سؤال شعري و«مشهد إنساني» حفّزا قرائح آلاف المشاركين عبر «تويتر»

شطر «البيت» يزكي أفكار «النجاح».. و«الصورة» تستشرف آفاق الأمل

صورة

تدخل مسابقتا «الشطر» و«نبض الصورة» في كل جولة جديدة لها في برنامج «البيت»، غمار آفاق جديدة، تأخذ جمهور وعشاق الشعر النبطي في كل مرة إلى عوالم شعرية جديدة ومبتكرة، وهو المشهد الذي بدت عليه الجولة الخامسة للبرنامج، التي رصدت كواليسها «الإمارات اليوم»، أثناء تصويرها، الذي امتد لساعة مبكرة من صباح أمس، في مدينة دبي للاستوديوهات.

البرنامج الذي يقام برعاية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، شهد تعديلاً في مسابقته الأولى، والرئيسة في هذه الجولة، بعد أن اتخذ الشطر الذي تم إطلاقه، كي ينسج الشعراء المتسابقون شطراً آخر يُكمل «البيت»، صيغة السؤال هذه المرة، عبر صدر البيت، ما يستدعي بالضرورة أن يكون الشطر المطلوب «عجزاً»، بمثابة إجابة.

لا أطلال لـ «البيت»

بحس شعري ملحوظ، أجاب المشرف العام على برنامج البيت، الشاعر ماجد عبدالرحمن البستكي، على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، يرتبط بمدى ديمومة أثر برنامج «البيت» الشعري الذي ينتجه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ويعرض أسبوعياً على قناة «سما دبي» الفضائية، عقب انتهاء المدة الزمنية لعرض البرنامج. قال:«إن البرنامج الذي أطلق بتوجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومن منطلق حرص سموّه ودعمه الدائم لحضور القصيدة النبطية محلياً وخليجياً، سيظل بمثابة (عين) ورافد متجدد يحفز الإبدع الشعري، إذ لا يقتصر أثر هذه النوعية من البرامج على طول أو قصر دورتها البرامجية، التي تخضع لأمور تنظيمية بحتة. و(البيت) لن يكون (أثراً بعد عين)، بمفهوم شعراء الأطلال، لأن تحفيز الإبداع، واحتضان المبادرات الثقافية والأدبية المثمرة، تبقى بمثابة الطاقة الإيجابية التي يمكن أن تتحوّل من صورة إلى أخرى، دون أن يذهب أثرها سدى».


لجنة موازية

بعيداً عن اللجنتين الرسميتين لمسابقتي «الشطر» و«نبض الصورة»، يقيم الإعلاميون وبعض الشعراء ومسؤولون في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الذي ينتج برنامج «البيت»، ما يشبه «اللجنة الموازية» أثناء متابعتهم كواليس المسابقتين، ويدلو كل متابع برأيه بحيادية تامة.

وتبقى الكواليس محل تنافس آخر بين ذوي الآراء المختلفة في أحقية كل مشاركة بالتأهل، ليبقى صاحب الرأي الأقرب إلى الصواب في نظر المتابعين، من وافقت خياراته ما ذهب إليه أعضاء لجنة التحكيم.

الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، يبقى له اختياراته أيضاً، لكنه غالباً يفضل الاحتفاظ بها في سرية، حتى إعلان النتيجة، وهو الموقف نفسه الذي تلجأ إليه مديرة المكتب الإعلامي بالمركز، فاطمة البناي، التي تبقى أولى المحفزات لكل مشاركة نسائية متميزة في البرنامج.

من هنا جاءت مسابقة «الشطر» لتكون بمثابة تحد فكري هذه المرة، وليس شعرياً فقط، إذ جاء الشطر محور المسابقة: «الناجح في هالوقت تدري من؟»، ليشعل الشطر شرارة منافسة شعرية استقبل على إثرها البرنامج عبر حسابه على «تويتر» آلاف الرسائل، في غضون 120 دقيقة، هي الزمن المخصص لاستقبال المشاركات.

وبذلت لجنة الفرز - بناءً على كثافة المشاركات - جهوداً كبيرة لاستيعاب المشاركات وتدقيقها، قبل تحويل المشاركات المتميزة إلى لجنة تحكيم مسابقة «الشطر»، وهي بدورها قامت بتأهيل المشاركات الأكثر تميزاً على مراحل متفاوتة إلى الشاشة الفضية، ومن ثم إلى الشاشة الذهبية التي شهدت 12 شطراً مختلفاً.

ووجدت لجنة التحكيم صعوبة ملحوظة هذه المرة في الاختيار ما بين الأبيات المتأهلة، إذ ضمت القائمة الذهبية، أشطراً، غرد كل مبدع منها على وتر فكرة بعينها، ما يعني أن الفصل قد يكون باتجاه صاحب الفكرة الأكثر شمولية، والأكثر عذوبة.

أفكار مبتكرة

وضمت القائمة الأشطر التي أجابت عن السؤال الشعري: «اللي صنع له شي من لا شي - اللي تعلم من خطا غيره - من لا يسلّم عقله لغيره - اللي تشيد الناس بأخلاقه - اللي يشوف أنه الفشل فرصة - من لا صعد كتف ولا حسد ناجح - اللي اتبع سنة رسول الله - اللي يفكر قبل ما يفعل - اللي يعرف شلون يحسبها - من قدم القادم على الماضي - من يعتبر من تجربة غيره - اللي يبيض وجه من جابه».

وأجمع أعضاء التحكيم على أن الحلقة امتازت عن سابقاتها بتنوع المشاركات، وتقديم أفكار مبتكرة، مع فوارق بسيطة في الوزن. في حين وصف مدغم بوشيبة العجز «اللي يبيض وجه من جابه»، رأى مبارك الخليفة في العجز «اللي صنع له شي من لا شي» أنه الأمثل. بينما أعرب نايف الرشيدي عن حيرته للتقارب الشديد، ومحاولته تقديم معنى للنجاح، لكنه عاد ليختار العجز «اللي يشوف أنه الفشل فرصة». وفي الختام اتفق محمد المر مع بوشيبة على العجز «اللي صنع له شي من لا شي»، ليتم بعدها مباشرة الإعلان عن الفائز الذي قدم هذا العجز في فئة الشطر، وهو جابر جابر بن علوش، في حين رشّح محمد البادي ضيف الشلة دواس البراهيم صاحب العجز «اللي يشوف انه الفشل فرصة».

قارب.. وفتى

من جهة أخرى، اقتنص الشاعر متعب الشيباني جائزة مسابقة «نبض الصورة» التي دارت في الحلقة الرابعة حول أحد إبداعات جائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي، عبر صورة التقطت لقارب بسيط تجدف به سيدة مصطحبة فتاة صغيرة، في رحلة يبدو أنها في سبيل التحصيل الدراسي، فيما علت الصغيرة ابتسامة ثقة وتفاؤل واستبشار بما هو آت.

وبيت الشيباني هو: «فوق نعناعة مروراً بالحياة ومرها.. حركي السكر بمجدافك وتحلو الحياة».

فيما حل بيتان لكل من حمود المطيري وسرحان ممدوح، (وصيفين)، ليستحق صاحب المركز الأول جائزة نقدية مساوية لشاعر «الشطر»، وقدرها 100 ألف درهم، فيما يحصل كل وصيف من على 50 ألف درهم.

واستمرت مسابقة «نبض الصورة» في إبهار أعضاء لجنة التحكيم، بإعلان الصورة محور المنافسة الجديدة، التي سيتم استقبال المشاركات بشأنها حتى موعد الجولة المقبلة، وهي صورة أيضاً من نتاج جائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي، ويرصد فيها مبدعها لمحة أمل في ثبات فتى، يقف على أنقاض غرفة نومه التي لم تستثنها من الهدم قذيفة صاروخية، لحقت به في الأدوار العليا من البيت.

واختار ضيف الشلة المنشد العُماني محمد البادي بيتاً آخر من الأبيات المتنافسة على مسابقة الشطر، حصل بموجبه صاحبه على جائزة قدرها 100 ألف درهم، وهو شطر للشاعر دواس البراهيم، يكتمل به البيت ليصبح: «الناجح في هالوقت تدري من؟ اللي يشوف أن الفشل فرصة».

كما قدم البادي شلة لقصيدة من روائع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بعنوان «الله عطانا خير ونعم».

تويتر