«أكاليل دانا».. تعيد الابتسامة إلى أيتام غزة
داخل غرفتها الصغيرة المليئة بالأزهار واللوحات الفنية، تقضي الفتاة الفلسطينية، دانا إرحيم، جل وقتها في صناعة أكاليل وباقات الورد، ساعية لزرع الابتسامة في قلوب الأطفال المدمرة منازلهم، وإبدال دموعهم فرحاً وسروراً.
وبعد أن تكمل مهمتها التطوعية، تخرج (دانا ـ 17 عاماً) في صبيحة كل يوم من منزلها، الواقع وسط مدينة غزة، حاملة بكلتا يديها أكاليل الزهور التي صنعتها بأناملها الرقيقة، متجهة إلى شرقي المدينة، حيث منطقة الشجاعية، أكثر المناطق تعرضاً للدمار خلال الحرب الإسرائيلية صيف عام 2014.
وما إن تدخل (دانا) حي الشجاعية حتى يتجمع الأطفال حولها فرحين بما أحضرته لهم، وبعد أن تنشر الحب والسلام في نفوسهم، تشاركهم أوقاتهم، في محاولة للترفيه عنهم.
«الإمارات اليوم» رافقت (دانا) في رحلتها الإنسانية، التي ترفع من خلالها شعاراً بعنوان «من وسط الركام تنبت الآمال»، حيث تحول حي الشعف، أكثر أحياء الشجاعية تضرراً، إلى متنزه قضى فيه الأطفال وقتاً مرحاً، والابتسامة لا تفارق ملامحهم، وهو ما بدا واضحاً على وجه الطفل، علي البطش، وأبناء عمه، الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم جراء المجزرة الإسرائيلية التي أودت بحياة 24 من أفراد العائلة. وتقول (دانا)، وهي تتوسط الأطفال الأيتام، إن «صناعة الأكاليل كانت موهبتي منذ الصغر، فكنت أجمع الورود من حديقة منزلنا، لأصنع منها تاجاً جميلاً أضعه على رأسي عندما أذهب إلى المناسبات، وعندما كبرت طورت موهبتي من خلال ابتكار أشياء جديدة وجذابة».
وتضيف «عقب العدوان الإسرائيلي شاهدت الحزن في عيون الأطفال الذين يحتاجون إلى من يساعدهم، ويُدخل الابتسامة إلى قلوبهم، لذلك قررت بشكل فردي أن أصنع أكاليل وردية، وأقدمها لهم». وتهدف (دانا)، إلى جانب إسعاد الأطفال، أن توصل للاحتلال والعالم رسالة مفادها «رغم تدمير البيوت ستنبت من باحاتها ورود يضعها الأطفال على رؤوسهم، ليواصلوا مشوار حياتهم، ويعيدوا إلى الوطن عزته».