الدراما المحلية.. طاقات فنية ثرية وإمكانات مادية وتسويقية شحيحة (2-3)

الفنان الإماراتي: مسلسلاتنا لا تغادر حدود الدولة

دراما الدار الإماراتية غائبة عن الشاشات العربية بما فيها الخليجية باستثناءات معدودة. أرشيفية

على الرغم من عراقة جمعية المسرحيين في الدولة، وحقيقة أن المنتمين إلى المشهد المسرحي يشكلون في معظمهم كوكبة وجوه الدراما المحلية، إلا أن الازدهار الذي عايشه الفنان الإماراتي، على الأقل من حيث الوجود الخارجي والانتشار على الخشبة، لم يكرر نفسه في الدراما التلفزيونية، في ظاهرة لم تفرض نفسها على المهتمين بواقع الدراما المحلية عموماً، لكنها شكلت أزمة حقيقية للفنان الإماراتي.

لماذا تحقق دراما الدار الإماراتية غياباً عن الشاشات العربية، بما فيها الخليجية، باستثناءات معدودة، في الوقت الذي تسيطر فيه الدراما العربية والخليجية على شاشات القنوات المحلية؟

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/05/69349_EY_24-05-2016_p26.jpg

هذا السؤال يحيل إلى أحد أضلاع أزمة الدراما المحلية، وفق فنانين إماراتيين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم، من أجل الوقوف على أهم معوقات الدراما المحلية، من وجهة نظرهم، وهو «التسويق»، على الرغم من تمتعها بإمكانات فنية ثرية.

الحديث عن أزمة التسويق يرتبط بحساسية شديدة، سواء لدى المنتجين أنفسهم، أو لدى الكثير من الفنانين، وتبقى التهم الحائرة بين منتج محكوم بميزانية عمل بعينه، وإدارات مؤسسات تلفزيونية محلية أيضاً من المنطقي أن تكون مشغولة بالعديد من المواد الإعلامية، ضمن خططها الدورية والسنوية، وهي أزمة يدخل فيها الإعلام طرفاً ولاعباً أساسياً بالنسبة للبعض، في ظل غياب جمعية أو مؤسسة ذات نفع عام، تعنى بقضايا الممثل أو الفنان الإماراتي عموماً، في غير عمله المسرحي.

الفنان الإماراتي، الدكتور حبيب غلوم، يرى أن غياب الدراما الإماراتية عربياً مرتبط بواقع ترسَّخت فيه بشكل كبير الدراما المصرية على نحو صعّب اختراق هذا الواقع، إلا بعد عقود من قبل نوعية أخرى من المسلسلات، وأبرزها في تلك المرحلة كان المسلسل السوري، قبل أن يدخل المسلسل الخليجي عموماً منافساً على بعض الشاشات العربية. وأقرغلوم بوجود حاجة مُلحة لبذل مزيد من الجهود التسويقية للمسلسل الإماراتي، مؤكداً أن الفرصة مواتية في ظل عصر السماوات المفتوحة، والانتشار الهائل للقنوات الفضائية، ووسائل التواصل الاجتماعي، للإفصاح عن الثراء والقيمة الحقيقية للدراما المحلية، التي لا يقل وجودها عن غيرها من الفنون للتعبير عن منتج فني راقٍ، بخصوصية إماراتية.

الفنان الإماراتي، عبدالله أبوعابد، لم يعد ينتظر الأدوار التي تُعرض عليه في الدراما المحلية، وبات يرحّب بأدوار خليجية قليلة أو قصيرة، لكنها مهمة في تحقيق انتشار خارج دائرة المحلية للفنان الإماراتي، مضيفاً: «إذا كان واقع التسويق الإنتاجي حائلاً يجعل الممثل الإماراتي نادر الاطلالة خارج قنواته المحلية، فإن هذا الواقع يجب أن يدفعه إلى مزيد من محاولات عبور الحدود، للمشاركة في أعمال درامية غير محلية، لأن توالي هذه المشاركات وحدها هو ما سيغير من تكريس هذا المشهد».

الفنان الإماراتي، سعيد سالم، الذي له تجربة لم يُكتب لها الاستمرار في مجال الإنتاج، أشار إلى وجود أكثر من مأزق أدى إلى تكريس واقع التسويق السيئ للدراما والفنان الإماراتيين، مشيراً إلى أن «الإعلام المحلي في معظمه دون تعميم لعب دوراً سلبياً في هذا الإطار، من خلال استسهاله الاهتمام بمشاهير الدراما العربية والخليجية على حساب الفنان المحلي».

وتابع سالم «إحصائية بسيطة يتم عبرها استقصاء عدد الحوارات والأخبار التي تلاحق الفنانين غير الإماراتيين، في الكثير من وسائل الإعلام المحلية سيوصلنا لهذه الحقيقة، في حين أن هناك غياباً وتعتيماً تامين تقريباً لأخبار الفنانين الإماراتيين في وسائل الإعلام العربية والخليجية، سواء بقصد أو من دون قصد».

لكن سالم أشار أيضاً إلى إشكالية أن معظم ما يتم إنتاجه من دراما يرتبط تنفيذه بمصلحة قنوات محلية، دون أن تكون هناك أعمال يتم إنتاجها مسبقاً بقصد التسويق الخارجي، إلا في حالات استثنائية قليلة، لافتاً إلى أن هذا الواقع لا يمكن أن تتحمل مسؤوليته جهة مفردة، بقدر ما أنه بحاجة إلى استراتيجية وتخطيط واضحين، من أجل أن توضع الدراما والفنان الإماراتيين في دائرة تسويق عربياً وخليجياً، تليق بالإمكانات الفنية الهائلة التي يتمتعان بها.

تويتر