تدور أحداثه في حي حجازي يعود إلى القرن الـ 19 بُني في أبوظبي

«حارة الشيخ».. دراما افتراضية عن الحياة في جدّة القديمة

حيّ من أحياء مدينة جدة السعودية في أواخر القرن الـ19؛ بكل ما يضمه من محال تجارية ومسجد وساحة تحيط بها بيوت متطابقة لما كانت عليه أحياء المدينة في تلك الفترة، أنشئ في العاصمة الإماراتية أبوظبي من أجل تصوير مسلسل «حارة الشيخ»، الذي يجري حالياً تصويره استعداداً لعرضه في رمضان المقبل على شاشات مجموعة «إم بي سي»، بمشاركة ما يقرب من 60 فناناً وفنانة.

فتوة «حارة الشيخ» والمتحكم في أمورها الفنان محمد بخش أوضح، خلال زيارة «الإمارات اليوم» لكواليس العمل في استديوهات «تو فور 54» في منطقة «المصفح»، أنه يقوم بشخصية المعلم درويش الديكتاتور الذي يستغل أهل الحارة ويفرض عليهم اتاوات، ورغم قسوة هذه الشخصية إلا أنها ليست شريرة بشكل كامل، فهي تحمل أيضاً بعض جوانب الخير، وتربطه بصبيانه المحيطين به علاقة جيدة، كما كان لديه مبادئ لا يتنازل عنها، أهمها انه يرفض القتل والسرقة. «قديماً كان الفتوة يتمتع باحترام ومكانة خاصة لدى سكان الحارة، لأنه كان رمز الشجاعة والقوة بالنسبة لهم».

60 ممثلاً

يتكوّن «حارة الشيخ» من ثلاثين حلقة، وكتبه بندر باجبع ويخرجه المثنى صبح، ويشارك فيه أكثر من 60 ممثلاً، بينهم عدد من أبرز نجوم الدراما الخليجية، هم محمد بخش، جميل علي، عبدالمحسن النمر، يوسف الجراح، خالد الحربي، مجدي القاضي، سناء بكر يونس، وجنات الرهبيني، شيرين حطّاب، شيماء الفضل، مريم الغامدي، بالإضافة إلى النجوم الشباب عبدالرحمن يماني، مؤيد الثقفي، علي شريف، معز يونس، وعبدالرحمن الرهيدي، سارة طيبة، وعدد آخر من نجوم الدراما الحجازية.


حارة قديمة

على شكل حي قديم يحاكي مدينة جدة السعودية في أواخر القرن الـ19، بُني موقع خاص لتصوير مسلسل «حارة الشيخ» في إطار اتفاقية شراكة بين «تو فور 54» وشركة «O3 للإنتاج والتوزيع الدرامي والسينمائي» المندرجة تحت مظلة «مجموعة MBC»، وتمتد على مدى ثلاث سنوات، تم توقيعها في شهر نوفمبر الماضي.

وأشار بخش إلى أهمية المسلسل، باعتباره أول عمل حجازي تقدمه «إم بي سي»، بشكل مختلف وأسلوب جديد، إضافة إلى ان العمل يجمع الكثير من النجوم والفنانين الشباب، موضحاً أن المسلسل لا يعتمد على بطل بعينه، فالبطولة جماعية، وكل الشخصيات لها ثقلها في الأحداث.

وأكد الفنان محمد بخش أن هناك اختلافاً كبيراً بين «حارة الشيخ» والمسلسل السوري «باب الحارة»، رغم وجود سمات مشتركة بين الحارة في كل الدولة العربية.

«حارة الشيخ» هي فانتازيا درامية تحكي عن حارة افتراضية في مدينة جدة تحديداً، حسب خبير البيئة حسن القرشي، مشيراً إلى انه من الصعب وصف «حارة الشيخ» بالحجازية، لأن الحجاز يشمل مساحة كبيرة، ويضم مناطق تختلف كل منها عن الأخرى في شكل المباني وفي الأزياء، وغيرها من تفاصيل دقيقة، ولذلك من المهم توضيح أن المسلسل يعكس تصوراً افتراضياً لحارات جدة قبل 250 عاماً.

وقال القرشي إنه قام بالعديد من الأبحاث والاطلاع على دراسات مختلفة حول شكل الحياة في المنطقة في تلك الفترة، كما استرشد بالصور القديمة التي التقطت خلالها، ومنها بحث عن العلاقات الحجازية المغربية في القرن الـ18، استشف منه كثيراً من المعلومات عن تلك الحقبة، لافتاً إلى ان الحجاز كانت غنية في ذلك الوقت، وكانت هناك جريدة تصدر تحت اسم «القبلة» عام 1890.

وقال القرشي إن التحضيرات لبناء الحي استغرقت ستة أشهر تم فيها الرجوع إلى الكثير من الوثائق والصور، خصوصاً أنه كانت هناك وجهات نظر مختلفة في تصميم الملابس التي تناسب تلك الحقبة، وتم الاحتكام فيها إلى الصور، لافتاً إلى أن كثيراً من الصعوبات واجهت فريق العمل ليحقق الحي الذي تم بناؤه وأزياء الفنانين نسبة توافق مع الواقع وقتها بنسبة 80%، وهي نسبة جيدة جداً، نظراً لبعد الفترة الزمنية التي تجري فيها الأحداث، كما أشاد بالجهود الكبيرة التي بذلتها أبوظبي لتوفير كل الإمكانات لتنفيذ العمل بأفضل صورة ممكنة.

إلى جانب مشاركته في تصميم الأجواء التي تدور فيها أحداث المسلسل؛ يشارك حسن القرشي بالتمثيل، حيث يقوم بدور (أبوطلال) تاجر الذهب الانطوائي المسالم ويعاني ظلم (درويش) الذي يفرض عليه الاتاوات، إضافة إلى أنه أب لثلاث بنات جميلات ويخشى عليهن. وعن الحضور النسائي في «حارة الشيخ»؛ أوضحت الفنانة شيرين باوزير أن العمل يضم ما يقرب من 30 شخصية نسائية، فهو يضم الكثير من العائلات التي تظهر فيها المرأة كزوجة وأم وأخت وابنة، مشيرة إلى أنها تقوم بدور «صفية» أخت درويش، فتوة الحارة، التي تتعرض للأذى هي وزوجها منه، ولكنها تحاول أن تقف في وجهه، وان تحتوي بطيبتها بقية أفراد العائلة الذين يعانون ظلم «درويش». وسط الأحداث الجادة، والصراعات المحتدمة بين الخير والشر؛ يمثل الفنان عبدالمجيد الرهيدي الذي يلعب دور ابن المعلم درويش فتوة الحارة، البسمة، فهو الذي يضطلع بالدور الكوميدي في المسلسل، «ألعب دور الولد البدين الذي يحب الأكل، ويفضل البقاء في المنزل إلى جانب والدته، والابتعاد عن ما يدور في الحارة من صراعات»، لافتاً إلى أنه يجتهد لتقديم الدور بأسلوب مميز، ويساعده في ذلك السيناريو المكتوب باسلوب سينمائي ومترابط جيداً، كما أشار إلى رغبته في تقديم أدوار جديدة بعيداً عن الكوميديا التي اعتاد تقديمها.

وقال الرهيدي إنه صور مع «إم بي سي» ثلاثة أعمال، من بينها «سيلفي» و«حارة الشيخ»، متوقعاً ان يحقق الأخير نجاحاً كبيراً «اتوقع أن يمثل (حارة الشيخ) عملاً يسجل في تاريخ الدراما الحجازية»، لافتاً إلى الإنتاج الكبير الذي وفرته «O3» للمسلسل، وبناء مدينة كاملة استطاعت ان تبهر الجميع. وعن مشاركته في «سيلفي» ذكر انه يشارك بحلقتين، واحدة عن «الهياط»، أي الكذب وادعاء أشياء غير حقيقية، والثانية من المتوقع ان تحدث ضجة، وعنوانها «مغلق للصلاة». وأوضح مدير مواقع التصوير في لجنة أبوظبي للأفلام، سمير الجابري، أن اللجنة تعتمد في الأساس على استقطاب المنتجين لتصوير أعمالهم الفنية في أبوظبي، وبالفعل استطاعت أبوظبي في فترة وجيزة أن تصبح وجهة مفضلة لدى صناع الدراما والأفلام من العرب، ومن مختلف أنحاء العالم، وشهدت تصوير أفلام عالمية، مثل «حرب النجوم» و«السرعة والغضب» وغيرهما.

تويتر