مزيج إبداعي موسيقي بصري يقدم القصائد في المسرحية

«الفارس».. إطلالة ملحمية تنسجها أوتار سيمفونية عالمية

ديكورات «الفارس» تقدم مجموعة متنوّعة من التصاميم الإبداعية في رحلة خارج حدود الزمان والمكان لتكوّن لوحة فنيّة لكل مشهد على حدة. من المصدر

كشفت «براند دبي»، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، الجهة المنتجة لمسرحية «الفارس»، الملحمة الشعرية المستلهمة من قصائد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن المسرحية التي سيبدأ عرضها، الأربعاء المقبل، ستشهد تمازج مجموعة كبيرة من العناصر الفنية والتقنية الجديدة، التي تتضافر في مجملها لتقديم عمل فني راق، يؤكّد مكانة دبي مركزاً للإشعاع الحضاري والإبداعي في المنطقة.

باليوحة: المسرحية إحدى العلامات المضيئة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/01/418185.jpg

أكّد مدير إدارة الخدمات الإعلامية في المكتب الإعلامي لحكومة دبي، مدير المشروع، سالم باليوحة، أن «(الفارس) تعدّ العمل الفني الأول بهذا الحجم الذي يعتمد بناؤه الدرامي على مجموعة متنوّعة تبلغ 30 قصيدة من أشعار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لذا حرصت (براند دبي)، بالتعاون مع (الرحباني للإنتاج)، صاحبة التاريخ الطويل والحافل في مجال المسرح الغنائي، على تطوير أفكار مبتكرة تتماشى مع المضمون الشعري المميز للمسرحية، وتضعها كإحدى العلامات المضيئة في سجل المشهد الإبداعي العربي».


الرحباني: قصائد بقيم إنسانية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/01/418186.jpg

قال مروان الرحباني: «إن أشعار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تتسم بالعمق والتنوّع، فهي تتناول موضوعات وقيماً إنسانية عدة، مثل البطولة وتحدي المصاعب وحب الوطن، لتطرحها في شكل رمزي يدفع إلى إعمال العقل والتفكر في ما يدور حولنا من تغيرات وتحديات»، لافتاً إلى أن «اللهجة الإماراتية التي ميزت معظم الأشعار، لها موسيقى داخلية خاصة تجعلها شديدة القرب من المتلقي، ومن ثم فتقديمها ضمن إطار سيمفوني يضفي عليها طابعاً عالمياً تخاطب به الجمهور على اختلاف ثقافاته».

 وفي معرض حديثه عن العناصر الجديدة التي تقدمها المسرحية، أكّد مدير إدارة الخدمات الإعلامية في المكتب الإعلامي لحكومة دبي، مدير المشروع، سالم باليوحة، أن «(الفارس) تعدّ العمل الفني الأول بهذا الحجم، الذي يعتمد بناؤه الدرامي على مجموعة متنوّعة تبلغ 30 قصيدة من أشعار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لذا حرصت (براند دبي)، بالتعاون مع (الرحباني للإنتاج)، صاحبة التاريخ الطويل والحافل في مجال المسرح الغنائي، على تطوير أفكار مبتكرة تتماشى مع المضمون الشعري المميز للمسرحية، وتضعها كإحدى العلامات المضيئة في سجل المشهد الإبداعي العربي».

 أفضل الشركاء

 وأضاف باليوحة: «رغبةً في ترجمة الأفكار والرؤى التي تطرحها أشعار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أفضل إطار، حرص فريق العمل على التعاون مع أمهر وأفضل الشركاء والمختصين في المجالين الفني والتقني، إذ سجلت موسيقى مسرحية (الفارس) بين لبنان وأوكرانيا، باستخدام أحدث التقنيات الصوتية في أفضل استوديوهات التسجيل الصوتي في أوروبا، بما لأوكرانيا والأوركسترا السيمفوني فيها من تاريخ مميز وأعمال ذات قيمة فنية رفيعة». وتابع: «شكّل الأوركسترا السيمفوني الوطني الأوكراني - وهو من بين الأهم في العالم - إضافة إلى الأوركسترا اللبناني، الذي أسهم في إثراء موسيقى العمل، خصوصاً في ما يتعلق بالنغمات الشرقية، مزيجاً فنياً رائعاً، أسهم في تعزيز الجو الملحمي للأحداث لتكون (الفارس) بذلك أول عمل فني يقدم الشعر المحلي الإماراتي ضمن قالب أوركسترالي سيمفوني».

 وسجلت موسيقى مسرحية «الفارس»، التي ألّفها مروان وغدي، وأسامة الرحباني، في العاصمة الأوكرانية كييف بمصاحبة الأوركسترا السيمفوني الأوكراني، التي تعدّ واحدة من أفضل فرق الأوركسترا السيمفونية في أوروبا والعالم، وكذلك في بيروت بمشاركة الأوركسترا السيمفوني اللبناني.

 تعاون

 من جانبه، قال مدير «الرحباني للإنتاج» ومخرج العمل، مروان الرحباني: «حرصت (براند دبي) و(الرحباني) على التعاون مع أوركسترا عالمية تليق بالمستوى الفني، الذي نرجو أن يظهر العمل عليه، وجاء اختيار الأوركسترا السيمفوني الوطني الأوكراني لما له من باع طويل وخبرة كبيرة اكتسبها على مر السنوات الطويلة، إذ يعود تاريخ تأسيسه الأول إلى عام 1768، وبما شهده من تطورات على مر السنين، وعبر مئات المشاركات في مختلف المحافل الموسيقية العالمية على أكبر المسارح والقاعات الفنية في أوروبا والعالم منذ انطلاقه بشكله الحالي في عام 1918».

 

ونوّه الرحباني بأن تقديم الأشعار العربية بمصاحبة الموسيقى السيمفونية يعدّ مقاربة جديدة، تهدف إلى تطوير تجربة فنية قادرة على التواصل مع الجمهور على اختلاف ثقافاته، اعتماداً على الموسيقى كلغة خاصة يفهمها الجميع، على الرغم من الحواجز اللغوية، مشيراً إلى أن الموسيقى السيمفوني، خصوصاً تضفي مذاقاً كلاسيكياً على الأعمال الفنية، وتجعلها أكثر قرباً من الجمهور الذواق على اختلاف فئاته.

وأصدر الأوركسترا السيمفوني الأوكراني، الذي يضم أكثر من 100 عازف منذ عام 1993 وحتى الآن، أكثر من 100 تسجيل موسيقي تشمل مؤلفات أوكرانية وعالمية حظيت بإشادة دولية كبيرة، وحققت صدى طيباً عبر المؤسسات والأكاديميات الموسيقية في أرجاء العالم. ونال الأوركسترا العديد من الجوائز، ورُشِحت أعماله الموسيقية لجائزة «غرامي» أكثر من مرة.

وبقيادة المايسترو فلاديمير سيرنكو، الذي يعدّ واحداً من أشهر الموسيقيين على مستوى العالم، حظي الأوركسترا بتقدير وإشادة كبيرين، وقام بالعديد من الجولات الموسيقية التي شهدت إقبالاً جماهيرياً كبيراً في العديد من دول العالم مثل: أستراليا، والنمسا، والبحرين، وبلجيكا، وروسيا البيضاء، والصين.

 تصميمات مبدعة

تقدم ديكورات مسرحية «الفارس» مجموعة متنوّعة من التصاميم الإبداعية في رحلة خارج حدود الزمان والمكان، لتكوّن لوحة فنية لكل مشهد على حدة، وتسهم في مجملها في إبراز الرؤية الفنية للعمل، من خلال فكر مبتكر يعتمد على عناصر رمزية وتفاصيل غنية بالألوان.

 ويُشكل ديكور المسرحية أداة فاعلة لبناء العالم الافتراضي الذي تدور فيه الأحداث، وتدفع المتلقي للتفاعل معها والغوص في أعماقها، وكأنه شخصية تشارك في صياغة الأحداث، إذ تتناغم التصاميم التي أبدعها بيار عبود مع الأشعار ومع البناء الدرامي لتسهم في التعبير عن أبعاد عميقة تحمل في طياتها كثيراً من التفاصيل التي تسمو بالمشهدية العامة للعمل الفني، فتارةً يظهر الديكور بشكل مستقبلي آسر، وتارة أخرى يظهر بشكل بسيط بما يتماشى مع البناء الدرامي.

 وفي ماليزيا تم تصميم الخلفيات المستخدمة في مسرحية «الفارس» وفق أرقى المعايير الفنية، في حين صور فريق العمل مجموعة كبيرة من المشاهد السينمائية التي أخرجها منصور الرحباني في مواقع مختلفة في كال أرجاء الإمارات، لتكوّن مع الخلفيات مساحة رحبة تتسع من خلالها خشبة المسرح، لتصبح مجالاً مفتوحاً للإبداع يتفاعل فيه الممثلون على المسرح مع المشاهد الخارجية، ضمن إطار متسق يمزج الفنتازيا بالواقع. ولتعزيز الشكل الإبداعي للعمل الفني، صمم بابو لحود، الملابس بما يتماشى مع صفات وملامح شخصيات العمل بشكل متفرد يعمل على إثراء البناء الدرامي.

تويتر