تطل في رمضان بدور جديد في «غمز البارود»

سميرة أحمد: تعرّضت للمحاربة بسبب الوجوه الإماراتية

صورة

تعتبر الفنانة الإماراتية سميرة أحمد الفن رسالة إنسانية وأخلاقية، بعيداً عن اعتبارات التسويق والإنتاج التي ترى أنها عالم منفصل بعيد عن الهوية والأهداف التي تطمح إلى تحقيقها، معربة عن أسفها لتركيز بعض المؤسسات الإعلامية على تسويق بعض الأعمال الخالية من المحتوى وغير المستجيبة لمتطلبات الجودة، وتفضيلها للدخل المادي على حساب المضمون والهوية والثقافة الوطنية الواجب توافرها في المادة المقدمة للجمهور.

متقنة «لقيمات»

على أعتاب الشهر الفضيل، تقول سميرة أحمد عن طقوسها في الشهر الفضيل: «أعترف بأنني حريصة على الحفاظ على خصوصية شهر رمضان بكل تفاصيلها، فهو شهر أعتكف فيه على الفرائض والعبادة وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، وهذا ما يشغلني عموماً عن متابعة كل ما يعرض على الشاشة الفضية من منوعات أو أعمال درامية مختلفة أتابعها بعد انقضاء رمضان، وفي المقابل أنشغل في ما تبقى من الوقت بالمائدة الرمضانية التي أستمتع فيها بإعداد أطباقي بنفسي»، مضيفة «كل من يعرفني يتحدث عن طبق اللقيمات الذي عرفت بإتقانه في كل (الفريج) خلال شهر رمضان».

وأضافت سميرة أحمد في حوارها مع «الإمارات اليوم» إنها تعرضت للمحاربة من البعض بسبب اعتمادها على الوجوه الإماراتية لإعطائها الفرصة في الأعمال التي تنتجها، مشيرة إلى أن «الدراما التركية من العادات التي تسللت إلى الذائقة العربية وأسهمت في تدمير القيم والذوق العام»، مطالبة المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية بالاضطلاع بكامل مسؤولياتها في الحفاظ على الهوية، وتعزيز الثقافة المحلية والارتقاء بمضامينها وأهدافها.

وقالت «لهذه الأسباب دفعني هاجسي الشخصي المتعلق بمضامين الفن السامية التي يبحث عنها الفنان الإماراتي، إلى خوض تجربة الإنتاج من خلال ما استطعت تقديمه من أعمال درامية تابعها الجمهور المحلي مثل (وجه آخر وبنات شما وأحلام سعيد والغني والبخيل)، التي ارتبط أغلبها بالطابع المحلي الذي يحاكي خصوصية المجتمع الإماراتي، ويركز على أخلاقياته، ومقومات تعزيز الهوية الوطنية، لدرجة أنني حرصت على اعتماد الوجوه الإماراتية في كل الأعمال التي قدمتها، لكنني تعرضت للمحاربة، واكتشفت أن الحقيقة مختلفة تماماً عن مقومات الواقع السائد في الفن؛ ومع ذلك لم أفكر في لحظة من اللحظات في الانسحاب، رغم أن الوسط الفني الإماراتي يعاني قلة الفرص المفتوحة أمام الإنتاجات المحلية».

وعن مشاركتها في دراما رمضان المقبل، من خلال مسلسل «غمز البارود» الذي أشرف على كتابته عيسى الحمر وأخرجه للتلفزيون مصطفى الرشيد، قالت «سيكتشف الجمهور في هذا المسلسل شخصية جديدة أجسد من خلالها دور (ظبية) التي ظلمت طويلاً من الناس، ووصلت لمرحلة لم تعد قادرة فيها على الصمت والخضوع، فبدأت رحلة تحركها في كل الاتجاهات لإثبات حقها المفقود طوال السنوات الماضية».

وحول نصيبها من الأعمال الأخرى التي تشارك بها الفنانة في سباق الدراما الرمضانية هذا العام تقول، إن «الإشكالية هي تركيز قنواتنا ومؤسساتنا الإعلامية على الفترة الرمضانية لطرح مشاريعها الدرامية بالجملة، وهذا ما يطرح تحدي مشاركة الفنان في أكثر من عمل في الوقت ذاته، فكل الأعمال تأتي في الفترة نفسها؛ وهذا ينسحب على كل الحركة الدرامية في الوطن العربي تقريباً، ما يجعلنا نعيش ما يشابه المهرجان الدرامي الحقيقي، والماراثون غير المسبوق الذي لا يعيشه الفنان ولا المشاهد إلا خلال هذه الفترة الوجيزة من العام، بسبب مقتضيات المشاهدة والعائدات المالية العالية التي تحققها المؤسسات المنتجة من تسويق الدراما الخاصة برمضان». واستطردت «في الوقت الذي يشتكي الفنان الإماراتي بصفة خاصة من ندرة المشاركات خارج هذه الفترة، وتلك إشكالية طرحت في أكثر من مناسبة على المؤسسات الإعلامية في الدولة التي راهن بعضها على التجارب الإماراتية واعداً بمواصلة العمل على تكثيفها بهدف بث نوع من الحراك على الوسط الدرامي المحلي، لكن واقع الأشياء ظل للأسف ثابتاً لم يتغير».

وليس بعيداً عن الفن، وفي إطار موازٍ ينسجم مع رؤيتها الفنية، وعشقها الأول للفن، تختلف نبرة سميرة أحمد حين يتم التطرق إلى موضوع المسرح الذي افتقدته منذ عام 2013 بسبب عدم توافر الوقت وكثرة الارتباطات العائلية، فتستذكر ألق «اللحظات المنسية»، آخر عمل مسرحي جمعها برفاق الدرب وعشاق الخشبة، لتنتقل من ثم إلى الحديث عن الفن والمسؤولية المجتمعية للفنان ودوره الإيجابي في خدمة مجتمعه، الذي دأبت فيه سميرة أحمد على تلبية النداءات العاجلة ووصفته بالقول: «بالتوازي مع الفن، تعودت دوماً على دعم جهود المؤسسات العاملة في الحقل الاجتماعي من خلال ما أستطيع توفيره من مساعدة خاصة في بعض البرامج التوعوية الإذاعية التي تطرحها هذه المؤسسات، والتي أشارك بها سواء كممثلة أو منتجة منفذة أو في مجال الإعداد أحياناً».

تويتر