عبدالمنعم العامري أطرب جمهور الميدان
يولة فزاع: صراع محتدم على «اللقب»
يكاد يجمع المهتمون بفن اليولة التراثي على أن المتسابق أحمد الحبسي، القادم من إمارة رأس الخيمة، هو ظاهرة بطولة فزاع لليولة هذا العام، سواء من حيث التطور التدريجي لمستواه خلال البطولة، أو من خلال قدرته على كسب رضا جمهور غفير، حول خسارته المؤكدة وتوديعه البطولة مبكراً، بحصوله على الدرجة الأدنى من درجات لجنة التحكيم، وهي «صفر»، إلى دافع لاستمراره في المنافسة حتى ختامها.
هذا ما أكدته سهرة «الميدان»، التي شهدت أولى جولتي نصف النهائي، مساء أول من أمس، في القرية العالمية، بتنظيم من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، حيث قدم الحبسي الأداء الرفيع فنياً في البطولة حتى الآن، على الرغم من أنه لم ينتزع كامل درجات لجنة التحكيم، وهي 50 درجة، حيث اكتفت بمنحه 49 درجة فقط.
عتاب خفيف الظل أبدى المتسابق أحمد الحبسي بعض العتاب لوسائل الإعلام المحلية، بسبب تركيزها، حسب وصفه، على إخفاقه في مرحلة التصفيات وحصوله على العلامة صفر، لكنه كان عتاباً خفيف الظل، قائلاً: «بعد كل مرحلة من مراحل التأهل أتصفح الجرائد المحلية، والمواقع والمنتديات التي تأخذ عنها، لأشبع غروري، وأؤرشف ما هو مكتوب، فأجد تعليقات جميلة، لا يشوبها سوى الإحالة إلى مرحلة الصفر». وتابع «أوصاف جميلة خلعتوها على الصفر، ما بين (صفر التأهل)، (الصفر الكبير)، (صاحب الصفر)، لدرجة أنني أصبحت في خشية أن تلاحقني ذكريات هذه العلامة في حال حصولي على لقب البطولة». وعاد الحبسي ليؤكد اعتزازه بكل ما كتب، والتناول الراصد والتحليل لأدائه، مؤكداً أنه لولا الحضور القوي للإعلام، لما سانده كل هذا الحشد الكبير من الجمهور. |
رغم ذلك فإن اللجنة، وكذلك العديد من المهتمين بهذا الفن التراثي المحلي، لم يتوقفوا عن الإشادة بقدرات الحبسي، الذي تمكن من إقصاء منافسيه على مدار مراحل التأهل، سواء جماعات، في الدور الأول، أو فرادى، في الدورين التاليين، ليصل إلى الجولة قبل الختامية بثقة شديدة، ويضع باستعراض فني متميز قدماً له في الجولة الختامية، للمنافسة على أحد المركزين، فارس البطولة هذا العام أو وصيفه، على الرغم من أن الكثير من الترشيحات تصب في صالحه هذا العام، ليكون أول يويل يحصل على لقب البطولة، رغم حصوله على العلامة «صفر» في التصفيات.
في المقابل، استعرض منافسه المتسابق بشر بن بشر فنياته بقدر زائد من الانفعال، تسبب في وقوعه في خطأ ضعف مهارة «الرمي» في أولى المحاولات لكنه أصاب الارتفاع المطلوب في المرتين الثانية والرابعة، وأسقط سلاحه في المحاولة الثالثة، وجاءت تعليقات لجنة التحكيم محفزة له ومشيدة بأدائه، على الرغم من بعض الأخطاء الواضحة، مؤكدة أنه تعدى مرحلة الخسارة لكونه الآن في مربع المنافسة الرباعية، وجميع المتسابقين من الفائزين ولا تختلف سوى المراكز، ومنحته اللجنة 48 درجة.
في سياق آخر، أعلن مقدم البرنامج، وعضو لجنة التحكيم السابق مسلم العامري هوية رابع المتأهلين للمربع الذهبي لهذا الموسم، وكانت بطاقة الفوز بتصويت الجماهير لليويل راشد بن حرمش المنصوري، بعد أن حصل على 27014 صوتاً متفوقاً على نظيره حمدان بن مصلح الأحبابي، الذي حصل على 22500 صوت.
من جانبها، أشادت مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، بمستوى الأداء مؤكدة أن اليويلة الذين وصلوا إلى هذه المرحلة هم من النخبة، ويتمتعون بمهارات عالية في الأداء، وأوضحت «أن جميع اليويلة في هذه المرحلة يستحقون لقب البطولة لما قدموه من أداء أبهر لجنة التحكيم التي منحتهم درجات عالية، والجماهير التي أسهمت في اختيارهم، ولا يسعنا سوى الإشادة بالمجهود الذي بذلوه في التدريبات، ودأبهم على تعلم واكتساب مهارات جديدة، والأهم من كل ذلك الأخلاق العالية التي تحلوا بها ليستحقوا لقب اليويلة».
وأضافت «بطولة فزاع لليولة هذا الموسم لم تكتفِ بكونها احتفالية جماهيرية، بل أثبتت جدارتها في استدامة أحد أهم أوجه الفلكلور التراثي الثقافي غير المادي في الدولة، ويأتي ذلك على قائمة أهداف مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، من حيث صونه واستمراريته ونقله إلى الأجيال الشابة».
وحل اليويل حمد بالعوس الدرعي ضيفاً على لجنة التحكيم، وهو اليويل الحائز المركز الأول في بطولة فزاع لليولة للكبار في عام 2004، إلى جانب راشد حارب الخاصوني، وخليفة بن سبعين المحرمي، وأثرى الضيف الحلقة بنصائحه التي قدمها لليويلة المتأهلين.
وحل الفنان عبدالمنعم العامري ضيفاً على الفقرة الغنائية لهذه الجولة، حيث أهدى جماهير الميدان أغنيتين جديدتين، الأغنية الأولى بعنوان «بومييد» من كلمات النايف وألحان فايز السعيد، والأغنية الثانية «سايرن للبر» كلمات سالم بن علي العويص وألحان السلطان.
وأثنى العامري على التطورات التي شهدها برنامج الميدان طيلة السنوات الماضية، لكونه شاهداً على الحدث منذ بداية البرنامج، وقال «مشاركتي اليوم تسجل عامها الحادي عشر، وأتقدم بالشكر والتقدير لداعم التراث الأول سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، فاليولة تعد الفلكلور الرسمي للدولة ونفتخر بالمحافظة عليها، ولا شك في أن المشاركة في هذه الاحتفالية تعد إضافة كبيرة لأي فنان، وأحرص كل عام على تقديم أغنيتين جديدتين وفاء للميدان وجماهيره بالقدر نفسه الذي يبادلونني فيه الوفاء».
وفي مضمار الشعر، استضاف الميدان للمرة الأولى الشاعر محمد سعيد المحرمي، الذي قدم بدوره قصيدتين الأولى بعنوان «القمة الحكومية»، تطرق فيها إلى بعض خصال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وعبقريته وجهوده لإنجاح هذا الحدث العالمي الذي استضافته دبي منذ أيام، فيما احتوت القصيدة الثانية «فزاع العرب» على العديد من سمات راعي بطولات فزاع التراثية، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news