علي عبدالستار: جيلي يعاني من أجل الاستمرار
بعد الانتقادات التي وجهت إلى ألبومه السابق «أسفار» الذي أطلقه العام الماضي، يعود الفنان علي عبدالستار إلى الساحة الغنائية حالياً بألبومه الجديد «أسفار علي عبدالستار 2»، الذي يعود فيه الفنان القطري إلى أسلوبه الغنائي الذي عرف به منذ سنوات واعتاده جمهوره.
وصول سريع.. واختفاء أسرع
اعتبر الفنان علي عبدالستار أن برامج المواهب والمسابقات الغنائية التلفزيونية غرست في نفوس المواهب الشابة فكرة الوصول السريع إلى الجمهور، وفي المقابل الاختفاء السريع، إذ توجه هذه البرامج على المواهب الأضواء بصورة مكثفة لفترة محددة مرتبطة بفترة بث البرنامج، ثم تتخلى عنهم بعد ذلك ليعودوا في الظل من جديد، دون أن يمتلكوا أسلحة فنية تمكنهم من الوجود على الساحة وإثبات جدارتهم بالوصول إلى الناس وتحقيق مكانة لديهم. رغم ذلك؛ أعرب عن موافقته الظهور في برامج المواهب عضو لجنة تحكيم، إذا ما عرض عليه ذلك، نظراً لأهمية دورها في تقديم أصوات جديدة للساحة، مشدداً على أهمية أن يحمل البرنامج رسالة ولا يقتصر فقط على الأهداف الربحية والتجارية، وأن تكون للبرنامج رؤية لاستمرارية المواهب على الساحة. |
وأضاف عبدالستار الذي يرى أن جيله يعاني من أجل الاستمرار على الساحة الغنائية: «أعود في ألبومي الجديد إلى لوني الفني المعتاد بعد الانتقادات التي وجهت إليّ من الجمهور عقب طرح ألبومي السابق الذي غنيت فيه للمرة الأولى بلهجات مختلفة، مثل المصرية والتونسية والمغربية والعراقية، كما جرّبت فيه تقديم أغنيات ذات طابع شبابي، هذه التجارب الجديدة بالنسبة لي لم يتقبلها الجمهور ولم تلقَ قبولاً لديه رغم أنني اتجهت للغناء بلهجات مختلفة باعتبار الألبوم رسالة سلام لشعوب المنطقة في ظل ما تشهده من أحداث كبيرة»، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من الهجوم عليه انصب على فيديو كليب «هيا تعال» الذي جاء بصورة وإيقاعات مختلفة عن شخصيته الفنية التي عرفه بها جمهوره.
وأوضح عبدالستار أن الألبوم الجديد يضم 10 أغنيات خليجية، تتنوع في الألحان والكلمات، في عودة لأسلوبه المعتاد، وتعاون فيه مع مجموعة من الشعراء والملحنين والموزعين المتميزين، أغلبهم من الإمارات، لافتاً إلى حرصه على الوجود في الساحة الغنائية من خلال طرح ألبوم سنوي والمشاركة في الحفلات المختلفة، رغم صعوبة ذلك في الأوقات الحالية، خصوصاً بالنسبة للفنانين الكبار والمخضرمين.
وأرجع غياب الفنانين الكبار عن الساحة، وعدم قدرتهم على الوجود لمواصلة مسيرتهم رغم قدرتهم على العطاء لأسباب مختلفة، من أهمها صعوبة الإنتاج واضطرار كثيرين لإنتاج ألبوماتهم على نفقتهم الخاصة، وكذلك ضعف سوق الألبومات وعدم تحقيق أرباح تذكر من بيعها، رغم أنها الأرشيف الحقيقي للفنان، في ظل انتشار وسهولة قرصنة الأعمال على شبكة الإنترنت «بالإضافة إلى كثرة القنوات والبرامج وما تقدمه الفضائيات من فنانين جدد بشكل شبه يومي، بغض النظر عن امتلاك الفنان موهبة أم لا وهل هو مؤهل أو لا، وبالتالي يجد المستمع نفسه في مواجهة عدد ضخم من الأغاني يبث يومياً على القنوات والإذاعات وأغلبها متشابهة في التصوير والألحان والطابع العام، حتى إنه من الصعب على المستمع أن يعرف من المغني الذي يقدم الأغنية، أو حتى يستطع التفرقة بين هذا اللحن أو ذلك الإيقاع».
وقال: «في السابق، كان الفنان إذا تأخر في طرح ألبوم جديد في الأسواق، يشن الجمهور حملة عنيفة مطالباً بالألبوم، ما يدفع الفنان للظهور في الإعلام لتوضيح أسباب تأخره. في حين يعاني الفنانون الكبار حالياً من أجل الاستمرار والحفاظ على أسمائهم وتاريخهم الفني وسمعتهم، ولكن رغم ذلك يظل كل فنان من جيلي يمثل مدرسة غنائية حقيقية، وهو ما لا يتوفر في فناني الجيل الجديد».