«الظفرة».. 21 يوماً تبرز تلاحم الماضي مع الحاضر
بعد 21 يوماً حافلة بفعاليات تبرز تلاحم الماضي مع الحاضر ورؤية أبناء الوطن نحو المستقبل، يُسدَل الستار اليوم على فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الظفرة، التي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في مدينة زايد بالمنطقة الغربية.
وكثف كبار ملّاك الإبل من دول مجلس التعاون الخليجي استعداداتهم لخوض منافسات شوط البيرق، أحد أكبر أشواط مزاينة الإبل، والتي يسعى كل منهم لاعتلاء قمتها عبر مزاينة مهرجان الظفرة للإبل.
وحرص المشاركون على فرض مزيد من السرية حول تجهيزاتهم وجهودهم لتدعيم إبلهم بما هو متميز من أجل مفاجأة الجميع خلال بدء منافسات الشوط اليوم.
مسيرات الإبل الفائزة يحتفل ملّاك الإبل عقب كل مزاينة بإبلهم الفائزة بطرق مختلفة، إذ تعد مسيرات الفرح من أبرز علامات الفرح والسرور التي يقدمها مالك الناقة أو الجمل أو القطيع حينما تظفر مطيته بإحدى الجوائز الأولى في أشواط المزاينة، وتكون الفرحة أكبر حينما يظفر بالجائزة الأولى أو ما يعرف بـ«الناموس». 55 مليون درهم.. جوائز تضمّن المهرجان العديد من الفعاليات والأنشطة والبرامج التي تلبي طموحات واحتياجات المشاركين والزوار، إذ اشتمل على 15 فعالية ومسابقة تراثية بمجموع جوائز فاق 55 مليون درهم: مزاينة «بينونة» للإبل، مزاينة «الظفرة» للإبل (فئتا الأصايل والمجاهيم)، سباق الإبل التراثي، مسابقة المحالب (حليب الإبل)، سباق الخيول العربية الأصيلة، مسابقات الصيد بالصقور، سباق السلوقي العربي، التصوير الفوتوغرافي، مزاينة أفضل أنواع التمور، مسابقة أفضل طرق تغليف التمور، السوق التراثي والحرف اليدوية، قرية الطفل، مسابقة اللبن الحامض، مزاينة غنم النعيم، إضافة إلى مسابقة أفضل مخيم للمشاركين التي أقيمت للمرة الأولى. |
ويعد شوط البيرق من أهم الأشواط وأكبرها في مهرجان مزاينة الظفرة للإبل، وفيه يسمح للابل المشاركة بقطيع من 50 ناقة في فئتي المحليات والمجاهيم.
وأوضح مدير مزاينة الظفرة للإبل محمد بن عاضد المهيري، أن شوط البيرق من الأشواط المهمة في المهرجان وأكبرها، ويجذب ملاك الإبل في دول مجلس التعاون الخليجي؛ إذ يسعى كل منهم إلى اعتلاء منصة التتويج على عرش المحليات والمجاهيم.
المدينة في قمة تألقها
من جهتهم، أكد بعض أبناء مدينة زايد، أن مهرجان الظفرة ينعش الحياة في المنطقة، مشيرين إلى أن مدينة زايد تعيش خلال أيام المهرجان قمة تألقها، إذ تشهد أرض الحدث لقاءات فاعلة بين المشاركين والزوار الذين يتبادلون في ما بينهم أسس التراث الأصيل من أجل مستقبل أكثر تطوراً وازدهاراً.
وينتظر العديد من التجار مهرجان الظفرة، إذ يعتبرونه موسماً وموعداً لانطلاق موسم الشتاء وما فيه من روعة التخييم، مشيرين إلى أن المهرجان يسهم في إنعاش الحياة في المنطقة بشكل كبير.
ويرى عبدالله الحمادي، من أبناء المنطقة الغربية، أن المهرجان يوفر فرص عمل لأبناء المنطقة من مواطنين ومقيمين، ويسهم في فتح فرص للعديد من المشاركين في السوق الشعبي وفي المحال التجارية بجانب الشركات العاملة.
حامل النجاحات
بينما قال حمود المنصوري (تاجر)، إن مهرجان الظفرة استطاع أن يثبت للمشاركين والزوار وللجميع، أنه يأتي في كل عام وقد حمل من النجاح ما يفوق التوقعات، مشيراً إلى أن نجاحاته تتجلى في استدامة عادات وتقاليد المنطقة وحياة البداوة، وفي توفيره فرصاً تلقي بنتائجها الإيجابية على الجميع، ولقد أسهم بشكل كبير في التعريف بالمنطقة الغربية وجعلها علامة واضحة على خريطة السياحة العالمية.
وأضاف أن مهرجان الظفرة يعد موسماً بالنسبة لهم يمثل المردود المجزي الذي قد يغطي تكاليف العام بأكمله. من ناحيتها، أكدت أم عبدالله (صاحبة مطعم شعبي)، أن الاستفادة من المهرجان كبيرة، مشيرة إلى أن الأجواء التراثية تزيد فيها نسبة الإقبال على المأكولات الشعبية، ويقدم مهرجان الظفرة فرصة للتعريف بمن يجيدون هذه الصناعات.
«البيت متوحد»
تفقّد مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، مبارك سعيد الشامسي، مخيم «البيت متوحد» في مدينة زايد بالمنطقة الغربية، وشارك الطلبة المشاركين في جولة بالسوق الشعبي وقرية الطفل المقام ضمن فعاليات مهرجان الظفرة.
وأكد أن «المخيم يتضمن نخبة من الفعاليات والدورات التي يتعلمها الطلبة، بما ينمي مهاراتهم في تنفيذ وتطوير هذه الأعمال التراثية المهمة، وهو الأمر الذي نضمن من خلاله تقديم فرص حقيقية لصقل مهارات الطلبة في كل المجالات الحياتية التي تمكنهم من معايشة الواقع الذي عاشه الأجداد، والصعاب التي واجهوها».
وقال الشامسي إن المخيم يطلع المشاركين من طلبة على التقدم الحضاري الذي صنعته القيادة الرشيدة في حياة المجتمع الإماراتي، ليصل إلى هذا المستوى الراقي من الرفاهية التي تضع الإمارات بين أكثر دول العالم استقراراً وسعادة، ما يوجب على الجميع العمل الدائم للحفاظ على هذا ورد الجميل للوطن والقيادة الرشيدة.
وأكد أن مخيم «البيت متوحد» يشكل في مجمله فرصة لبناء أجيال إماراتية مبدعة وقادرة على تلبية متطلبات المستقبل التقني المشرق في دولة الإمارات.