صابر الرباعي ضيف الشرف في مركز راشد للمعاقين
خلوة «المائة».. دمج المعاق في عام القراءة
تحت عنوان «خلوة المائة الإنسانية»، واستجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أقيمت، أمس، جلسة في مركز راشد للمعاقين، بمشاركة المراكز الإنسانية والخيرية، والمهتمين بالقضايا الإنسانية، بهدف تفعيل مشاركة أصحاب الإعاقة في عام القراءة، كي يستفيدوا من هذه المبادرة، وبالتالي تحقيق دمجهم في المجتمع. وقد حضر الجلسة الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم، العضو المنتدب لمركز راشد للمعاقين، ومجموعة من المختصين والخبراء في معالجة الإعاقة، إلى جانب الفنان التونسي صابر الرباعي، والفنانة الإماراتية أريام.
حديث خبراء تحدث خلال اللقاء مجموعة من الخبراء في المجال التربوي الخاص بذوي الإعاقة، فأكد الخبراء وجوب منح ذوي الإعاقة المهارات الخاصة بتعلم القراءة من خلال التدخل المبكر، ومساعدة الأهل والمدرسة، وإلى جانب هذه الكلمات، كانت هناك مداخلات من خارج الدولة، ومنها مداخلة من أمين سر مجلس النواب اللبناني، صبحي منذر ياغي، وعضو مجلس الشورى السعودي سابقاً، حمد القاضي، اللذين شددا على أهمية هذه المبادرة، نظراً إلى أهميتها في إعادتنا إلى القراءة التي هي أصل الحضارات، وكيف تعبر عن تطور الشعوب ورقيها. كما شارك في الجلسة التي قدمها المذيع عدنان الحمادي، الإعلامي الكفيف أحمد الغفيلي، الذي قدم مجموعة من المقترحات حول تحسين دور ذوي الإعاقة في المجتمع. وأعلن عضو مجلس إدارة مركز راشد للمعاقين، محمد عبدالجليل مصبح، عن تبرعه بهدايا بقيمة 250 ألف درهم من شركة برزم للتجارة العامة، لدعم إدماج المعاقين في عام القراءة وتشجيعهم. جولة قام الفنان صابر الرباعي، في ختام اللقاء، بإعداد المناقيش على الصاج، مع الأطفال في مركز راشد، ثم تلت ذلك جولة تعرف فيها على أقسام المركز، وتعرف على قسم الفنون والموسيقى والغناء، فيما قدم في الختام أغنيته التي رقص على أنغامها أطفال مركز راشد. كما تم بث ثلاثة أفلام وثائقية خلال الجلسة بهدف تسليط الضوء على مبادرة عام القراءة. |
وقال الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم: «نلتقي تحت مظلة مركز راشد للمعاقين، استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وذلك بهدف طرح الأفكار والرؤى، لأن مائة عقل خير من عقل واحد، فتبادل الأفكار يولد النور»، وأضاف «نتطلع من خلال (خلوة المائة الإنسانية) إلى حشد طاقات العاملين والمهتمين في الحقل الإنساني للمشاركة في تحقيق إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، 2016 عاماً للقراءة، ووضع مسارات وآليات لتعزيز دور المعاقين والعاملين في المجال الإنساني، في تحقيق هذه المبادرة وتعزيزها والاستفادة منها، ولاسيما مع مشاركة المعاقين أنفسهم في هذا العصف الذهني الهادف إلى دمجهم في (عام القراءة)، وألا يتم تهميشهم أو تجاوزهم، خصوصاً أن القيادة الرشيدة وضعتهم في مقدمة أولوياتها».
تحدثت الرئيس التنفيذي لمركز راشد للمعاقين عن أهمية هذه الخطوات، لجعل دولة الإمارات صديقة للمعاق، مشيدة بخلوة «المائة» التي أطلقها سموه، والعصف الذهني الذي تشهده الدولة والذي سيكون منطلقاً لبداية تغيير شامل، بهدف تنشئة جيل واعٍ ومستعد لقيادة مرحلة جديدة. وتابعت لـ«الإمارات اليوم»: «نواجه في المركز الكثير من التحديات، تبدأ من عدم تعاون الأهل، فأحيانا نجدهم لا يعولون على أصحاب الإعاقة في المنزل، فنحن نتبنى قضاياهم، وعلاقتنا معهم هي تدريب وتأهيل وعلاج وتمكين ودمج، وتكون الأمور أفضل مع الأهل المتعاونين»، ولفتت إلى أنهم في المركز لديهم مكتبة تحوي كتباً بمختلف اللغات، كما أن هناك أجهزة تكنولوجية تسهم في تعزيز تعاطي المعاق مع اللغة والقراءة، كما لدينا الطاولة الذكية التي تمكن الطالب من تعلم الحروف. وحول صناعة النشر العربية، أشارت إلى أن صناعة الكتاب في العالم العربي صناعة خاسرة، فهي تعد مغامرة للناشرين لطباعة الكتب الخاصة بالمعاقين، فكلفة الأخيرة عالية، كما أن الطلب عليها أقل. ولفتت إلى أنهم سيواصلون إقامة الخلوات، وليس بالضرورة في موضوع القراءة فحسب، بل من الممكن أن تطال موضوعات أخرى بهدف دمج المعاق وتشغيله، فاليوم ركزنا على التنبيه لعدم تجاوز المعاق في هذه المبادرة.
وتحدث ضيف الشرف في الخلوة، الفنان صابر الرباعي، خلال اللقاء، عن القراءة كمفهوم ترسخ لديه من خلال والده، الذي يعمل مدير مدرسة، وقد درّس أجيالاً عديدة، مشيراً إلى كونه كان يحثه على القراءة لتكوين شخصيته. وشدد الفنان التونسي على أهمية التمسك بالكتاب، كونه علاقة مهمة مع القراءة، معلناً عن إمكانية اعتماد لغة الإشارة في الأغاني المصورة التي يقدمها، كوسيلة يمكن من خلالها تقديم هذه الأعمال لأصحاب الإعاقة. وأضاف لـ«الإمارات اليوم» أن «القراءة بصفة عامة مهمة لأن التنازل عن الكتاب يعني التنازل عن مستقبل كامل، فالكتاب يشكل مستقبل المرء وشخصيته وطريقة حديثه، فهو مهم». وحول مدى وجود القراءة في يومياته، أجاب «كانت تفرض علينا القراءة أيام الدراسة، لكن اليوم تراجعت في حياتي، علماً أن توجهي الدراسي كان للعلوم والرياضيات، ولكني كنت أقرأ الأدب والعلوم، ولكن للأسف اليوم أعد مقصراً، فليس لدي الكثير من الوقت للقراءة»، ووجه نصيحة للناس بالتمسك بالكتاب الورقي، الذي يبني معه القارئ علاقة حسية، حيث يشعر أن المعلومة تغلغلت إلى داخله من خلال لمسه والإحساس به.
وشاركت الفنانة أريام في الخلوة، مع شقيقها الذي يعاني «متلازمة داون»، حيث روت كيفية تعاطي الأسرة معه بشكل طبيعي. واعتبرت الخلوة من المبادرات التي تثير داخل المرء حس القراءة، حيث إنه بعد التخرج لم يعد هناك وقت كبير للقراءة، وبالتالي هي تحفز على العودة للكتب كما في السابق، مشيرة إلى أنها من المقصرين في القراءة، وتحب أفلام الحركة وقراءة القصص التي تكون فيها حركة أيضاً. وتحدثت عن شقيقها حمادة، مشيرة إلى أنهم يتعاملون معه كأنه سوي، فهو ذكي إلكترونياً. ونوهت بأنه من خلال التجربة الشخصية، فإن الاهتمام بذوي الإعاقة موجود في الدولة، لكن مازال هناك أشخاص ليس لديهم الوعي الكافي للتعاطي معهم، فهناك قلة وعي، علماً بأن الدولة ليست مقصرة. وأشارت إلى أنها تقرأ له، وتلفته الصور في المجلات، لذا غالباً ما تحاول أن تربط له الصور بما يشاهده عبر التلفاز أو في أماكن أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news