«متحف نوبل».. من دبي إلـــــى عواصم عربية وإسلامية
أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأهداف متحف نوبل الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بالتعاون مع مؤسسة نوبل العالمية، والذي انطلقت فعاليات دورته الثانية أمس في مدينة دبي للطفل.
وأمر سموه بأن ينتقل المتحف في دوراته المقبلة إلى مدن الدولة، وبعض العواصم العربية والإسلامية، لتعميم الفائدة منه في أوساط الشباب العربي والمسلم، وإثراء أفكارهم وعقولهم، كي يبدعوا أكثر فأكثر في حقول العلم والمعرفة بكل أشكالها وجوانبها.
جاء ذلك، خلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في دبي أمس، رئيس مجلس إدارة مؤسسة نوبل البروفيسور كارل هنريك هيلدن، الذي شارك أمس في افتتاح فعاليات متحف نوبل 2016.
ورحب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، بالبروفيسور السويدي الجنسية الحاصل على درجة الدكتوراه في الطب والكيمياء الفسيولوجية وصاحب 25 براءة اختراع و394 بحثاً علمياً.
دعاة السلام
• محمد بن راشد ثمن عالياً دور مؤسسة نوبل الإنساني والعلمي على الصعيد العالمي، وتعاونها البناء مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لمساعدتها على أداء رسالتها الإنسانية والعلمية والمعرفية على أكمل وجه. مكافأة الأفكار الجيدة أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة نوبل، البروفيسور كارل هنريك هيلدن، أنه من خلال الشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد تم إحضار آخر الأبحاث في الطب، لطرح هذا المجال من زاوية مشوقة عبر المتحف، مشيراً إلى أن الجهتين تتشاركان القيم نفسها، وهي تقديم المعرفة والمعلومات الموثقة التي يعتمد عليها من خلال ورش العمل المنظمة على هامش المتحف. وأشاد بالموقع الخاص بالمعرض خلال هذه الدورة، وهو مدينة الطفل، كون الأطفال هم صناع الغد، وأسس بناء الأمم والتنمية المستدامة. وشدّد على أن المعايير التي تحكم اختيارهم للمعروضات صارمة، لكنها تأتي للتركيز على المهام الصعبة التي واجهت البشرية، وكيف حلت من خلال الطب عن طريق البحث، فالجائزة تكافئ الأفكار الجيدة التي تخدم الناس. ورش عمل يشهد المتحف تنظيم ثلاث ورش عمل متخصصة، الأولى بعنوان «تأملات في علم وظائف الأعضاء والطب»، ويقدمها رئيس لجنة الطب في نوبل البروفيسور كلاس كار. والثانية «جائزة نوبل.. الحياة ورحلة الجزيئات»، ويقدمها المتخصص في مجال الفيروسات والسكرتير الدائم السابق للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم البروفيسور ايرلينج نوربي. فيما تقدم د. كاترينا نوردكفيست، الباحثة في متحف نوبل ورشة عمل حول قائمة الحائزين جائزة نوبل في المجال الطبي. |
وتبادل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والضيف الحديث حول جائزة نوبل العالمية التي تمنح للمبدعين حول العالم في مجالات السلام والعلوم والآداب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد، ودور الجائزة في تشجيع دعاة ومحبي السلام من قادة وصناع قرار في ترسيخ أسس ومبادئ السلام العالمي، إلى جانب تشجيعها للعلماء والباحثين المرموقين، كي يسهموا في إسعاد البشرية من خلال بحوثهم العلمية والطبية واختراعاتهم في العديد من المجالات التي تساعد على إيجاد الحلول الناجعة للصعوبات التي تواجهها البشرية في مختلف مناحي الحياة، خصوصاً الصحية منها.
كما تطرق الحديث حول «متحف نوبل» الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، للمرة الثانية تحت شعار «استكشاف الحياة: جائزة نوبل في الطب»، إذ أشاد البروفيسور هيلدن بفكرة المتحف والدور الذي تلعبه مؤسسة محمد بن راشد في ترسيخ ونشر المعرفة والوعي لدى الناس بأهمية التعلم والمعرفة في شتى مجالاتها، وترسيخ مبادئ الابتكار والإبداع والبحث في مجتمعاتنا العربية والإسلامية وتحقيق التنمية المستدامة.
وثمن صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عالياً دور مؤسسة نوبل الإنساني والعلمي على الصعيد العالمي، وتعاونها البناء مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لمساعدتها على أداء رسالتها الإنسانية والعلمية والمعرفية على أكمل وجه، وبالصورة التي تعكس اهتمام المؤسسة في الإبداع والابتكار والبحث واحتضان المبدعين في مختلف الحقول الفكرية والعلمية والثقافية وغيرها.
حضر اللقاء وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل محمد بن عبدالله القرقاوي، ووزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، ومدير ديوان صاحب السمو حاكم دبي محمد إبراهيم الشيباني، ومدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي خليفة سعيد سليمان، والعضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم جمال بن حويرب المهيري، الذي كان ورئيس مجلس إدارة مؤسسة نوبل قد افتتحا في صباح أمس متحف نوبل 2016.
مبادرات
وأكد ابن حويرب أن المتحف الذي يقام للمرة الثانية بتوجيهات من صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبرعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، يهدف إلى تنظيم سلسلة من المبادرات والمعارض المتخصصة، ومنها «متحف نوبل»، وذلك لتعزيز مسارات نشر المعرفة وإثراء العقول في مجتمعات دولة الإمارات ودول المنطقة العربية والإسلامية، إلى جانب توثيق الإبداعات الإنسانية في كل مكان.
وأوضح ابن حويرب أن شعار الدورة الثانية الحالية لمتحف نوبل الهدف منه هو إتاحة الفرصة لزوار المتحف، وعلى مدى شهر كامل لينهلوا من القيم المعرفية من خلال سبعة أقسام مختلفة تتناول جوانب طبية عدة، تستعرض تفاصيلها بأسلوب مبتكر وتفاعلي، وسيتم التسليط على مؤسس جائزة نوبل ألفريد نوبل من خلال قسم خاص به يستعرض مسيرته العلمية واهتماماته الطبية، إلى جانب قسم «الطب الإسلامي» الذي يستعرض أبرز إنجازات العلماء المسلمين في الحقل الطبي والدوائي، فيما يعرفنا قسم «المستكشف الداخلي» على الفائزين بجائزة نوبل ممن نجحوا في تطوير طرق علمية لنقل صورة واضحة عن الأجزاء الداخلية في جسم الإنسان.
الطب الإسلامي
تبدأ الجولة في المتحف الذي يفتح أبوابه للزوار حتى 21 مارس المقبل، من خلال القسم الخاص بالطب الإسلامي، الذي يسلط الضوء على أبرز إنجازات المسلمين في المجال الطبي والدوائي، بينما تتابع الجولة مع القسم الخاص بمؤسس الجائزة ألفريد نوبل، من خلال مجموعة خاصة من كتبه، التي أخذت من مكتبته في السويد، وكذلك بعرض لمسيرته من خلال التسلسل الزمني لها. بينما تصبح الجولة أكثر تفاعلية مع الأقسام المتبقية في المعرض، إذ أضيفت الشاشات التفاعلية، ومنها قسم «الخلية» الذي يبرز الصور المجهرية المأخوذة من جسم الإنسان، وكيف تتطور الخلية إلى كائن، وكذلك كيف تدمر بسبب المشكلات، ومنها التدخين. أما قسم «رؤية ما خفي» فيحمل شاشات عرض تفاعلية للمجاهر، وكيف تطورت عبر الزمن، ودورها والوظائف التي تقوم بها، كما توضع على الجدران الإنجازات التي حصلت على جائزة نوبل.
أما قسم «المستكشف الداخلي، وأجهزة الجسم»، فيبرز عبر شاشات تقدم صوراً ثلاثية الأبعاد الجسم الإنساني، والمزيج الهائل في تركيبه، إذ تقدم الأشعة السينية وحسابات الكمبيوتر فهماً واضحاً لآلية تشكل الأجزاء الداخلية في الجسم، كما يضم هذا القسم أقسام الجسم وأولى العمليات النوعية في الحفاظ عليه، ومنها عملية نقل الكلى. بينما ينقل قسم «الأمراض والعلاجات» الزائر إلى عرض يستند على الإحصاء لتقديم نسب الأمراض في العالم العربي، ومنها السكري، والسرطان، والأمراض العصبية، وأمراض القلب، ويبين كيف تقدمت أو حافظت أو قلصت الدول نسبة الإصابات من خلال الأعمدة التوضيحية. وتختم الزيارة مع القسم الخاص بالحمض النووي، الذي يعتمد على تركيب شيفرة الحمض النووي بالتسلسل الصحيح.