ضمن «لقاء مع مواهب واعدة من الشرق الأوسط»

سارة الأميري: ما وصلنا إليه نتاج 10 سنوات من العمل

سارة الأميري: تمكنا من تطوير قمرين اصطناعيين في مبنى صغير بمنطقة الخوانيج بدبي. تصوير: أحمد عرديتي

قالت رئيسة مجلس علماء الإمارات، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ وقائد الفريق العلمي، رئيس قسم علوم الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، سارة الأميري إن «جهودنا في تحقيق المهمة ضمن (مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ)، ليست وليدة لحظة ولم تخلق من فراغ، فهي نتاج 10 سنوات من العمل الدؤوب والجهود الحثيثة خلف الكواليس»، وأضافت «تمكنا من تطوير قمرين اصطناعيين (دبي سات-1)، (دبي سات-2) في مبنى صغير بمنطقة الخوانيج بدبي، بإيمان كبير بالقدرة على الإنجاز بعزيمةٍ وإصرارين كبيرين على النجاح، وحالياً يكمل فريق إماراتي 100% العمل على تطوير المشروع الثالث (خليفة سات)، الذي بدأ عام 2013، الأمر الذي يخالف التشكيك الكبير، الذي واجهه المشروع والمتمثل في كونه انطلق من العدم.

رحلة

تستغرق رحلة المسبار إلى المريخ من سبعة إلى تسعة شهور، وعند الاقتراب من المريخ تبدأ عملية توجيه المسبار لإدخاله في مداره، وعندما يستقر المسبار يبدأ بتشغيل الأجهزة وجمع المعلومات والبيانات، وما سيساعد العلماء بعد تحليلها الإجابة عن أسئلة علمية لم يكن ليجيبوا عنها قبل المهمة هذه، الأمر الذي سيساعد على فهم أعمق للتغيرات التي ممكن أن تطرأ على كوكب الأرض على المدى البعيد، خصوصاً غروب الأوكسجين والهيدروجين، وهما العنصران المكونان للماء. إلى جانب مساعدة العلماء على تقييم بيئات الكواكب الأخرى، التي يمكن أن تتوافر فيها الحياة بناء على غلافها الجوي ومكوناته، وهذه هي المساهمة العلمية التي ستضيفها دولة الإمارات إلى المعرفة البشرية.

جاء ذلك خلال مشاركتها في «لقاء مع مواهب واعدة من الشرق الأوسط»، ضمن جلسات «الديسكفري»، لليوم الثاني والأخير لـ«منتدى المرأة العالمي» في دبي 2016 بمدينة جميرا، بإدارة نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ ومسؤول التخطيط الاستراتيجي، إبراهيم حمزة القاسم.

وشددت الأميري، قائلة «نسعى لأن نكون في صدارة التطور التكنولوجي، ونحن بحاجة لتبادل الخبرات الفنية، ولنا تعاون علمي وبحثي وشراكات استراتيجية مع ثلاثة مراكز بحثية متخصصة عالمياً في مجال الفضاء، لكن بعض الأشياء لا يتم مشاركتنا بها».

وأكدت الأميري «يعمل فريقنا جاهداً على اكتساب المهارات ونقل المعارف، وتطوير القدرات الوطنية في مجال علوم الفضاء، في بيئة تم إعدادها بشكلٍ مدروس، سعياً لتحقيق أهداف المشروع الإماراتي المستقبلي لاستكشاف المريخ، وأبرزها إثراء المعرفة البشرية في مجال يعمه الكثير من الغموض حالياً، وهو حقيقة الغلاف الجوي والمناخ على كوكب المريخ، حيث سيقدم المشروع أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي على مدار العام، وسيدرس كيفية تفاعل الطبقة العليا والطبقة السفلى من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، كما سيبحث في العلاقة بين مناخ المريخ الحالي، وما كان عليه في الزمن الماضي قبل تلاشي غلافه الجوي».

يذكر أن «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ» ما يميزه هو أنه أول بعثة دولية، هدفها توفير الدراسة الشاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي، وسيتمكن العلماء بواسطة البيانات التي سيوفرها المسبار «مسبار الأمل»، من رسم صورة واضحة للتغير المناخي على كوكب المريخ بكل مكوناته. وفرصة إطلاق أي مهمة إلى المريخ تحصل مرة كل عامين، وبناءً على ذلك يجب إطلاق المشروع في عام 2020، حتى يتم الوصول في عام 2021، تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وعليه لا يمكن تفويتها لأن مدار المريخ يقترب من مدار الأرض مرة كل عامين فقط.

تويتر