طالبة جامعية تروي قصتها للمرة الأولى

«زينة».. عينها اليمنى بنيّة واليسرى خضراء

صورة

لسنوات عديدة كانت الشابة الفلسطينية، زينة جلاد، تصرّ على أن تظل بعيدة عن عيون الإعلام تجنباً للأسئلة، وخوفاً من «عيون الحساد والفضوليين»، لاختلاف لون عينيها، إذ إن عينها اليمنى بنية اللون واليسرى خضراء. هذه الظاهرة النادرة رافقت (زينة) منذ لحظة ولادتها. كما شعرت والدة زينة بالخوف الممتزج بعاطفة الأمومة، ما دفعها إلى استشارة طبيب متخصص والاستعانة بالفحوص الضرورية المرافقة، للتأكد من سلامة قدرات (زينة) البصرية.

جمال الغرابة

تعتبر حالات تغاير أو اختلاف لون العينين ظاهرة نادرة الحدوث عند البشر، وتنتج عن نقص أو زيادة في صبغة مادة «الميلانين» في العين، في حال الاختلاف الكلي بين العينين.

وقالت فدوى عثمان، (أم زينة) لـ«الإمارات اليوم» حول هواجسها «لا أنكر أن هذا الموضوع كان مصدر قلق دائم لـ(زينة) حيث كانت تسألني دائماً عن سبب اختلاف لون عينيها، ولأنني كنت على قناعة تامة أنها (علامة فارقة) لديها، حاولت إقناعها بهذه الفكرة التي تعايشت معها، وشعرت مع مرور الوقت باختلافها الذي أضاف إليها نوعاً من الثقة والقدرة على التعامل بأريحية مع استفسارات الوسط المحيط بها».

من جهة أخرى، ورغم محاولاتها الجاهدة إيقاف موجات الريبة التي تساورها من حين لآخر، وحرصها الدائم على تجاوز التفسيرات الخيالية، على حد تعبيرها، لم تستطع والدة زينة طرد قصة قديمة ارتبطت بفترة حملها بابنتها (زينة)، فأسهبت في سرد تفاصيلها «صادف أن زرت أحد محال بيع الحيوانات الأليفة بمنطقة الخان في الشارقة، فلفتت انتباهي قطة بيضاء ذات عين خضراء وأخرى زرقاء، وأتذكر أنني أمعنت النظر إليها وأردت اقتناءها ، لكن والدتي عارضت بشدة الفكرة بسبب خوفها على صحتي أثناء الحمل»، مضيفة «بقيت صورة القطة عالقة في مخيلتي ولم أستطع نسيان ذلك الاختلاف البارز الذي يميزها عن بقية قطط المحل، أو بعض القطط الأخرى التي تعلقت بها منذ الصغر»، وتابعت «شعرت فعلياً بالغرابة بعد ولادة (زينة) وملاحظة فوارق اللون التي ميزت عينيها، وحملتني الذاكرة فوراً إلى حكاية القطة البيضاء الغريبة، التي ربطتها والدتي بخرافة (الوحام) المعروفة».

بعيداً عن الأقاويل

حول تفاصيل القصة وغرابة الظاهرة النادرة، قالت (زينة) عن تباين لونَي عينيها «لم أعد أشعر بالحرج حين يقترب مني الناس ويلاحظون الاختلاف في لون عينَي اليمنى واليسرى، فقد أصبحت اليوم بعد 20 عاماً أكثر قدرة على تقبل الوضع الحالي، بل وأكثر جرأة في الحديث عنه، والخوض في تفاصيله مع بعض الناس الذين لاحظت اهتمامهم بهذه الظاهرة الطبيعية الاستثنائية»، وتضيف «أنا اليوم طالبة بالجامعة الأميركية في الشارقة، ولدي الكثير من الأصدقاء الذين يحبونني، كما لدي عائلة سعيدة تحيطني بكل أشكال الرعاية والسعادة الأسرية».

وختمت زينة جلاد حديثها مع «الإمارات اليوم» قائلة «سعيدة لأنني تخطيت اليوم عقدة خوفي، وحاجز الشك الذي كان يعصف بي، وفخورة بنجاحي في التسلح بهذا الاختلاف الذي اعتبرته مع الوقت ميزة فارقة نجحت في التعايش معها وتثبيتها في حياتي».

 

تويتر