سهيلة الكتبي: الإماراتيون لا يعرفون المستحيل

نالت المواطنة سهيلة عبدالله الكتبي، من هيئة دبي للثقافة والفنون، جائزة برنامج الأداء الحكومي المتميز في دورته الـ19 ضمن فئة الجندي المجهول، بعد مسيرتها الطويلة في خدمة تراث الإمارات، وإبراز هذا الجانب سواء داخل الدولة أو خارجها. حرصت الكتبي على الوجود في المهرجانات التراثية والأعراس والأحداث التي تبرز ثقافة الإمارات، فأجادت تمثيل الدولة من خلال حسن الضيافة، وكذلك بإبراز تاريخها وثقافتها وتراثها.

حرفة صعبة

تشارك الإماراتية سهيلة عبدالله الكتبي في المهرجانات التراثية من خلال تقديم كل ما يرتبط بالتراث، سواء الأكلات الشعبية، أو حتى الحرف الإماراتية، إلا أنها لفتت إلى أن حياكة السدو أو غزل الصوف من أصعب الحرف التي تقدمها، كونها تحتاج إلى الكثير من الدقة، وتتطلب الكثير من التركيز والوقت، فالخطأ الواحد يتطلب إعادة بناء القطعة من جديد.

وعن تكريمها بهذه الجائزة، قالت الكتبي لـ«الإمارات اليوم»: «أعتبر التكريم مكافأتي، لأني مثلتُ الدولة في أكثر من مهرجان، وأكثر من دولة حول العالم، ومنها ألمانيا، كما أنني مثلت الدولة في مجموعة من الأحداث المحلية، حيث عملت في دائرة السياحة والتسويق لمدة 15 عاماً، وبعدها انتقلت إلى هيئة دبي للثقافة والفنون، وغالباً ما أتواجد في الأحداث التراثية والرسمية وفي قرية التراث». وترى الكتبي نفسها مسؤولة عن تقديم بلدها، سواء للمقيمين الأجانب والعرب أو حتى السياح من الخارج، حيث كانت تحسن الضيافة، وتجيد الاستقبال الطيب والشرح عن التراث. وتعتبر دورها الرئيس إظهار صورة جميلة عن بلدها من خلال الكلام اللبق مع الناس، وإظهار الأخلاق الطيبة والعالية لأهل الإمارات، لاسيما خلال السفر، حيث كانت تحرص على إبراز هذه الجوانب.

تعمل الكتبي على كل متعلقات التراث، فهي تشارك في المهرجانات من خلال فئات عديدة، ومنها حياكة التلي، أو صناعة السدو، أو الخزام الخاص بالرجال، أو صناعة البرقع، أو حتى تقديم الضيافة، مشيرة إلى أنها توجد اليوم مع هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) في كل المهرجانات التراثية التي تنظمها، لكن حالتها الصحية منعتها من المشاركة أخيراً، فهي تعاني القلب. الى جانب ذلك، تقدم الكتبي الأكلات الشعبية، ومنها الهريس والخبيص، واللقيمات والبلاليط. تبلغ الكتبي اليوم الكتبي 60 عاماً، وتشير إلى أنها أمضت حياتها وهي تشعر بالمسؤولية تجاه تراث بلدها، فحرصت على نقله إلى أولادها الذين ربتهم وحدها بعد وفاة زوجها، حيث كانت المعيلة لهم والأم والأب في آن، لهذا لم يخل بيتها من كل متعلقات التراث، وكذلك علمتهم بعض الحرف القديمة.

أشارت الكتبي إلى أن الحياة تحمل الكثير من المتاعب، فوصفتها بالصعبة والمتعبة، لكنها اعتبرت أن الإنسان الذي يتعب، وتتوافر لديه الإرادة، يمكنه أن يحقق أهدافه، إذ سيتمكن من إنجاز ما يريد، فالهدف مهم في الحياة، منوهة بأن الإرادة القوية هي التي تضمن النجاح، ولا وجود للمستحيل في حياة الإماراتي، تماماً كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

شاركت الكتبي في المهرجانات التراثية، كما كانت لها مشاركات في برامج تلفزيونية عديدة على تلفزيون دبي، وكذلك تلفزيون الواحة في برامج تعنى بالتراث والطبخ، حيث قدمت حياة الزمن الجميل، مشيرة إلى أن الحياة قديماً كانت تتسم بالبساطة، وأن هناك اختلافاً في العادات بين أهل البَر في الإمارات وأهل البحر، ويبدأ هذا الاختلاف من الأكل الذي إما أن يكون معتمداً على السمك بشكل أساسي أو الزراعة. ولاتزال الكتبي متعلقة بحياة الماضي، فهي تراها أفضل وأجمل، حيث كانت العلاقات الاجتماعية مترابطة، ومتلاحمة وقوية، وكان هناك الكثير من صلة الأرحام، وهذا ما ترى أنه لم يعد موجوداً اليوم.

أما السفر فكان من الأمور التي علّمت الكتبي الكثير من الأمور، ووسعت لها أفقها، وجلبت لها تجربة جديدة، لكنها كانت تسعد بالشرح عن تراث الإمارات. وفي الختام، شددت على أنها ستواظب على المشاركة في المهرجانات التراثية، ولن تتوانى طالما أنها تتمتع بالصحة الجيدة، معتبرة أن من الشرف لها تقديم ثقافة بلادها وخدمتها.

الأكثر مشاركة