«حماية الصحراء».. ولاء حضاري للمكان
بهدف المساهمة في الحفاظ على بيئة الإمارات، والتعريف بأهمية الصحراء، انطلقت، أمس، حملة حماية الصحراء، التي تعد من مظاهر الولاء الحضاري للمكان، للعام الثامن على التوالي. وتحظى الحملة بدعم وزارة البيئة والمياه، وتستمر أربعة أشهر (من يناير الجاري حتى أبريل المقبل).
العبدولي: الاستمرارية دليل نجاح أفادت المهندسة عائشة محمد العبدولي بأن انطلاق الحملة اليوم، للعام الثامن، هو دليل على نجاحها الذي يترجم اهتمام أفراد المجتمع ببيئة دولة الإمارات وسعيهم الدؤوب للمحافظة عليها، خصوصاً البيئة الصحراوية التي تحظى بمكانة كبيرة في وجدان أبناء الإمارات، باعتبارها جزءاً أساسياً من البيئات الطبيعية، وتراثاً ومكوناً أساسياً للحياة في الماضي والحاضر والمستقبل. العبار: فعاليات كثيرة بالحملة أشار رئيس مجلس إدارة الحملة عارف العبار إلى أن الحملة تضم أنشطة كثيرة، منها الزيارات الخاصة بطلاب المدارس والجامعات صباحاً، والشركات والمؤسسات الحكومية مساء، إلى جانب المشاركة في الفعاليات والمهرجانات التي تقام في الصحراء، منوهاً بأن النشاطات لا تقوم فقط على الكلام والتوعية، بل تضم فعاليات ترفيهية، ليتم إيصال الرسالة إلى الناس بأسلوب خفيف. كما تشمل الفعاليات محاضرات وورش عمل وحوارات توعوية وتثقيفية من خلال نشاطات ترفيهية، كركوب الخيل، وقيادة الدراجات الترفيهية، إضافة جولات في السيارات والدراجات لوجهات مختلفة في الدولة لتوزيع مواد توعوية. |
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد في دبي، وتحدث فيه رئيس مجلس إدارة الحملة عارف العبار، ومدير إدارة التثقيف والتوعية البيئية في وزارة البيئة، المهندسة عائشة العبدولي، وشددا على أهمية التوعية لتقليل المخاطر التي تتعرض لها الصحراء، بالاعتماد على التثقيف منهجاً أساسياً.
وقالت العبدولي، لـ«الإمارات اليوم»، إن دعم الحملة يأتي بهدف إيصال رسالة مهمة لكل فئات المجتمع، تتمثل في كون الصحراء بيئة تميّز الإمارات، لذا نحرص على حمايتها ورفع وعي الناس بأهميتها، خصوصاً في موسم التخييم، مشيرة إلى أن كثيرين «يؤذون البيئة من خلال السلوكيات الخاطئة».
وبينت وجود الكثير من المخاطر التي تصيب البيئة نتيجة السلوكيات الخاطئة، ومنها التلوث بالدرجة الأولى. وشددت على ضرورة توصيل تلك الرسالة إلى كل فئات المجتمع، مشيرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تسهم اليوم في التغيير والتحسين.
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة الحملة، عارف العبار، إن «الحملة انطلقت منذ ثماني سنوات، بعد أن لاحظنا في جولاتنا على الخيول في الصحراء أن الخيول تكره بعض المناظر، وهي التي نبهتنا إلى وجود أشياء مضرة، وأن حاجتنا للاستدامة في الصحراء دفعتنا إلى إطلاق الحملة، التي لاقت الكثير من التجاوب والحماسة».
وأضاف أن «الحملة تهدف إلى الحفاظ على البيئة عامة، والبيئة الصحراوية خاصة، نظراً لما تحتويه من كنوز وتاريخ عريق لدولتنا الحبيبة. ونسعى من خلال الحملة التي تعد أحد مظاهر الولاء الحضاري للمكان الذي نعيش فيه للوصول إلى أكبر الشرائح في المجتمع، والعمل على تثقيفهم وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على بيئتنا نظيفة وخالية من أي مواد ضارة للإنسان أو الحيوان في الصحراء».
ورأى العبار أن الأخطار التي تتعرض لها الصحراء جمة، وتبدأ من الشركات التي تقوم بمشروعات في المناطق الصحراوية، فتترك مخلفات الإسمنت والمواد التي تستخدمها، وكذلك الشاحنات التي تترك أوعية تبديل الزيت مثلاً في الصحراء. في المقابل، هناك أخطار يمكن أن ترى بالعين المجردة، ومنها رمي المخلفات وقيادة المركبات والدراجات بشكل غير سليم، فلا تسير على مسلك واحد، الأمر الذي يسبب أضراراً في الصحراء، خصوصاً لجهة البذور التي تنمو من خلالها الأعشاب المفيدة للحيوانات، التي تتبعثر بسبب السيارات. ولفت العبار إلى ضرورة تخصيص مساحات خاصة للتخييم، وتحييدها كمحميات تجمع الناس في مكان واحد، وتوفر الخدمات لهم.