حمدان بن محمد يشهد ختام بطولة الصيد بالسلق في «المرموم»

شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، فعاليات ختام الدورة التاسعة لبطولة السلق التراثية، التي استضافتها مساء أول من أمس، بمنطقة المرموم بدبي، بتنظيم من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.

وتابع سموه الأشواط الختامية للمنافسات، والتي تأتي ضمن كوكبة بطولات فزاع التراثية الهادفة إلى إحياء العديد من أشكال وممارسات الموروث الشعبي المرتبط بمختلف البيئات الإماراتية، خصوصاً الصحراوية والساحلية.

واشتملت بطولة السلق هذا العام على فئتين للهواة مختلفتين، إحداهما مخصصة للهواة وأخرى للمحترفين، وسط إقبال لافت من المنافسين وهواة هذه الرياضة التراثية العريقة.

أكثر من مشاركة

من الظواهر اللافتة في البطولة هذا العام حرص عدد من المحترفين على المشاركة في أكثر من سلق، منهم غانم حمد المري، الذي خاض المنافسات بأربع إناث وستة ذكور، وكانت جميعها من نوع «جراي هاوند». وحرص حماد سالم الكتبي، أحد الهواة المشاركين بطولة هذا العام على المشاركة بسلقين، أخضعهما لعملية تدريب صارمة.

وقال الكتبي: «يختلف التدريب بحسب الاستراتيجية التي يتبناها كل مدرب، وهذه هوايتي منذ الصغر، وأشارك في البطولة للمرة الثانية، إنني أمتلك ستة كلاب سلق، وأقوم بتدريبها على صيد الغزلان والأرانب وعلى الجري».

كما شهدت البطولة مشاركات خارجية متعددة، بعضها من فرنسا وإيرلندا وفنلندا، إضافة إلى مشاركات عربية عدة، فيما جاءت المشاركات الأبرز محلياً من أبوظبي والعين، حيث أظهرت المنافسات القدرة الفائقة على تدريب السلوق على مهارات الصيد، بدقة وسرعة متميزتين.

كما شهد فعاليات اليوم الختامي للبطولة أيضاً سمو الشيخ المر بن مكتوم آل مكتوم، وعبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وسعاد إبراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في المركز، وأحمد الزفين رئيس اللجنة المنظمة لبطولة السلق.

وقال الشيخ المر بن مكتوم آل مكتوم، الذي حضر البطولة: «لقد سجلت بطولة السلق تطوراً لافتاً وترسيخاً لهذا الموروث وديمومته، وهو ما يتوقع له أن يذهب بعيداً في هذا الإطار خلال السنوات المقبلة، لاسيما أن الصيد بالسلق كان أحد أهم مصادر العيش قديماً. وإلى جانب الخيل والجمال، فإن السلق يعتبر من الرموز التاريخية للمنطقة، حيث يؤدي تنظيم مثل هذه البطولات إلى استدامة هذه السلالات، التي تستوعبها منافسات البطولات التراثية، للمحافظة على الموروث الشعبي».

وأشاد الشيخ المر بن مكتوم آل مكتوم بشكل خاص «بجهود القائمين على مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وتنظيم مثل هذه البطولة، التي أصبحت تستهوي أيضاً فئة الشباب الذين يلعبون دوراً كبيراً في نشر التراث واستدامته».

وشهد اليوم الختامي منافسات بين 190 «سلوقي» في فئتي الهواة والمحترفين، حيث ضمت منافسات الهواة شوطاً خاصاً بالذكور وآخر بالإناث، لخوض المنافسة لمسافة 2.5 كيلومتر، في حين ضمت فئة المحترفين الفرعين ذاتيهما، لكن مسافة السباق بلغت كيلومتراً واحداً.

وحول التطور النوعي والكمي في منافسات البطولة، قالت مدير إدارة البطولات التراثية، سعاد إبراهيم درويش: «شهدت الدورة التاسعة للبطولة زيادة في أعداد المشاركين، وتمكنت اللجنة المنظمة من الوفاء بوعدها للمشاركين بإضافة تقنية جديدة، ومع أنها كانت تجريبية، لكنها حققت النتيجة المطلوبة، وكانت عبارة عن كاميرات لحساب خط البداية والنهاية لالتقاط لحظة العبور، ورصد انطلاق أي سلق قبل انطلاق صفارة الحكم، مع حساب لحظة الوصول إلى خط النهاية بدقة متناهية، تماماً مثلما هو متبع في سباقات الخيل، ويسبق هذا كله التسجيل الإلكتروني عبر الموقع، أو التسجيل المسبق لحصر أعداد المتسابقين، وكل البيانات المتعلقة بالمشاركين».

وأكدت درويش أن اللجنة المنظمة، من خلال هذه الآلية المتطورة، أصبحت على دراية تامة بكل المعلومات المتعلقة بالمشاركين قبل انطلاق البطولة، وعند الحضور إلى ميدان السباق يتم تسليم الرقم المسجل، ويعني ذلك تفادي تلك الأخطاء التي كانت تحصل بسبب عملية التسجيل اليدوي. وأكد رئيس اللجنة المنظمة للبطولة، أحمد سيف الزفين، أن التطورات التي أدخلت إلى البطولة أسهمت في الحيلولة دون وقوع أي مشكلات تنظيمية، مع ضمان توفير نتائج نزيهة حازت رضا المتنافسين».

الأكثر مشاركة