أسرة وأبطال العمل الكويتي يحتفلون بجائزة القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي. الإمارات اليوم

«صدى الصمت» الكويتية تفوز بجائزة القاسمي.. أفضل عرض مسرحي عربي

حازت المسرحية الكويتية «صدى الصمت»، تأليف قاسم المطرود، وإخراج فيصل العميري، جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في نسختها الخامسة، ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي الثامن، الذي عقد بالكويت بين 10 و16 من يناير الجاري، بمشاركة أكثر من 400 شخصية، ونظمته الهيئة العربية للمسرح، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. ووفق لجنة التحكيم، فإنه توافر في المسرحية مساحة من الاشتباك مع الظرف المعاش، وجدية الاشتغال، وتقديم مقترحات مسرحية «جديدة ومتجددة»، ناغمت بين عناصر العرض المسرحي بشكل واضح.

توصيات اللجنة

قال الزيود: بناءً على ملاحظات اللجنة، فإنها توصي بما يلي:

التطلع دائماً إلى كل ما هو جديد، والحرص على اقتراح الحلول الفكرية والفنية المبتكرة، لنشر ثقافة قادرة على مواجهة كل ما يعيق كرامة الإنسان وتطوره وقيم الجمال.

العناية بتفعيل دور الدراماتورج في العرض المسرحي.

الاهتمام بعنصر التأليف الموسيقي لترسيخ البعد الجمالي درامياً.

ترجمة الأعمال التي تعتمد اللهجة المحكية إلى اللغة العربية الفصحى تقترح اللجنة أن يكون من ضمن شروط المشاركة في المهرجان.

الاشتغال الإبداعي على الممثل بصفته لب العمل المسرحي وأداته الأولى، والعمل على جعله محط عناية واهتمام فائقين.

تدعو اللجنة إلى احترام حقوق مؤلف النص، من خلال الأمانة الفكرية والأدبية والتقنية.

تدعو اللجنة إلى إشاعة مناخ حرية التعبير لتمكين المسرح من لعب دوره التنويري.

 

وودّع مهرجان المسرح العربي الثامن، أول من أمس، على مسرح الدسمة في مدينة الكويت، عشاق وجمهور المسرح، وذلك بعد 15 عرضاً مسرحياً، منها ثمانية عروض تنافست على المركز الأول للنسخة الخامسة لجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لأفضل عرض مسرحي عربي، واعداً الجميع بلقاء جديد في العام المقبل في بلد عربي آخر.

وكرّم المهرجان 20 شخصية كويتية من روّاد المسرح الكويتي، الذين كانت لهم بصمات واضحة وراسخة في تاريخ المسرح الكويتي، كما كرّم المشاركين في العروض المتنافسة.

وقال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إسماعيل

عبدالله: «مساء للمسرح الذي يزدهي بوجودكم، مساء مكلل برعاية من لدن صاحب السموّ أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مساء للرعاية الأبوية والدعم الكبير من لدن صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح».

ولفت إلى «شركائنا في هذا المهرجان، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذين سهروا من أبناء الكويت على نجاح هذا المهرجان، حماسة للمسرح ومحبة وانتماءً للكويت، مساء يقول بكل ثقة أيها الغد لن ننتظر قدومك.. نحن ذاهبون إليك، سنمضي إليك مكحلة عيوننا بالأمل، ومترفة سواعدنا بالعمل، تحدونا دعوات طالعات من القلب».

هنا الكويت وبيت الحب ومفازات الجمال، هنا الكويت وكل المبدعين من أرجاء الوطن العربي، قد سكبوا في جرارها رحيق إبداعاتهم، هنا الكويت وقد سلسلتهم بالمحبة والأمان فبادلوها سلالاً من ثمار الموسم المسرحي في الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج، كائنات من سلسبيل الحكاية طافت وجاءت كما لو كانت سيدة الحكاية (ليلى) تحكي ليلة جديدة ومضافة، لتقول في حكايتها:

حين تسلل سيد الوقت إلى مدينة في ثلاثة فصول مر على برج الوصيف، حيث لم يكن يدري إلى أين المصير، كانت التابعة حظه العاثر فقابل ضيف الغفلة الذي كان حاله التلفة، ظهر لهما عطيل وواجههما بعنف وقال وزيد انزيدك، لتنتهي المواجهة كما في المسرح «كاوو» (الضربة القاضية) ليس إلا، وكان لابد لهم على عهدة الحكاية» من مكاشفات فتعالت الأصوات بصراخ جاء كما لو كان صدى الصمت، صحى شهريار الحكاية مفزوعاً، قال إني رأيت مناماً، فقالت له سيدة الحكاية.. أشش.. لا تقصص رؤياك.

وتابع: «أنتم أيها المسرحيون أبناء التراجيديات الكبرى، يحيى بها البطل حين يموت، أبناء المسرح الذي يخاف العتمة إن غادره عاشقوه، يخاف برودة أوصاله إن خبت أنفاسهم».

وأضاف: «ها هو أسبوع من الجمال يمضي، ولكن لا إلى انتهاء، إنه يمضي ولا يكون وراءنا، إنه يمضي بنا نمضي به، إنه إيذان بعام من العمل الدؤوب، من المراجعات والمبادرات، عام يذهب بنا ونذهب به، إلى الجديد، فأمامنا وقت ومواعيد، لمسابقات التأليف وتنمية المسرح المدرسي والتأهيل والتدريب والنشر والتوثيق وأسواق الدمى والعرائس». وتابع: «اليوم يتوّج عرض مسرحي من بين العروض المتنافسة فائزاً بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي»، لافتاً إلى أن «وصول أعمالكم المسرحية إلى منصات هذا المهرجان، لهو شرف لنا وفوز لكم، ومن هنا نقول تعالوا معنا لنطور من عملنا ونتاجنا، تعالوا معنا لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية».

 

فوز بالإجماع

 

من جانبه، قال رئيس لجنة تحكيم الجائزة، الدكتور مخلد الزيود: «تؤكد اللجنة أن تأهل كل العروض المسرحية المشاركة بالمهرجان في هذه الدورة، هو بحد ذاته إنجاز واضافة نوعية للمشهد المسرحي العربي». وتابع: «رشحت لجنة التحكيم للفوز بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لعام 2015 في الدورة الثامنة من مهرجان العربي، التي عقدت في دولة الكويت كلاً من العروض المسرحية التالية:

 

1ـ «كاوو» (الضربة القاضية)، للمسرح الوطني التونسي، تأليف جميلة الشيحي وإخراج نعمان حمده. من تونس.

2ـ «لا تقصص رؤياك»، تأليف إسماعيل عبدالله وإخراج محمد العامري، فرقة مسرح الشارقة الوطني، من الإمارات.

3ـ «صدى الصمت»، تأليف قاسم مطرود وإخراج فيصل العميري، فرقة المسرح الكويتي.

ولتوافرها على مساحة من الاشتباك مع الظرف المعاش، وجدية الاشتغال، وتقديم مقترحات مسرحية «جديدة ومتجددة» ناغمت بين عناصر العرض المسرحي بشكل واضح، وعليه فقد قررت لجنة التحكيم بالإجماع منح الجائزة لمسرحية «صدى الصمت».

الأكثر مشاركة