحراوية، هذه الثقافة الحيوية التي لطالما ألهمت أسفار الرحالة، وقصص الرواة، وألوان الرسامين، بفضائها الواسع وامتداداتها اللامحدودة، برمالها وكثبانها ووديانها وعمارتها وناسها وعاداتهم وتقاليدهم في شتى أحوالهم بين الاستقرار والانتقال.
وأضاف العويس أن «المهرجان الذي ينظم على مدار أربع ليال، ما هو إلا مناسبة أخرى تتبناها الشارقة، وتجمع عبرها أهل المسرح في الأقطار العربية، للحوار والتواصل والتداخل، حول كل ما يمكن أن يسهم في تطوير وحفز تجاربهم الإبداعية والتنظيرية، ويرفدها بالمغايرة والاختلاف، ويتقدم بخطواتها في الطريق إلى الجدة والحداثة». وأوضح أن «الصحراء هي موضوع ومكان ومزاج هذا المهرجان، وقد صُمم فضاء العروض بحيث يوحي أو يماثل بيئة الصحراء، مبنى ومعنى، ولكي يلهم الجمهور طريقة مبدعة في المشاهدة والتفاعل ومقاسمة الفرق المشاركة جماليات عروضها ومعانيها».
طبيعة
من جانبه، قال مدير إدارة المسرح في الدائرة، أحمد بورحيمة، إن فكرة المهرجان ترتكز إلى أن المسرح يجب أن يذهب إلى الجمهور، لافتاً إلى أن أهداف المهرجان تأتي ضمن مشروع الشارقة الثقافي، وتأكيد علاقة المسرح بالطبيعة.
وأضاف أن «حياة البدوي هي حياة مسرحية على مدار اليوم، في حله وترحاله وتنقله من مكان إلى آخر، كما أن الصحراء وفضاءاتها المفتوحة وأجواءها الجميلة مناسبة لهذا المهرجان الذي ينظم في فصل الشتاء المناسب في أجوائه للحركة إلى البر والصحراء، وستشهد هذه المنطقة كما هي حالها في مثل هذه الأوقات من السنة حركة سياحية من الزوار والمقيمين والمواطنين لقضاء بعض الوقت هناك، خصوصاً في الليل، وبالتالي فهي مناسبة جداً، وفي المهرجان سنتعرف إلى البيئة الصحراوية والفنون الشعبية التي تصاحب الفعاليات».
وذكر أن المهرجان يواكب الشارقة عاصمة السياحة العربية، لافتاً إلى أن هدية صاحب السمو حاكم الشارقة إلى المهرجان، هي الملحمة المسرحية «عليا وعصام»، وهي من أهم الفعاليات في المهرجان.
وبين أن عدد المشاركين في كل الأعمال يتجاوز 350 شخصاً من ممثلين وراقصين ومؤدين، معتبراً المهرجان عبارة عن ملتقى بعيد عن التنافس والجوائز، ولقاء ودي من دون مسابقات ومن دون جوائز، وبطل المهرجان هو الطبيعة.
وسيكون المسرح الصحراوي غير تقليدي، فهو التلال الرملية، والأرض المنبسطة هي مقاعد الجمهور، فلا مسرح تقليدي كما نعرفه، ولا كراسي ومقاعد، وسيكون على الأرض مباشرة وفي فضاء مفتوح.