أكثر من 4 عقود في فضاء الفنون والدراما

أحمد الجسمي.. ممثل بمعايير مختلفة

صورة

من المحتم أن يقف أي مؤرخ منصف للدراما الإماراتية، أمام اسم أحمد الجسمي، الذي يمتد عطاؤه الفني لأكثر من أربعة عقود، في أكثر من نوع من فنون الدراما، فالجسمي الذي بدأ مع مسرح عجمان الوطني أعماله المسرحية في منتصف السبعينات، قبل سنوات ثلاث من التحاقه بمسرح الشارقة الوطني، قدم آخر أعماله المسرحية «لا تقصص رؤياك»، في مهرجانين كانت في كليهما صائدة للجوائز، وهما: أيام الشارقة المسرحية ،ومهرجان المسرح الخليجي بالشارقة، وقبل هذا وذاك تاريخ ممتد من عطاء لايزال في أوجه.

فنان واحد برئات متعددة.. هكذا يمكن أن نصف الجسمي الذي نجده ممثلاً أمام الكاميرا في موقع التمثيل، ومنتجاً يسعى للتوفيق بين كلفة الإنتاج والشروط الفنية، ثم ممثلاً بمعايير مختلفة على خشبة المسرح، متوائماً مع رفقاء دربه من الوسط الفني، وقريباً من أوساط الشباب أيضاً، سواء في مسرح الشارقة الوطني الذي يترأس مجلس إدارته، أو سواه من مسارح الدولة.

وما بين التمثيل في الدراما المسرحية، والإبداع في نظيرتها التلفزيونية، فضلاً عن الإنتاج التلفزيوني، يوجد الجسمي بقوة على الساحة الفنية، على الرغم أن أولى أعماله المسرحية «دياية طيروها»، قدمها عام 1975، ولم يكن حينها قد تجاوز الـ13 عاماً .

نقطة تحوّل

إطلاق «جرناس للإنتاج الفني»، كان بمثابة توكيد للتحوّل الجديد في مسيرة الجسمي، الدراما بحاجة ذراع إنتاجية، تحوّل الطاقات والمواهب إلى أعمال مبدعة، حسب فكرة الجسمي نفسه التي يلح عليها، لكن الإشكالية أن الطاقم التمثيلي في مجمله هم رفقاء درب، والمنتج هو فنان، وليس منتجاً ذا حسابات قائمة فقط على نظرية الربح والخسارة.لكن المنتج الجديد، والفنان المخضرم، توصل إلى معادلات ناجحة في هذا الإطار شيئاً فشيئاً، انعكست على السوية الفنية للمسلسلات التي نفذ معظمها.

الخلطة السحرية

الخلطة السحرية من وجهة نظر الجسمي، تكمن في أنه يرى أن المنتج المنفذ حينما يكون فناناً، يبقى وفياً للشروط الإبداعية أكثر من المالية، في المقابل عليه أن يحرص على حقوق جميع الأطراف، وفي مقدمتهم الفنان، وهو الخطأ الذي ربما وقع فيه بعض أصحاب التجارب المشابهة، فتعثروا .نضج تجربة المنتج أفرزت تجارب التصقت بوجدان الجمهور، وكانت «عجيب غريب» أول مسلسل (سيت كوم) إماراتي.

خيار إنتاجي

الاتجاه إلى أعمال درامية ذات أجزاء متعددة، كان خياراً إنتاجياً لدى الجسمي، مثل مسلسل «ريح الشمال»، الذي طال لأربعة أجزاء، وأعد لأجله قرية تراثية متكاملة، سعى لاستثمارها في تصوير أعمال أخرى، فيما كان مسلسل «حبر العيون» أول تعاون إنتاجي يربطه مع القديرة حياة الفهد.

تجربة فريدة

بين المسرح والتلفزيون والإنتاج، يبقى الجسمي حاضراً باعتباره صاحب تجربة فريدة، سواء في العشرات من أعماله المسرحية، ونظيرتها التلفزيونية، أو في دوره بالغ الأثر في الإنتاج الدرامي المحلي، باعتباره صاحب تجربة يجب أن يقف عندها المحلل المنصف للمشهد الدرامي في الإمارات.

تويتر