«الملحمة» تختتم عروضها وسط تجاوب جماهيري كبير
«الفارس» تجتذب 8000 مشاهد
أُسدل الستار، أول من أمس، على آخر عروض مسرحية «الفارس»، الملحمة الغنائية المستوحاة من أشعار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عقب أربعة أيام حظيت بإقبال جماهيري كبير، بإجمالي حضور جاوز 8000 مشاهد، نظراً لما قدمته المسرحية من مستوى إبداعي راقٍ، عزّز قيمة العمل كعلامة فارقة في مسيرة العمل الإبداعي العربي، وإضافة مهمة إلى تاريخ المسرح الغنائي العربي.
نسيج فريد قال مدير إدارة الخدمات الإعلامية بالمكتب الإعلامي لحكومة دبي ومدير مشروع المسرحية، سالم باليوحة، إن «فريق عمل (الفارس) يعكس التنوّع الفريد، الذي يتسم به النسيج المجتمعي في دبي». وتابع: «تكون فريق عمل مسرحية (الفارس) من أكثر من 800 شخص، ينتمون إلى نحو 30 جنسية وثقافة مختلفة أو يزيد، ونرى في هذا الفريق صورة مصغّرة للمجتمع في دبي، الذي يعدّ بمثابة برهان عملي على أن التنوّع مصدر من مصادر القدرة على الإنجاز، ولا يمكن أن يكون سبباً من أسباب الفُرقة أو الاختلاف». تنوّع ثقافي أثبتت الملحمة المسرحية الغنائية «الفارس» أن الإبداع جسر عالمي للتواصل الإنساني يتجاوز حدود اللغة ويتخطى تنوع الثقافات، بما حظيت به المسرحية من إقبال جماهيري، شمل جنسيات عدة ثقة منهم بأن الفن الرفيع والتعبير الصادق يجدان طريقهما بسهوله ويسر إلى وجدان المشاهد الذواق وعقله، متخطياً حواجز المفردات. ولم يكن التنوّع الثقافي مقصوراً في علاقته مع مسرحية «الفارس» على الجمهور فحسب، بل كان هذا التنوع أيضاً عاملاً من عوامل التميّز التي اجتمعت للعمل خلال مراحل الإعداد المختلفة للمسرحية، من خلال فريق متميّز ضم أكثر من 800 فنان وموسيقي وعارض وخيّال وتقني، ينتمون إلى أكثر من 30 دولة، بينما كان الكادر الإماراتي في قلب هذا الفريق وشكّل عصبه الرئيس، ليعمل الجميع بتناغم كامل لتقديم هذه الصورة الملحمية البديعة، التي حملت توقيع الفنان الكبير مروان الرحباني مخرج العمل، الذي وصف العمل بأنه إضافة مهمة إلى تاريخه المهني الطويل مع المسرح الغنائي. هذا التنوّع في ثقافات المُتلَّقين للعمل من ناحية، ومبدعيه من ناحية أخرى، ليس غريباً على دبي، فهي المدينة صاحبة المجتمع العالمي المصغّر الذي يضم أكثر من 200 جنسية، يعمل أفرادها في مختلف القطاعات بتناغم وانسجام كاملين ويعيشون حياة كريمة، وفرتها لهم دبي بغض النظر عن جنسياتهم، لتثبت للعالم بالدليل القاطع أنها بحق جامعة الثقافات، إذ جاءت «الفارس» لتعكس الطبيعة الفريدة لمجتمعها، من خلال فريق عمل كبير، سواء كان داخل الدولة أو في بلدان طاف بها العمل، سعياً للوصول إلى أرقى مراتب الإبداع، والحصول على ما الأفضل في كل نواحي العمل، إذ أعدت المسرحية بين مدن في ثلاث قارات، وتنقل الفريق بين الإمارات ولبنان وأوكرانيا وماليزيا والمملكة المتحدة لإنجاز أعمال متنوّعة ذات صلة بالعمل، شملت تسجيل الموسيقى وتصوير مشاهد الخلفيات السينمائية للعرض. |
ولقي العمل، الذي قدّمه «براند دبي» الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، بالتعاون مع «الرحباني للإنتاج»، استحساناً وتجاوباً كبيراً من جانب الجمهور، الذي أعرب عن تقديره لقيمة هذا العمل الفني الفريد، الذي اجتمعت له مقومات التميّز، بدءاً من أشعار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي شكلت أساس البناء الدرامي للأحداث، في سابقة هي الأولى من نوعها في مجال المسرح، بأن يتم بناء القصة على الأشعار وليس العكس، لاسيما أن فريق العمل أمضى وقتاً طويلاً في دراسة أكثر من 150 قصيدة من قصائد سموّه، لاختيار أبيات تحمل بين ثناياها الحكمة والقيم النبيلة التي ترسم ملامح «فارس» الشخصية الرئيسة للعمل، و«شموس» محبوبته التي يحاول إنقاذها وتخليصها من قوى الشر لينعما بالعيش الهانئ في مدينتهما الحديثة العصرية المنتجة والمؤثرة.
وأبدع في تأدية دور «فارس» الفنان غسان صليبا، الذي قدم أداءً رفيعاً، كما تفوّقت في أداء دور «شموس» الفنانة الإماراتية بلقيس، التي اعتبرت أن مشاركتها في «الفارس» بمثابة ميلاد فني جديد لها، خصوصاً أنها تجربتها الأولى في مجال المسرح الغنائي.
من جانبها، أكّدت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى غانم المرّي، أن «النجاح المُشرّف الذي حققه (الفارس)، يضع (براند دبي) أمام مسؤولية كبيرة للحفاظ على ذات المستوى من التميّز في مبادراته ومشروعاته المقبلة، التي تصب جميعها في اتجاه واحد، وهو إبراز القصة الإنسانية الثرية وراء النهضة الحضارية الكبيرة التي تعم دبي، معربة عن سعادتها بالمستوى الراقي الذي جاء عليه العمل، لتتكلل بذلك جهود استمرت على مدار نحو عام كامل من الاستعداد القوي والعمل الدؤوب».
وأعربت عن تقديرها للفريق الإماراتي الشاب الممثل في فريق «براند دبي»، لما أبداه من حماسة عالية وهمة كبيرة والتزام صادق في مختلف مراحل العمل منذ لحظاته الأولى، إذ كان لهذا الدور أثر كبير في خروج المسرحية على النحو المنشود لها من الكمال والدقة والتميز، مؤكّدة أن «أبناء الوطن من الشباب والشابات يثبتون يوماً تلو الآخر جدارتهم بالتصدي للمهام والمسؤوليات الكبيرة، والقيام بها على نحو مُشرّف».
ووجهت الشكر للفنان المتميّز مروان الرحباني، مخرج المسرحية، الذي قاد فريقها بمهارة واقتدار، ليقدم من خلال «الفارس» خلاصة تجربته الفنية الحافلة بالأعمال المتميّزة، معربة عن خالص تقديرها لجميع أعضاء فريق العمل الذي أسهم في ترجمة هذه الرؤية، وتجسيدها في إطار فني رفيع، في مقدمتهم غسان صليبا، وبلقيس، لما أبدياه من تعاون نموذجي، وما قدماه من مستوى فني راقٍ أعاد إلى الأذهان روائع المسرح الغنائي العربي، وكل من شارك في العمل، وتقديمه للجمهور على هذا النحو المتكامل.
من ناحيته، أكّد مروان الرحباني، سعادته بتقديم مسرحية «الفارس»، التي وصفها بأنها إضافة مهمة إلى رصيده الفني، وعمل يُضاف إلى قائمة أهم أعمال المسرح الغنائي العربي، منوّهاً بالتعاون الكبير الذي قدمه جميع أعضاء الفرقة، وما بذلوه من جهد والتزام في تنفيذ الرؤية الإبداعية للعمل، وتقديمها في قالب فني رفيع استُلهم مضمونه من فكر قائد من طراز فريد، وهو صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وقال: «إن القيم الرفيعة التي حملتها أشعار سموّه كانت حافزاً رئيساً للتميّز، ومصدر إلهام للجميع في مختلف مراحل العمل»، معرباً عن أمله في أن يجمعه بدبي المزيد من التعاون البنّاء بتقديم أعمال وإبداعات متميّزة جديدة تسهم في إثراء المشهد الإبداعي والثقافي العربي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news