يعرض شجاعة جنود القوات المسلحة الإماراتية.. وسيرة شهدائنا الأبرار

«درع الوطن» تصدر كتاب «شهداؤنا.. مشاعل النور»

صورة

أصدرت مجلة «درع الوطن» كتاباً جديداً بعنوان «شهداؤنا.. مشاعل النور» للباحث المقدم الركن يوسف جمعة الحداد، يقدم فيه رؤية إنسانية شاملة لمفهوم الشهادة، وعرضاً تاريخياً لهذا المفهوم، بجانب إظهار فضل الشهداء ومكانتهم لدى مختلف الشعوب.

 

كما يعرض الكتاب رؤية واعية لمفهوم الشهادة، ويبرز شجاعة جنود القوات المسلحة الإماراتية، وحرصهم على الدفاع عن أرض الوطن ومصالحه، ويبين حجم التضحيات التي قدمها شهداء الإمارات البواسل في أرض اليمن، فضلاً عن إخوانهم الذين سبقوهم للشهادة في مواقع أخرى، كما يظهر تماسك المجتمع الإماراتي وصلابته، ودور القيادة الرشيدة في الوقوف إلى جانب أسر الشهداء، والحنو عليها، إلى جانب ردود الفعل المشرفة لأهالي الشهداء وذويهم، كما يرصد الكتاب المبادرات الرسمية والشعبية تجاه أسر الشهداء، وكذلك إعجاب العالم بشجاعة أبناء الدولة وتلاحم المجتمع الإماراتي.

ويقول الباحث في مقدمة الكتاب «عندما نتناول سيرة شهدائنا الأبطال الأبرار في دولة الإمارات العربية المتحدة فإن الألم يعتصر قلوبنا لفقدهم، لكنّ عزاءنا أن هؤلاء الأبطال هم موضع فخرنا ورمز عزتنا، فقد كتبوا بدمائهم تاريخاً جديداً للمنطقة والعالم العربي بأكمله، بما قدموه من تضحيات وما أظهروه من شجاعة فائقة وبسالة قتالية نادرة في ميادين الشرف وساحات العزة والكرامة في اليمن الشقيق، الذي سيظل يذكر دماء شهدائنا الأبطال التي سالت على أراضيه وبين ربوعه وهم يدافعون عن أهل هذا البلد العربي الأصيل، في مواجهة عدوان غاشم تقوده جماعة فرطت بوطنها واختارت أن تكون أداة بيد قوى أجنبية تعادي اليمن والشعوب العربية كافة».

ويضيف أن «أرض الإمارات الطيبة، التي أنجبت هذه الكوكبة الطاهرة من الشهداء الأبرار، هي التي تنبت الخير وتنشر العطاء في ربوع العالم أجمع، وهي التي ستظل دائماً مقلة العين ونبض الفؤاد، نبذل في سبيلها الغالي والنفيس، ونذود عن حياضها وحدودها، وندافع عن مصالحها أينما كانت، ونصون أمنها الوطني في الداخل والخارج. وعهدنا أن تظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة عالية خفاقة، وأن تبقى تضحيات شهدائنا الأبرار نصب أعيننا نستلهم منها الثبات والقوة».

ويؤكد أنه ليس غريباً أن تصدر من «عيال زايد» دروس الثبات والبطولات والتضحيات التي أبداها أبناؤنا الشهداء في أرض المعركة، ومعهم جنودنا البواسل، ومن خلفهم أبناء الإمارات قاطبة، فهم أبناء وأحفاد أجدادنا الذين حافظوا على تراب الإمارات في سابق الأزمان ضد الغزاة من كل حدب وصوب.

ويقول الباحث إن قواتنا المسلحة هي مصدر فخرنا ودرع الوطن وسيفه الذي يحمي مكتسبات دولة الاتحاد التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه حكام الإمارات، طيب الله ثراهم، الذين تحملوا الأعباء وتصدوا لأطماع الأعداء وأحقادهم، وكانت لهم رؤية مستقبلية واعية لبناء وطن يوفر لأبنائه أفضل مستويات المعيشة والأمن والاستقرار. ولم يكن هذا الطموح ليتحقق سوى من خلال بناء جيش قوي يذود عن الحياض، ويبذل الغالي والنفيس، من أجل حماية هذا الوطن والدفاع عنه، مهما تطلّب ذلك من تضحيات وأعباء. وقد كان أبطال هذا الجيش - ولايزالون - خير حماة للوطن، ومحققين لآمال الشعب والقيادة وتطلعاتهم، مؤكدا أن دماء الشهداء لن تضيع هباء، ولن تذهب سدى، وأنهم وذويهم وأبناءهم «عظم رقبة» لنا ولقيادتنا الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأشار إلى أن هذا الجهد البحثي «ما هو إلا تعبير بسيط عن اعتزازنا وفخرنا بأبنائنا وأشقائنا من الشهداء الأبرار، وهو أيضاً شهادة للتاريخ على أن هؤلاء الأبطال وعدوا فأنجزوا الوعد، فلهم منا صادق الدعاء بأن يتقبلهم المولى، عز وجل، وأن يحشرهم مع الصديقين والأبرار وحسن أولئك رفيقاً».

ويتألف الكتاب، الذي يضم 221 صفحة، من مقدمة وأربعة فصول وملاحق، حيث يتناول الفصل الأول «الشهادة: قيمة وطنية ومكانة دينية»، مفهوم الشهادة وأهميتها في بناء الأوطان وصنع النصر، والمكانة الدينية العظيمة التي أسبغتها الأديان السماوية المختلفة على الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل نصرة الدين الحق ورفعة الأوطان، مع التركيز على مكانة الشهيد في الإسلام، كما يعرض صور ونماذج تكريم دول العالم المختلفة لشهدائها، وكيفية تقديرها لتضحياتهم العظيمة وتخليد ذكراهم في وجدان شعوبها وأجيالها المتعاقبة.

أما الفصل الثاني بعنوان «يوم الشهيد: قيادة رشيدة وشعب وفيّ»، فيستعرض مظاهر التقدير والاحتفاء من قبل قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة الرشيدة وشعبها الوفي بشهداء الوطن، والخطوات والإجراءات كافة التي أقرتها الدولة لتكريم الشهداء وأسرهم، وتخليد تضحياتهم، وما تعكسه من دلالات مهمة بالنسبة لتماسك الدولة ووفاء شعبها العظيم لقيادته الرشيدة وحرص شبابها وأبنائها على تقديم أرواحهم في سبيل الوطن والحق والواجب، ضاربين أروع الأمثلة في التضحية والفداء وصناعة النصر المؤزر.

وينطلق الفصل الثالث «يوم الشهيد تقدير لدور القوات المسلحة في حماية المكتسبات وإعلاء المبادئ»، من فكرة مفادها أن الاحتفاء بالشهداء والعمل على تخليدهم إنما يعكس الاعتزاز بالدور الذي تؤديه القوات المسلحة في الحفاظ على مكتسبات الشعب على المستويات كافة، كما يتناول هذا الفصل الدوافع والعوامل التي تقف وراء مشاركة الإمارات في التحالف العربي ضد الحوثيين، فيما يحلل الفصل الرابع «يوم الشهيد.. ترسيخ للروح الوطنية وتأكيد على قوة البنيان الاتحادي»، الدلالات والمعاني المختلفة ليوم الشهيد، وما يعنيه من توهج الروح الوطنية لدى أبناء زايد، وما يجسده من قيم ومعانٍ إيجابية، كالولاء والانتماء والتضحية والعطاء والمثابرة، وهي منظومة القيم الإيجابية التي تميز بها الشعب الإماراتي، وتقف وراء حركة النهضة الشاملة التي يعيشها على المستويات كافة.

تويتر