رواة وباحثون يسلطون الضوء على «المربعانية»

نظم معهد الشارقة للتراث حلقة نقاشية بعنوان «المربعانية»، يوم الخميس، وهي الحلقة الرابعة من ضمن سلسلة البرنامج الفكري والفعاليات الشهرية للمعهد، التي تأتي تحت تصنيف التراث بفروعه المادي واللامادي، لدولة الإمارات ولإمارة الشارقة تحديداً.

تكريم في ختام الحلقة النقاشية، وزع رئيس معهد الشارقة للتراث عبدالعزيز المسلم، شهادات تقدير على المشاركين. وأثنى الحضور على الجهود المتواصلة التي يقوم بها المعهد، والجهات ذات العلاقة بتوعية شرائح المجتمع بأهمية القضايا التراثية، مشددين على ضرورة عقد وتنظيم العديد من الحلقات النقاشية التي تُعنى بموضوع «المربعانية»، ومواقع النجوم وتأثيرها في طبيعة المناخ والأحوال الجوية.

 

وحلول المربعانية يعني دخول الشتاء الحقيقي المُقترن بالرياح القوية، والأمطار الغزيرة، وتساقط الثلوج في بعض نواحي الجزيرة العربية والشام.

وشهدت الحلقة حضور العديد من الباحثين والمختصين والرواة والمهتمين، وقدمها الباحث في قسم الدراسات بالمعهد الدكتور عادل الكسادي.

وأوضح الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية المشرف العام على القبة السماوية بالشارقة إبراهيم الجروان، أن هذه الفترة سميت بـ«المربعانية» لأنها تستمر نحو 40 يوماً. وأضاف أنها تبدأ بالتزامن مع طلوع نجم الإكليل، وهو رأس العقرب في السادس أو السابع من ديسمبر، وتنتهي في منتصف يناير. وتابع أنها فترة تنخفض فيها درجة الحرارة، ويكثر فيها المطر.

وقال الجروان إن هذا الموسم ينقسم إلى ثلاثة أقسام، يميز كل منها طلوع نجم يسير في مدار البروج 13 يوماً. وأضاف أن النجوم الثلاثة هي «طالع الإكليل»، وتتميز هذه الفترة بنزول الندى في ساعات الصباح الأولى وزيادة الرطوبة، و«طالع القلب» وتنخفض في هذه الفترة درجة حرارة الجو ويكون الليل في أقصى طوله والنهار في أقصره، و«طالع الشولة» وهي أكثر الفترات انخفاضاً في درجات الحرارة.

وقدم الراوي علي القصير شرحاً مفصلاً عن المربعانية في المناطق البحرية. وقال إن المصطلح الشائع لها في تلك المناطق هو «الأربعين» واستذكر الأجداد الأوائل وما كانوا يمارسونه من عادات وأعمال، للتعايش مع هذه الفترة الموسمية في البحر، وكيفية الاستدلال بالنجوم للملاحة، وما تأثيرها في التجارة والصيد، وما تستدعيه من أخذ المحاذير من البحارة والصيادين.

بينما سرد الراوي خميس بن أحمد، واقع وتأثير المربعانية في المناطق الزراعية، وأنواع المحاصيل التي تزرع في هذه الفترة، متطرقاً إلى بعض المصطلحات وما يتعلق بها من حسابات تتعلق بالسقاية والزراعة والأيام التي يجب فيها زراعة بعض البذور.

من ناحيته؛ أعرب رئيس معهد الشارقة للتراث عبدالعزيز المسلم، عن سعادته بانعقاد هذه الحلقة، مشيراً إلى أهمية موسم المربعانية في التراث، وما يُرافقه من عادات وتقاليد وثقافات، تختلف براً وبحراً من منطقة الى أخرى، ومن هنا جاءت أهمية عقد هذه الحلقة تحت مسمى «المربعانية».

هذا وامتدت الحلقة بشروحات وإيضاحات قدمها الرواة، وتخللتها حوارات وأسئلة من الجمهور الذي تفاعل بشكل إيجابي مع الحلقة.

يشار إلى أنه كثيراً ما يتردد مصطلح تراثي «الكانونين»، وهما شهرا ديسمبر ويناير. واعتاد أهل الجزيرة وأهل بادية الشام تسمية «المربعانية» منذ القدم بهذا الاسم. والكانون عند أهل بادية الشام هو الموقد الذي يوقد فيه الخشب أو الفحم للتدفئة، في موسم أربعينية الشتاء.