«العقاب المنقط» يصل روسيا الجنوبية
كشفت هيئة البيئة في أبوظبي عن نجاح طائر العقاب المنقط الكبير ــ الذي تتابعه الهيئة منذ مغادرته محمية بحيرة الوثبة للأراضي الرطبة في أبوظبي ــ في الوصول إلى روسيا الجنوبية في 24 أبريل الماضي، وذلك خلال رحلة هجرته لمناطق تكاثره في روسيا وكازاخستان.
تأتي هذه الرحلة ضمن الهجرة السنوية للطيور المهاجرة التي تحط في دولة الإمارات خلال فصل الخريف، لتعود بعدها، في منتصف شهر مارس، إلى مناطق تكاثرها.
يشار إلى أنه في إطار برنامجها المستمر لتتبع ومراقبة الطيور المهاجرة، قامت الهيئة، في فبراير الماضي، بتثبيت جهاز تتبع فضائي على طائر العقاب المنقط الكبير، لمتابعة ورصد تحركاته ورصد المخاطر التي تهدده.
ويعتبر العقاب المنقط، كغيره من الأنواع الأخرى من الطيور المهاجرة، التي تصل إلى الدولة بأعداد كبيرة لتقضي فترة الشتاء في المواقع الرئيسة والمهمة في مختلف أنحاء الدولة، والتي تنطلق في رحلة العودة إلى مناطق تكاثرها في فصلي الربيع والصيف إلى مناطق تكاثرها في الشمال.
وتضم هذه الطيور أنواعاً مختلفة من الطيور المائية والطيور البرية، التي تراوح بين الطيور الصغيرة والطيور الجارحة الكبيرة، والتي تسلك مسارات هجرة متشابه.
ومن بين أكثر من 460 نوعاً من الطيور المسجلة في الدولة هناك 75% منها من أنواع الطيور المهاجرة، وهناك نوعان من الطيور المهاجرة، الأول يأتي إلى حد كبير خلال أشهر الشتاء من أوروبا وآسيا الوسطى، لقضاء فصل الشتاء أو يتوقف في طريقه إلى مناطق إشتائه في إفريقيا، والنوع الآخر عبارة عن مجموعة من الطيور المتكاثرة التي تزور الدولة في فصل الصيف، وبشكل رئيس الطيور البحرية التي تأتي من المحيط الهندي للتكاثر، ونظراً لهذا التنوع تستمر هجرة الطيور من وإلى الدولة على مدار العام.
وقالت المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة، الدكتورة شيخة سالم الظاهري «تقوم الهيئة بشكل مستمر بمراقبة الطيور المهاجرة والمقيمة في المواقع الرئيسة المهمة في الإمارة»، مشيرة إلى أهمية هذا البرنامج في توثيق أعداد الطيور وأنماط هجرتها، وكذلك رصد حالة المواقع الرئيسة، في حين أن مراقبة هذه الطيور داخل المناطق المحمية تساعدنا على تحسين خطتنا الإدارية وفقاً لاحتياجات الطيور المهاجرة ورصد مناطق أخرى قد تكون من المواقع المهمة التي تحتاج إلى الحماية في المستقبل.
وأوضحت أنه للأسف تواجه الطيور المهاجرة العديد من التحديات التي تراوح بين فقدان الموائل والصيد والقتل غير القانوني، أو الأسر والتسمم والصعق بالكهرباء، كما أن التغير السريع في المساحات الخضراء الطبيعية، والتوسع العمراني والصناعي، خصوصاً في المناطق الساحلية، لا يعرضان الطيور المهاجرة فقط للخطر بشكل كبير، لكن أيضاً الطيور المقيمة.