«الحرب العائلية».. كوميديا إماراتية الصنع

بين تصوير بعضه في مواقع مختلفة في دبي والشارقة وعجمان، ومعظمه داخل استوديوهات الأخيرة تحديداً، أنهى كوكبة من نجوم الدراما المحلية والخليجية تصوير 90 حلقة كاملة من سيت كوم «الحرب العائلية» الأولى والثانية والثالثة، لتصبح جاهزة تماماً للعرض التلفزيوني، في دراما كوميدية إماراتية الصنع، يتخلى عبرها الفنان أحمد الجسمي فنياً في مرات نادرة عن مخرجه المفضل البحريني مصطفى رشيد، لتُتاح الفرصة لمخرج إماراتي واعد أنهى دراساته العليا في أميركا هو أحمد العرشي.

لكن «الحرب العائلية» رغم ذلك تبقى خليجية الإبداع، حسب الجسمي، الذي يكاد لا تفارقه الابتسامة والضحك أحياناً، وهو يتحدث عن تفاصيل عمل تم تصويره بالأساس ليستبق في عرضه الموسم الرمضاني ويلاحقه ايضاً عبر أجزائه المتعددة، في تجربة أكد الجسمي أنها مرشحة للذهاب أبعد مما حققه «عجيب غريب»، من خلال كوميديا الموقف.

ويجمع العمل الى جانب الجسمي كلاً من الفنانين البحرينيين سعاد علي وعلي الغرير، والإماراتيين جمعة علي، وحميد سمبيج وأمل محمد، والفنان طلال محمود، والفنان المصري نصر حماد، والقطرية خلود أحمد، والوجه الجديد ماجد الجسمي، فيما تعد قصته تجربة جديدة لأحمد الجسمي في مجال الكتابة.

وداعاً «عجيب غريب»

قال الفنان أحمد الجسمي إن مسلسل السيت كوم الأشهر محلياً حتى الآن «عجيب غريب» الذي ظل يطل على المشاهدين دورياً في مواسم رمضانية عدة، قد ودع الشاشة الفضية إلى الأبد، كما أن نسخته المسرحية اكتفت بما تم تقديمه.

واضاف «بين أيدينا الآن عمل يراهن على التجديد في هذا النوع الهادف والمسؤول من الكوميديا، وهو (الحرب العائلية)، ومدى تقبل الجمهور لها هو ما سيجيب عن سؤال: إلى اي مدى يمكن أن يستمر توالي أجزاء (الحرب العائلية)».

وتابع «أما (عجيب غريب)، فحسب كاتبه جمال سالم، فإنه عمل قد اكتملت أجزاؤه، وليس من المقرر أن يكون ثمة أجزاء جديدة منه».

«من لا يستطيع كتم ضحكاته عليه ألا يوجد في كواليس العمل»، عبارة رددها الجسمي مراراً أثناء تصوير «الحرب العائلية»، التي يؤكد أنها رهان جديد على دراما كوميدية تحترم ذائقة المشاهد، وتبرهن بشكل عملي على حقيقة أن هناك فواصل مانعة بين الكوميديا، وبين تصوير فواصل تجارية مجمعة في حلقات، تشهد تغييباً لقواعد أخلاقية ومهنية، في سبيل انتزاع الضحكة.

وتشهد «الحرب العائلية» في أجزائها الثلاثة، التي لايزال أحدها مرشحاً للعرض على إحدى القنوات الفضائية المحلية، ليعرض الجزء الثاني منه اثناء شهر رمضان المبارك، يليه الثالث، في مواسم ما بعد عيد الفطر، أحداثاً عائلية يومية، بين أفراد أسرة «خميس الخامس عشر» الذي يقوم بدوره الفنان أحمد الجسمي وبين أسرة عمته في المسلسل التي تقوم بدورها الفنانة البحرينية سعاد علي.

«الإمارات اليوم» عايشت أجواء العمل، الذي سلب الفنان أحمد الجسمي من كامل دائرته الاجتماعية تقريباً على مدار أشهر انجازه، حيث يقول: «كل شيء في حياتي خلال المرحلة الماضية كان مرتبطاً بـ(الحرب العائلية) التي شهدت جهداً كبيراً سواء في مرحلة الإعداد لها، او التصوير الفعلي، وصولاً لمرحلة المونتاج، وسواها من الأمور الفنية».

وتابع «المعضلة الأساسية في العمل كانت تتعلق بالحس الكوميدي الفطري الذي جمع أبطاله في سياق عائلتين متحاربتين أصبحت عائلة واحدة تعيش تحت سقف واحد، يتسلح كامل أفرادها بكل قدرات كوميديا الموقف».

وحول المحتوى الدرامي للعمل قال الجسمي، الذي قام من خلال شركته الخاصة «جرناس» بإنتاج العمل: «تتمحور فكرة (الحرب العائلية) بأجزائها الثلاثة حول أسرة خميس الخامس عشر، التي تقضي مع المشاهد يومياً 30 دقيقة تصور معظمها داخل بيتها، حيث يسعى خميس بعد وفاة زوجته إلى الزواج من ابنة عمه التي أفنت حياتها في خدمة أخويها المعاقين، وفاتها قطار الزواج».

واضاف «بالإضافة إلى طبيعة سعاد علي الكوميدية، فإن أخويها المعاقين يتسلحان بذات السلاح الخارق فنياً، وهما الفنان البحريني علي الغرير، الذي تتمثل اعاقته في أن نظره ضعيف، والفنان الإماراتي الذي اصبح عنواناً لكوميديا الموقف، جمعة علي، وإعاقته في المسلسل تتمحور في الضعف الشديد لبصره.وفي مقابل أسرة سعاد علي، تأتي أسرة خميس الخامس عشر لتضم أبنائي في العمل، وهم كل من أمل محمد وماجد الجسمي وخلود أحمد، بالإضافة إلى طلال محمود، وهو زوج ابنتي، أما نصر حماد فهو المدرس الخصوصي لها».

وأكد الجسمي أنه اختار جميع أبطال العمل، بناء على معيار القدرة على الانسجام مع نسج حالة مفرطة من كوميديا الموقف المكثفة، التي تعتمد على تمكن الممثلين من الامساك بتلابيب الحالة الكوميدية، ومع زخم النجوم، جاء الحرص على توفير إطلالة حقيقية للوجوه الصاعدة والشابة.

وتابع «للمشاهد أن يتخيل حجم الجرعة الكوميدية التي ستنجم عن تلاقي كل هذه الطاقات تحت سقف واحد، وفي إطار أسرة كبيرة، بين أفرادها الكثير مما يمكن تسميته (الضرب تحت الحزام)، لذلك فإن تجربة (الحرب العائلية) هنا لا يمكن مقارنتها بتجارب مشابهة».

وكشف الجسمي عن أن «خميس الخامس عشر» سيعاني في مرحلة ما مرض الزهايمر، وهو ما سيتسبب في مفارقات كوميدية تفاقمها حالة العداء الأزلية بين أفراد اسرته الأساسية من جهة، وأشقاء زوجته الجديدة من جهة أخرى.

الكوميديا العائلية غير التقليدية القادرة على معالجة قضايا اجتماعية خليجية بخفة ظل بعيدأً عن التعقيد والافتعال، هو ابرز ما يميز «الحرب العائلية»، حسب الفنانة البحرينية سعاد علي.

واشارت علي إلى أن العمل يكرس حقيقة أن الدراما الخليجية صناعة ثرية وقادرة على إنتاج كوميديا عصرية، بعيدأً عن الاهتمام المبالغ فيه بالإغراق في أعمال درامية تستورد قضايا وعادات كثيراً ما تكون بعيدة عن مجتمعاتنا.

وأكدت زوجة «خميس الخامس عشر» في «الحرب العائلية» ان جميع أفراد أسرة العمل تعايشوا مع تجربة مختلفة على الصعيد المهني، سواء بالنسبة للفنانين المخضرمين أو أبناء الجيل الجديد، مشيرة إلى أن استيعاب وجوه صاعدة وجديدة، لفتة تحمل الكثير من معاني المسؤولية والالتزام من قبل الفنان الجسمي.

ولايزال الفنان جمعة علي محور دراما كوميدية تتجدد في رمضان، عبر ثنائيات كثيرة، بعضها جمعه بالفنانة سميرة أحمد، وآخرين، لكن جمعة يدخل هذا العام في تجربة «السيت كوم» للمرة الأولى، مستثمراً التفاهم الكبير الذي يجمعه بمعظم اسرة العمل، وبصفة خاصة الفنان أحمد الجسمي الذي لا يتردد دائماً في التأكيد على ان «جمعة علي طاقة كوميدية لاتزال تمتلك أكثر بكثير مما أظهرته سواء مسرحياً أو تلفزيونياً». جمعة علي الذي يلعب دور أحد ابناء عائلة «خميس الخامس عشر» يرى ان «الحرب العائلية» في أجزائها الثلاثة عمل يقدم الكوميديا في ثوب جديد وغير مستهلك محلياً، من خلال مواقف غير مصطنعة، بعيدة عن التكلف الممجوج، من خلال محتوى لا يبحث عن الضحك باعتباره هدفاً وحيداً، بل يتقدم على ذلك تقديم عمل فني راقٍ، يستوفي المعايير الفنية لعمل يستحق المشاهدة.

ويرى حميد سمبيج أن «الحرب العائلية» ستكون بمثابة مفاجأة فنية من العيار الثقيل، مضيفاً «بالإضافة إلى الحشد الرائع من نجوم الكوميديا، فإن نص العمل وجهة تنفيذ الإنتاج والرؤية الإخراجية، كلها عوامل كانت حاسمة في الصورة النهائية التي ظهر عليها (الحرب العائلية)، لدرجة أننا نتحدث عن عمل يطول ليصل إلى 90 حلقة متتابعة، كنا نتمنى جميعأً كأسرة تمثيلية أن يكون هناك مزيد من المشاهد والمواقف الكوميدية التي عشنا تفاصيلها أمام الكاميرا».

الأكثر مشاركة