كلاي.. وداعاً أيها البطل

«وداعاً أيها البطل».. عبارة وحّدت كثيرين في جهات العالم المختلفة، أمس، بعد رحيل أسطورة الرياضة العالمية والشخصية المميزة في تاريخ القرن الـ20، محمد علي كلاي، الذي توفي في أحد مستشفيات فينيكس بولاية أريزونا عن 74 عاماً.

في الإمارات

زار الأسطورة محمد علي كلاي دولة الإمارات خلال السبعينات، وحظي باحتفاء خاص، وترحيب كبير، والتقى المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

كما زار كلاي دبي، وتسلّم درع نادي النصر.

ويضمّ الأرشيف الإماراتي العديد من الصور لكلاي، من بينها صورة مع وزير دولة للشؤون الخارجية الشهيد الراحل سيف غباش.

كلمات رثاء تليق بـ«الأسطورة» خطها زعماء العالم ومشاهيره، بعد أن وصلهم خبر وفاة كلاي، وتجمع محبو بطل العالم السابق في الملاكمة للوزن الثقيل محمد علي أمام النجمة التي تحمل اسمه في ممر الشهرة في هوليوود، حزناً على وفاة حفيد عبد أصر على تعلم الملاكمة، فحاز بطولات عالمية، وتصدى لما يراه ظلماً، وامتد تأثيره لما هو أبعد كثيراً من حلبات الملاكمة، إذ أصبح المتحدث غير الرسمي باسم ملايين السود والمقهورين في أنحاء العالم لرفضه المهادنة في آرائه ولوقوفه أمام السلطات البيضاء.

وأشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالملاكم الذي «قاتل من أجل الحق»، ليس داخل الحلبة فحسب، بل خارجها أيضاً. وقالت مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، وزوجها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، في بيان مشترك: «منذ اليوم الذي فاز فيه بالميدالية الذهبية في أولمبياد روما الصيفي في 1960، أدرك مشجعو الملاكمة حول العالم أنهم يشاهدون مزيجاً من الجمال والرشاقة والسرعة والقوة، والذي ربما لن يتكرر مرة أخرى».

وأشاد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بأسطورة الملاكمة الراحل، ووصفه

بأنه «أيقونة الحركة المدنية الأميركية».

وعلى «تويتر» أيضاً كتب الملاكم روي جونز بطل الملاكمة السابق الذي بدأ بزوغ نجمه في سنوات تألق كلاي: «هناك حزن كبير في قلبي، لكني راضٍ ومرتاح لأن الملاكم الأعظم يرقد في سلام في المكان الأعظم».

أما مايك تايسون، البطل السابق في الملاكمة في وزن الثقيل، فكتب عبر «تويتر»: «عاد البطل إلى السماء.. وداعاً أيها البطل العظيم».

وكتب رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون على «تويتر»: «محمد علي لم يكن بطلاً في الحلبة فقط بل كان بطلاً للحقوق المدنية وقدوة للكثيرين». وقال رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق في تغريدة: «خسر العالم أكثر من مجرد أسطورة في الملاكمة. لقد خسرنا أعظم شخص».

ونشرت المغنية مادونا صورتين لها مع كلاي على «انستغرام» وكتبت: «إن الكلمات تعجز عن وصف هذا الرجل.. الملك.. البطل.. الإنسان، لقد هزت وفاته العالم.. فليرحمه الله».

وكتب بيليه نجم كرة القدم البرازيلي السابق عبر «انستغرام»: «لقد تكبد عالم الرياضة خسارة كبيرة. كان محمد علي صديقي ونجمي المفضل وبطلي. قضينا بعض الوقت سوياً، ودائماً كان هناك اتصال بيننا طوال الوقت. الحزن كبير للغاية».

ولم يكن كثيرون ليختلفون على براعة كلاي الفائقة في أوج سطوع نجمه في الستينات، وبخفة حركة قدميه وقبضتيه استطاع أن يحلق كالفراشة ويلسع كالنحلة على حد تعبيره. وأصبح كلاي أكثر من مجرد شخصية رياضية براقة مثيرة للاهتمام، فقد انتقد بجرأة على سبيل المثال سياسة التمييز العنصري في الستينات، وكذلك حرب فيتنام.

وكاسيوس كلاي هو حفيد عبد، وقد أصر على تعلم الملاكمة لينتقم من صبي سرق دراجته الهوائية عندما كان طفلاً. وبسرعة أخذ يحقق بفضل قوة قبضتيه، النصر تلو الآخر، وغير اسمه إلى محمد علي بعد اعتناقه الإسلام عام 1964. وبعد أن أصبح بطل العالم بلا منازع في الوزن الثقيل، صدم الرجل «الأعظم»، كما كان يصف نفسه، الولايات المتحدة في 1967 برفضه أداء الخدمة العسكرية والتوجه للقتال في حرب فيتنام. وصرح في 17 فبراير 1966 ليست لدي مشكلة مع الفيتناميين الذين كانوا يقاتلون الأميركيين.

سجن كلاي وجرّد من الألقاب التي حصل عليها، ومنع من ممارسة الملاكمة ثلاث سنوات ونصف السنة بعدما أغضب غالبية الرأي العام الأميركي، لكن آخرين رأوا فيه أحد أعمدة الثقافة المضادة وبطل قضية السود الذين كانوا يناضلون من أجل المساواة في الحقوق. وتوقف كلاي عن اللعب نهائياً بعد 56 فوزاً في 61 مباراة، بينها 22 في بطولة للعالم، و37 بالضربة القاضية.

الأكثر مشاركة