20 فناناً يقدمون ثيمة «التواصل الاجتماعي»

«ملتقى دبي التشكيلي».. 4 أيام مع الفرح والأمل والألوان

صورة

انطلقت، أمس، فعاليات الدورة الثالثة من «ملتقى دبي التشكيلي الدولي» الذي ينظمه مركز راشد للمعاقين، تحت رعاية الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم، العضو المنتدب لمركز راشد للمعاقين. ويشارك في الملتقى، الذي يحمل ثيمة «التواصل الاجتماعي» هذا العام، 20 فناناً من المقيمين في الإمارات، الذين يرسمون الأمل والفرح عبر ألوانهم، على مدى الأيام الثلاثة للملتقى.

وافتتح الملتقى رئيس جمهورية الصومال، حسن شيخ محمود، بحضور عدد من الشخصيات والمسؤولين، وأعضاء الوفد المرافق للرئيس الصومالي، بالإضافة إلى عدد من الفنانين التشكيليين المشاركين في الملتقى الذي يستمر حتى بعد غد.

كاريكاتير

قال رسام الكاريكاتير السوري، فواز أرناؤوط، الذي يشارك في الملتقى، إلى جانب مجموعة من رسامي الكاريكاتير: «سأقدم من خلال الرسم الكاريكاتيري موضوع وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثيرها في المجتمع الإماراتي والدول العربية بشكل عام، بشكل لطيف ولاذع في الوقت عينه»، ووصف الملتقى، الذي يحمل مشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين، بالحدث المهم الذي يحفز الحركة الفنية، خصوصاً مع وجود فنانين من الخارج، وإضافة أي لون من الفنون، سواء الكاريكاتير أو حتى النحت أو أي مجال جديد، سيجعل الملتقى أكثر غنى، مقترحاً تقديم فنون أخرى، ومنها النحت وغيره، لجعل الحدث أكبر.


المرأة في زمن غير معروف

قالت الفنانة الأردنية، فاتن الداوود، إنها تقدم المرأة في لوحتها بشكل مغاير، لتكون حاملة للتراث والمعالم التاريخية من بلدها، وكيف تحمل أيضاً المعاناة. وأوضحت أنها تدخل المرأة في زمن غير معروف، ولكنها تضفي عليها عناصر التراث، بطريقة تجريدية.

واعتبرت أن أهمية الملتقى تأتي من تنظيمه في دبي، واصفة إياه بالمناسبة المهمة للفنانين، وتجربة فريدة لكل من المركز والفنان.


مشاركون

يشارك في الدورة الثالثة من ملتقى دبي التشكيلي الدولي، التي تقام ضمن موسم راشد الثقافي، 20 فناناً، من بينهم، سهيل بدور، وبانة سفر، وحمد الحناوي، ورحاب صيدم، وعبدالناصر عودة، وسمر حسين، وإسماعيل الرفاعي، ولميس أبوخليل، ونور بازرباشي، وماجدة نصرالدين، وكوكب محسن، وفاتن الداوود، بالإضافة إلى عدد من رسامي الكاريكاتير، وعدد من طلبة المركز ممن يمتلكون موهبة الرسم.

وأكدت الرئيس التنفيذي لمركز راشد للمعاقين، مريم عثمان، أهمية الملتقى، كونه يمثل حلقة وصل بين عالم الفن والفنانين والمعاقين، لافتة إلى أن الحدث أثبت حضوره على الساحة المحلية في دورتيه السابقتين. وأشارت إلى أن الملتقى يهدف إلى تعزيز التواصل الإبداعي بين الفنانين والمعاقين، من خلال وضعهما على خط واحد، كما يتيح الفرصة أمام مجموعة الفنانين للإسهام في القضايا الاجتماعية والإنسانية. ورأت أن الملتقى يسعى إلى تعزيز الحوار والتعددية الثقافية، مستمداً قيمه من طبيعة مدينة دبي التي تحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية، مجسدة بذلك التسامح الثقافي «وهو ما نتطلع إليه من خلال ملتقى دبي التشكيلي، الذي يستمد طاقته، هذا العام، من وسائل التواصل الاجتماعي، وما تشهده من تفاعل إنساني كبير».

وأضافت مريم عثمان «يعمل الملتقى على إشراك ذوي الإعاقة في فعالياته، ويتيح أمامهم الفرصة للتعبير، إذ بات الفن اليوم واحداً من أبرز أساليب علاج المعاقين المعتمدة عالمياً، فضلاً عن امتلاكه لقدرة التحفيز لهم، متيحاً أمامهم المجال للاندماج في المجتمع والتفاعل معه».

تجمع محفّز

من جانبها، قالت الفنانة اللبنانية، ماجدة نصرالدين، التي تشارك في الملتقى للمرة الأولى، لـ«الإمارات اليوم»: «سأقدم لوحة مكونة من طبقات عدة، فأنا أكتب الشعر، وأصنع والزخارف، وأضع ذاكرتي وكل ما بداخلها، ثم أترجم أحاسيسي خلال العمل».

وأضافت أن «الملتقى مهم لكل الفنانين فهو تجمع يحفّز على الإبداع، وثيمة هذا العام هي التواصل الاجتماعي، والفن إجمالاً هو لغة يتواصل من خلالها الناس». واعتبرت الفنانة اللبنانية أن الشعر الذي تدعم به لوحتها هو جزء من يومياتها، وعنصر من اللوحة، ولا يختلف عن اللون، لافتة إلى أنها تحب أشعار الحلاج ومحمود درويش، وتكتب أحياناً أشعار أغاني فيروز، مشيرة إلى أنها ابتعدت في عملها عن الأسود والأبيض، كي تقدم للطلبة ألواناً من الحياة.

بينما تقدم الفنانة الأردنية، رحاب صيدم، في لوحتها الطبيعة التجريدية، مشيرة إلى أنها تدخل الأسلوب الانطباعي قليلاً على أعمالها، فهي تميل إلى تقديم اللوحة التي تحمل الفرح. ورأت أن أهمية الملتقى تبدأ مع الأطفال، لأن اللون يمنحهم الفرح، فهم يتفاعلون مع الألوان. وذكرت أنها لا تستخدم الألوان الداكنة، بل تعتمد على المشعة بالحياة، وتقدمها بطريقتها بأسلوب يحمل الكثير من الألوان الصافية والنظيفة.

موضوع إنساني

من ناحيته، قال الفنان عبدالناصر عودة، عن مشاركته «أحببت أن أكون موجوداً في الملتقى، لأن الموضوع إنساني ويخص ذوي الاحتياجات الخاصة، ويحمل الكثير من الفرح»، مشيراً إلى أن اللوحة التي سيرسمها ستكون تجريدية وتعبيرية، وستحمل بعض الأشكال والعناصر، وستتطور خلال أيام الملتقى. وأضاف أن أجواء الملتقى تحث على الابتكار، كما أن لقاء الفنانين من شأنه أن يعزز هذا الجو الإبداعي.

بينما أشار الفنان العراقي، محمد فهمي، إلى أنه سيقدم التجريد بانطباع مختلف، لافتاً إلى أنه يستخدم اللون بشكل مكثف، ويعتمد على الدرجات التي تمنح العمل القوة البصرية. وقال إنه يحافظ على وجود الألوان، بحيث يمكن للمتلقي أن يقرأها بسهولة، وشدد على أن هذا التجريد هو جزء من الطبيعة، وهو عملية تركيب.

أما الفنان السوري، لؤي صلاح الدين، الذي يشارك في الملتقى للمرة الثانية، فقال إنه سيعتمد على الإنسان عنصراً أساسياً في لوحته؛ بهدف تقديم رسالة واحدة وهي حب الحياة، مؤكداً أنه من خلال مركز راشد يقدم هذه الرسالة، ليعلن للجميع من خلال الأطفال ذوي الإعاقة أن الحب هو الذي يجمع البشر.

وأشار إلى أن الفن يعد السبيل لتوصيل هذه الرسالة، مشدداً على أهمية استمرار الملتقى، لاسيما أنه يرعى فعالية فنية، ويتعامل مع الحراك الثقافي بشكل جدي، فيسهم في تطوير الحركة التشكيلية في الإمارات.

تويتر