سلوكيات روّاد البر تؤدي إلى هروبها وعدم استقرارها

المطيوعي: محمية المرموم تحتاج إلى قوانين تزيد تـكاثـر الحيـوانات

صورة

 لعل أكثر ما يميّز محمية المرموم، هو امتدادها على طول الصحراء في دبي، فهذا المكان الذي يعدّ ملاذاً للحيوانات الصحراوية، حيث يتوافر لها الأكل والأمان، غير مسيّج، ويحوي أنواعاً كثيرة من الحيوانات، بدءاً من المها، وصولاً إلى الغزلان، والحبارة، والأرانب. ولكن هذه المحمية، المتاح دخولها لكل الناس، تحتاج إلى بعض القوانين التي تضمن تكاثر الحيوانات فيها، وفقاً للمسؤول عن المحمية جابر المطيوعي، الذي أكّد على وجود كثير من السلوكيات التي تؤذي الحيوانات، وتؤدي إلى تراجع التكاثر، خصوصاً في فصل الشتاء، حيث يتوافد إلى المحمية روّاد البر.

 جولة في المحمية

 يكشف التجول في محمية المرموم الكثير عن حيوانات نسمع عنها ولم يسبق لنا ان رأيناها، فيمكن من خلال التجول معرفة بعض سلوكياتها، أو مشاهدتها من بعيد. وإلى جانب المحمية المفتوحة للناس، هناك مناطق داخل المحمية غير متاح الدخول إليها للعموم، نظراً لنوعية الطيور والحيوانات التي تحويها، منها البحيرات الخاصة بالبط والفلامينغو، والطيور المهدّدة بالانقراض. إلى جانب الأماكن التي تحتوي على أعشاش للطيور، وكذلك الخيام التي تحميها من حرارة الشمس. وتمتاز هذه المحميات الداخلية والبحيرات بتوفير كل متطلبات التكاثر للحيوانات والطيور، بدءاً من الأمان وهو الأهم، وصولاً إلى الطعام والشرب.

 المسؤول عن المحمية، جابر المطيوعي، قال: «محمية المرموم تحتاج إلى كثير من القوانين، التي من شأنها تطويرها وحماية الحيوانات، وكذلك حماية الأرض والنباتات، فهناك سلوكيات يمارسها بعض روّاد البر، تسبب تهجير الحيوانات وتخويفها وإبعادها». وأشار إلى أن «استقرار الحيوان في مكانه مهم للتكاثر، بينما تهجيره ودفعه إلى التنقل من مكان إلى آخر بسبب الخوف، يؤثر في تكاثره، وكذلك يهدد سلامته، فالحيوانات حين تخاف تهرب، والمحمية غير مسيّجة بالكامل، وهذا قد يؤدي إلى موت بعض الحيوانات، حيث تخرج إلى الشوارع وتصدمها السيارات، أو أحياناً تكون الأنثى حاملاً فيموت الحيوان داخل بطنها، ما يؤدي إلى موتها لاحقاً».

أما ثقافة التعاطي مع الحيوانات، وكذلك الممارسات داخل المحميات، فهي غائبة عن كثيرين، ولفت المطيوعي إلى وجود أشخاص يقومون بمطاردة الحيوانات داخل الصحراء على الدرّاجات النارية، فتخاف وتهرب، موضحاً: «وجود أماكن لا يجب أن تدخلها السيارات، كي لا تؤذي أعشاش البيض التي تضعها بعض الطيور، ومنها الحبارة، وكذلك كي لا تؤذى النباتات». وأكّد على غياب اللافتات التي تمنع هذه السلوكيات، إذ يفترض أن يكون هذا الأمر ناتجاً عن وعي الناس، وإحساسهم بالطبيعة، فلابد من الرفق بالحيوانات ومعاملتها بطريقة حسنة لا تضرّ بها.

وشدد المطيوعي على أن «أكثر المناطق التي تتركز فيها الحيوانات هي الغربية والجنوبية، فالمحمية على امتداد دبي»، مبيناً أنه «تقدم الى البلدية بمجموعة مطالب، منها توفير مفتشين يقومون بمراقبة تطبيق القوانين، وفرض مخالفات على عدم الملتزمين، للحدّ من صيد الحيوانات، والسلوكيات السيئة، لاسيما أن الهدف الأساسي من ترك المحمية مفتوحة للناس، هو تركهم يتمتعون بفرصة التعرف إلى الحيوانات التي تعيش فيها. وإلى جانب الصيد، يقوم البعض بترك مخلفاتهم في الصحراء، منها الأطعمة أو حتى الصحون البلاستيكية والأكياس، إلى جانب قيامهم بقطع الأشجار للتدفئة، ودهس النباتات وجحور الحيوانات، وكذلك الحيوانات الصغيرة، وهذا يضعف عملية التكاثر».

وأشار إلى أن «تخفيف هذه الأضرار، يكمن في وقف رحلات البر بين فبراير وأبريل، لأنها الفترة الخاصة بالتخصيب عند الطيور، خصوصاً أن هناك طيوراً مهددة بالانقراض، لاسيما الحبارة، فقد انتجت وتكاثرت في العام الماضي، بعد أن تأمنت لها الحماية على نطاق واسع». ولفت إلى أنه «قام أيضاً بإنشاء محطات للغزلان، الأمر الذي أدى إلى زيادة عددها وتكاثرها».

وشدّد المطيوعي على وجود سلوكيات خاصة بكل حيوان، تختلف من حيوان إلى آخر، ففي أوقات التكاثر عند الغزال، على سبيل المثال، يطارد الأخير الثعلب كي يبعده عن الصغار، بينما المها لا تخاف من الناس وتحافظ على مكانها، وتهاجم من يدخل منطقتها فقط، أما الغزال فيهرب من الناس، وكذلك الأرنب حين يتكاثر يقوم في أول أيامه بالحفر في الرمل، ويصنع الجُحر، ثم بعد ذلك يعيش تحت الأرض، وتحفر في المرات القادمة كي ترضع، ولكن عند سماع أي صوت يخرج الأرنب من مكانه على الفور لأنه يخاف.

وأضاف المطيوعي: «هناك حيوانات تخرج ليلاً، وأخرى في النهار، ففترات تغذية الحيوانات تختلف، منها ما يتغذى على العلف، ومنها ما يتغذى على الحيوانات النافقة والفريسة، ولكن غالباً ما يكثر نشاط الحيوانات بين شهري فبراير ومارس، وهو وقت التكاثر، إذ تهاجم أي حيوان وتفترسه لتأمين الطعام لصغارها».

 أما التنوّع في الحيوانات داخل المحمية، فهو يبدأ من المها وغزال الريم، ثم غزال الدماني والأرنب، والزواحف والأرانب والطيور والحبارة، والسفرد والحمام والحجل، وبعض هذه الطيور مهاجرة وبعضها دائمة. بينما هناك حيوانات خطرة وزاحفة، ولكنها تتعايش وفق قانون الطبيعة، الأمر الذي يقلل من عدد الحيوانات، وأكّد المطيوعي أن «هذا القانون تفرضه الطبيعة، ولهذا لا يمكنهم التدخل في الأمر، وتغيير مساره، بل يقومون بتوفير الغذاء والماء، لجعلها تتكاثر. أما الحيوانات الكبيرة، فتكون عُرضة للأمراض حين تتقدم في العمر، لذا يتم التخلص منها كي لا تنقل العدوى للحيوانات الصغيرة»، مشيراً إلى أن «حجم القرون هو الذي يحدد عمر الحيوان، فكبر القرون يشير إلى تقدمه في العمر. أما العمر الافتراضي للغزال فيصل إلى 25 عاماً، في حين أن الأمراض التي تصيبه هي أمراض داخلية، ومختلفة عن الأمراض التي تصيب الحيوانات الأليفة، ولكن يمكن تجنبها من خلال الاعتماد على الغذاء والماء النظيف».

تويتر