فرقة أبوظبي للفنون الشعبية تقدم للزوار استعراضات فنية من التراث الشعبي. من المصدر

«الظفرة».. تراث على وقع الأهازيج

تحفل الدورة التاسعة لمهرجان الظفرة، التي تستمر حتى 30 الجاري في مدينة زايد بالمنطقة الغربية، بفعاليات عدة تبرز تراث الإمارات، وتعكس أصالته.

وتقدم فرقة أبوظبي للفنون الشعبية، التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية التي تنظم المهرجان، للزوار استعراضات فنية وأهازيج من التراث الشعبي؛ وأبرزها فنون العيالة البحرية والبرية والحربية والليوا والهبان وسط تفاعل كبير من عشرات الآلاف من جمهور المهرجان من مختلف الثقافات، إضافةً إلى الفنون البحرية التراثية التي تعكس عمق التراث الشعبي والهوية الوطنية لدولة الإمارات.

أجمل السيارات الكلاسيكية

بدأت، أول من أمس، لجنة التحكيم في مسابقة السيارات الكلاسيكية أعمالها لاختيار أفضل المشاركات في المسابقة المقامة ضمن فعاليات مهرجان الظفرة، بالتعاون مع نادي أبوظبي للسيارات الكلاسيكية.

وأشار المشرف على معرض السيارات الكلاسيكية، راشد محمد التميمي، إلى أن لجنة التحكيم بدأت أعمالها لفحص السيارات المشاركة في المسابقة هذا العام، وذلك لاختيار أصحاب المراكز الثلاثة الأولى، وتحديد الفائزين في الجوائز التسع الأخرى للفئات، على أن يتم إعلان النتائج بعد غد.

وأوضح أن المعرض يتشكل من 44 سيارة كلاسيكية من موديلات مختلفة، وهو عمر الاتحاد 44 الذي يمثل اليوم الوطني لدولة الإمارات.

وأضاف أن المعرض يتضمن الأجمل والأكبر والأصغر من السيارات، فضلاً عن عرض سيارات تراثية وتاريخية، ويضم أقدم سيارة وهي من تصنيع شركة «فورد» موديل «تي» وتعود لعام 1917، بينما أحدث سيارة هي جي إم سي موديل 1985، وأضاف أنه تم رصد جوائز قيمة للفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى، وجوائز لفئات السيارات.

«الصيحة».. تقاليد متوارث لتحفيز الناقة

تعلو في أرجاء منصة مزاينة الظفرة للإبل بعض الهتافات التي يطلقها ملاك الإبل لتحفيز إبلهم، وهي ما يعرف بـ«الصيحة». وتعد الصيحة من أبرز الأمور التي يقوم بها ملاك الإبل لتحفيز المطية وجعلها تشعر بالشموخ وسط وصيفاتها.

وأكد علي سالم المنصوري، أحد ملاك الإبل، أن كل ناقة تعرف صوت صاحبها وتميزه من وسط هذا الكم من الأصوات والأسماء، ورغم أن أصوات المشاركين تتعالى من خارج أسوار موقع التحكيم كل ينادي على ناقته فتتداخل الأصوات وتختلط الحروف ببعضها، فلا يكاد يميز الجمهور الأسماء التي يناديها أصحابها على إبلهم، فهذا يصيح بشكل متقطع وآخر يصدر أصواتاً غير مفهومة، وثالث يصدر صفيراً مصحوباً باسم ناقته وأصوات غريبة وكلمات متداخلة موجهة نحو إبله، إلا أن الناقة ترفع رأسها وترد على صاحبها بصوت جهور.

وقال حمد المنهالي، إن أسلوب «الصيحة» أو مناداة الإبل بأسمائها خلال وقوفها أمام لجان التحكيم من الأساليب المتعارف عليها في مزاينات الإبل والمسموح بها، إذ يقوم كل صاحب ناقة مشاركة في المسابقة بمناداة ناقته باسمها أو بالاسم المعتادة عليه من خارج أسوار موقع التحكيم، فيلفت انتباهها وهي في حالة الخمول والكسل خافضةً رأسها ولا شيء واضح من معالم جمالها، ما يحفزها على النشاط ورفع رأسها بحثاً عن صاحبها فتبرز جمالها أمام لجنة التحكيم فيضمن صاحبها حصولها على جميع نقاط الجمال الموجودة لديها.

وقال مدير فرقة أبوظبي للفنون الشعبية، ناصر حديد الجنيبي، إن «الفرقة استطاعت أن تنقل الموسيقى التراثية بالأداء والحركات إلى هذا التنوع الثقافي المشارك في المهرجان، لما قدمته من أداء رائع ومتميز في مشاركتها التي أسهمت في إظهار الفن الإماراتي بهذا الشكل الجذاب والجديد»، مضيفاً «لقد قدمت الفرقة الفنون الإماراتية الشعبية إلى العالم في صورة جميلة ومحببة، إلى جانب عزف أعضاء الفرقة لمقطوعات تراثية إماراتية، وهو ما رأينا صداه في تفاعل الجمهور الذي حضر الحفل بعشرات الآلاف تصفيقاً وإعجاباً مع العروض التي قدمتها الفرقة».

هوية

وأكد الجنيبي أن اللجنة تسعى لتنفيذ خطتها الاستراتيجية في الحفاظ على التراث المحلي وتعريف العالم به، لاسيما أن المهرجان يعد مساحة التقاء للكثير من الجنسيات المختلفة، إلى جانب نقله للأجيال المقبلة ككنز وإرث يفتخر به، ونجح المهرجان في جمع مختلف الثقافات العالمية في مجال الفنون والموسيقى والرقص.

وأعرب أعضاء الفرقة عن سعادتهم بالمشاركة في إحياء الأجواء التراثية في قلب مهرجان الظفرة، كما كشف الجنيبي عن أنّ الفرقة تعتزم المشاركة في العديد من الفعاليات التراثية والثقافية التي تعكس هوية الشعب الإماراتي داخل الدولة وخارجها خلال المرحلة المقبلة.

وأوضح أن لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية أطلقت الفرقة عام 2010 لإبراز الثقافة والتراث والتقاليد الأصيلة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتعزيز التقارب والتواصل بين الثقافات والشعوب من خلال الموسيقى والفنون والإبداع.

أكلات شعبية

في إطار متصل، تقدم نساء إماراتيات مجموعة من الأكلات الشعبية التي تصنع أمام أنظار الزائرين في السوق الشعبي بمهرجان الظفرة، وتجذب الزائر الخبازات في المطابخ الشعبية وهن يحضرن العجين، ويقمن بطهي أشهى أنواع الخبيز واللقيمات الطازجة والرقاق وغيرها.

وتشهد المحال التجارية المخصصة لبيع المأكولات الشعبية تزاحماً من الزوار للاطلاع على ركن من أركان التراث الإماراتي، وكيفية الطهي والتقديم.

وترى (أم عبدالله) (إحدى المشاركات في الطهي) أن المشاركة في المعرض من خلال تقديم الأكلات الشعبية هو بمثابة المساهمة في عرض جانب من تراث وعادات وتقاليد أبناء الإمارات أمام الزائرين من مختلف الجنسيات من خلال ما نقوم بخبزه وتحضيره، مشيرة إلى أن هناك إقبالاً كبيراً على هذه الأطعمة الشعبية حتى من الإماراتيين أنفسهم، لأن متغيرات الحياة قد أثرت نوعاً ما في تحضير مثل هذه الأكلات الشعبية.

الزعفران.. للمطية الفائزة

يرش ملاك الإبل الزعفران على المطية الفائزة، ويعد ذلك جزءاً من العادات والتقاليد المرتبطة بحياة الإماراتيين وطرق تعبيرهم عن الفرح.

وقال محمد الدوسري (مشارك من السعودية)، إن مسحوق الزعفران مادة ثمينة تميز بها المطية الفائزة، وهي عادة قديمة كانت في أيام الأعياد والأفراح ومناسبات الزواج، وتعرف بها الناقة الفائزة ولو بعد حين.

بينما أكد راشد المنهالي (مالك إبل)، أن هذه العادة قديمة، وترمز إلى التمييز بين المطية العادية والمطية الفائزة، ويبقى الزعفران على الناقة لأكثر من أسبوع وتعرف به دون غيرها، ولا يرش عجين الزعفران إلا على الأصايل.

الأكثر مشاركة