مشاركون أكّدوا أهمية المهرجان ونهله مفردات من البيئة المحلية
«الشارقة للمسرح الصحراوي».. جديد على ذاكرة «الخشبة»
أكّد مشاركون في مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، أهمية المهرجان في النهل من مفردات البيئة، مشيرين إلى التحديات التي يمكن أن تواجهه بوصفه جديداً على ذاكرة المسرح العربي، داعين إلى استمراره ليعزّز مفهومه واقتراحاته الفنية.
وشهد المهرجان في منطقة الكهيف بالمنطقة الوسطى، أول من أمس، عرضاً سعودياً، بعنوان «شدت القافلة»، تأليف فهد ردة الحارثي، وإخراج مساعد الزهراني.
ويتكون العرض من عدد من ألوان الفنون الشعبية، التي تتضافر مشكّلة بنية العرض المسرحي، الذي يقارب حكاية شاب أحب فتاة وارتبط مصير زواجه بها بنزول المطر الذي يحيي الأرض فتحيا النفوس مع حياة الأرض، فأصبح هذا الشاب معلقاً بحلمه في هطول المطر، بيد أنه لم يفلح في الزواج بمحبوبته، فقد رحلت من دون حتى أن يعلم، ولذلك راح يبحث عنها في طرق القوافل التي تمر بالبلاد.
ويختتم المهرجان الليلة مع مسرحية أردنية بعنوان: «حكاية من البادية»، وهي من الموروث الشعبي الأردني.
وكانت الفرق المشاركة في الدورة الأولى للمهرجان، الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، اجتمعت، أول من أمس، في حلقة تعارفية تبادلت الأفكار خلالها حول مشروعات عروضها وتجربة المهرجان، وسواها من محاور.
وتحدث في اللقاء عدد من النقاد والإعلاميين، منهم البحريني خليفة العريفي، الذي ركز في حديثه على التحدي الذي تمثله فكرة المهرجان من ناحية اصطلاحية ومفاهيمية، لكون مفهوم مسرح الصحراء جديداً في الحركة المسرحية العربية، داعياً إلى أن يستمر المهرجان ليعزّز أبعاده المفاهيمية والاصطلاحية وحلوله الفنية والجمالية. كما تحدث الناقد العراقي حازم كمال الدين، متفقاً مع العريفي في أن «المهرجان يمثل بفكرته تحدياً حقيقياً، خصوصاً من الناحية التقنية».
وفي اللقاء الذي استضافه مقر إقامة الضيوف، قال الفنان الموريتاني تقي سعيد: «إن الوفد الموريتاني يتوجه بأسمى آيات الشكر لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعمه غير المحدود لتفعيل وتنشيط الحراك الثقافي العربي»، مثمناً ما تبذله الشارقة لأجل ترسيخ ممارسة ثقافية شاملة ومتكاملة. ووصف الشارقة بأنها «منارة مسرحية سامقة»، مشيراً إلى أن فكرة مهرجان المسرح الصحراوي بادرة تستحق الشارقة كل الشكر عليها، كونها تتناغم مع السعي إلى تأصيل المسرح وتطعيمه بمفردات الثقافة العربية التي يمتزج فيها المديني بالبدوي.
وأعرب رئيس الوفد الموريتاني، الذي يشارك بمسرحية «نسمات الصحراء»، عن إعجابه بعرض «علياء وعصام»، الذي أعده صاحب السموّ حاكم الشارقة، وأخرجه الرشيد أحمد عيسى.
وذكر أن «تجربة العرض تعدّ نموذجاً حياً لما يمكن أن يقدمه هذا النوع من الفنون، من أشكال فرجة ومتعة واعتبار»، موضحاً أنه «استمتع بالمقترحات البصرية والصوتية التي صاحبت العرض، وأعجبه المضمون الذي عكس نمطاً من التقاليد والأعراف كانت سائدة في وقت سابق».
من جانبه، أشاد رئيس الوفد السعودي، نايف البقمي، بفكرة المهرجان، ونوّه إلى الاهتمام الذي توليه الشارقة للمسرح بداية من المسرح المدرسي، وصولاً إلى مسرح المحترفين. وتطرّق إلى العرض السعودي «شدت القافلة». أما رئيس الوفد الأردني محمد الضمور، فتناول البرامج المسرحية التي تنظمها الشارقة بفضل الدعم المتواصل الذي يقدمه صاحب السموّ حاكم الشارقة، وقال إن «هذه الحيوية الثقافية تنعكس إيجاباً على المجتمع»، داعياً إلى تعميم نموذج الشارقة الثقافي على جميع المدن العربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news