ملحمة مسرحية من قصائد محمد بن راشد بمشاركة أكثر من 100 فنان على منصة «دبي التجاري»

«الفارس».. رحلة شعرية في البحث عن الحلم

صورة

كشفت «براند دبي»، عن مبادرة ثقافية وفنية جديدة، هي إنتاج المسرحية الملحمية الغنائية «الفارس»، من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

سالم باليوحة: مشروع عالمي

وصف مدير إدارة الخدمات الإعلامية بالمكتب الإعلامي لحكومة دبي، سالم باليوحة، مشروع إنتاج المسرحية الغنائية «الفارس» بالعالمي، مضيفاً: «لا يمكن تصنيف (الفارس) في إطار جنس إبداعي محدد، من حيث كونه مجرد إضافة إلى مكتبة المسرح الغنائي».

وتابع: «تنقل (الفارس) المسرح الغنائي العربي من دائرة الإقليمية الثقافية إلى الانفتاح على المشهد الثقافي والفني العالمي، من خلال تذويب فوارق الزمان والمكان، والتنويع الحرفي بين المحتوى الحواري والشعري، وهو قالب أتاحه ثراء المحتوى الشعري، وارتباطه بالإنسان عموماً وقضاياه الأزلية، وهو ما تم استيعابه في إطار من الخلفية الموسيقية العالمية».

بلقيس: أنا محظوظة

وصفت الفنانة الإماراتية بلقيس، نفسها بالمحظوظة، مضيفة: «أشعر بتوفيق كبير، كوني أول فنانة خليجية عموماً، وإماراتية تحديداً، تخوض تجربة المسرح الغنائي، لكن الأهم أن هذا العمل مستلهم من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم».

وتابعت: «لم أقبل عروضاً مسرحية سابقة، لمجرد كونها تجربة جديدة، وظللت آمل بأن تكون التجربة الأولى (رحبانية)، فوجدتها تتحقق بترشيحن، سأبذل قصارى جهدي كي أكون على درجة الإجادة نفسها التي توقها من منحوني ثقتهم، فضلاً عن الجمهور الذي من المؤكد أنه سيكون على موعد مع تجربة إبداعية شديدة التميز».

وتستلهم المسرحية محتواها الدرامي من أكثر من 30 قصيدة تتنوع ما بين الفصحى والنبطي، من دواوين أشعار سموه، تم انتقاؤها بحيث تنسج مجتمعة رؤية درامية ملحمية في سياق عمل تم إسناد تنفيذه إلى مروان الرحباني، المشرف العام على العمل، ليضفي زخم مسرح الرحابنة على العمل الذي ينتظر جمهوره على مدار أربعة أيام متتالية اعتباراً من السادس من يناير المقبل، في قاعة الشيخ راشد في مركز دبي التجاري العالمي.

وكعادة الأعمال المسرحية للرحابنة، تمت الاستعانة بمجاميع كبيرة لتكوين المشاهد الملحمية، فيما تم اختيار أكثر من 100 فنان للمشاركة في العمل، الذي يأتي كمنتج مسرحي غنائي من تأليف الثلاثي مروان وغدي وأسامة الرحباني، وقصة وسيناريو مؤيد الشيباني ومروان الرحباني.

ويدور المحتوى الدرامي بين قطبين رئيسين للعمل هما «الفارس»، الذي يؤدي دوره غسان صليبا، و«شموس»، الفنانة بلقيس، في أول تجربة لها خارج إطار الغناء المباشر على الإطلاق.

وسيكون مركز دبي التجاري العالمي، الذي يستضيف عرض المسرحية بمثابة منصة تنقل الشعر العربي الفصيح والنبطي من نطاقه الجغرافي إلى العالم، عبر رؤية إبداعية تعمد إلى تذويب الفوارق باتجاه الإنسان وشواغله، ورحلته الدائمة في البحث عن حلم، أياً كان موقعه وزمانه.

تم الكشف عن ذلك خلال مؤتمر صحافي دعت إليه «براند دبي» مساء أمس، في مقر المكتب الإعلامي لحكومة دبي، وشهد حضور كل من مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى المري، ومدير إدارة الخدمات الإعلامية سالم باليوحة، إضافة إلى الفنانين بلقيس وغسان صليبا ومروان وغدي الرحباني.

وقال باليوحة رداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» إنه «تم تشكيل لجنتين لاختيار كوكبة من قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على النحو الذي يخدم البنية الدرامية والجمالية للرؤية المراد طرحها في إطار المسرحية الغنائية، وهو العمل الذي تطلب دقة وغوصاً وإبحاراً متأنياً في عوالم أشعار سموه الثرية، قبل أن يتم إقرار نخبة القصائد المختارة، بحيث تنسج في ما بينها البنية الدرامية لـ(الفارس)».

وتابع: «أعتقد أن مرحلة الانتقاء والاختيار كانت منطلقاً في تأسيسنا لسائر المحاور التي شكلت مراحل إنتاج العمل في ما بعد، حيث يختلف العمل بشكل كامل عن إبداعات سابقة في إطار المسرح الغنائي، بما في ذلك مسرح الرحابنة نفسه، الذي قدم أعمالاً مهمة من ضمنها أعمال تم إنتاجها في دبي، مثل (المتنبي) و(زنوبيا)».

وكشف مروان الرحباني أن العمل يعد تجربة إبداعية مبتكرة، وجديدة كلياً، من حيث كونها تقدم محتوى عربياً متنوعاً ما بين الشعر الفصيح والشعبي الإماراتي، في إطار منتج عالمي يأخذ من معين فنون غنائية وإيقاعات موسيقية شديدة التباين.

وأشار مروان الرحباني إلى أن العمل يأتي بمثابة مواصلة لقصص عربية مبهرة، ولكن وفق منتج فني مبتكر، يغدو فيها الشعر العربي، بما فيه ذو النزعة الشعبية، محلقاً في آفاق العالمية، وهو ما ستكشف عنه المشاهدة الحقيقية للعمل الذي دعا فيه جمهوره إلى الحرص على الوجود قبل فتح الستارة، مضيفاً: «أبواب القاعة المستضيفة للحدث ستفتح للجمهور عند السادسة، في حين ستفتح ستارة (الفارس) عند الـ6:30 دقيقة، لكن خسارة ثلاث دقائق من العرض تعني استحالة فهم جانب كبير مما يمكن أن يُفهم من العرض، في ظل هذه الأوقات التاريخية المتبدلة التي نحياها».

ورأى غدي الرحباني أن لا رؤية واحدة في عمل الفارس، الذي يجمع بين معان كثيرة بشكل متواز، فهو رسالة سلام في عالم مملوء بالمآسي، حلم بمثابة تجسيد نسبي للحقيقة، لأن دبي هي أرض تحويل الأحلام إلى واقع، رصد لمآل صراعات أزلية وعلاقة ذلك بالوجدان والضمير، لافتاً إلى أن العمل احتاج إلى محطات كثيرة في دبي ولندن وكييف وكوالالمبور وبيروت من اجل إتمام إنجازه.

بلقيس أبدت سعادتها الغامرة بالمشاركة في العمل، مشيرة إلى انها كانت تتحين الفرصة دوماً من أجل الوجود في عمل مسرحي، ولكن بشروط أن تشكل لها هذه المشاركة إضافة حقيقية، وهو ما وجدته بالفعل مع «الفارس».

وأشارت بلقيس إلى أنها بالفعل احتاجت إلى تمارين مكثفة من أجل الوفاء بفنيات المسرح الغنائي، مشيرة إلى انها كانت تطمح بالفعل لأن تكون خطوتها الأولى في هذا المجال عبر عمل في إطار مسرح الرحابنة.

تويتر