المشاهدون يقسمون أوقاتهم واهتماماتهم بين المسلسلات بالتساوي
في استطلاع أجرته «الإمارات اليوم» على موقعها الإلكتروني حول فئة المسلسلات التي ستتابعها في رمضان، وانقسمت الى مسلسلات إماراتية، خليجية، مصرية، دول عربية أخرى، تساوت الأعمال الاماراتية والمصرية بنسبة 26% لكل منهما، كما تساوت الأعمال الخليجية مع الأعمال من دول عربية أخرى بنسبة 24% لكل منهما.
وقرار المتابعة لم يأتِ من فراغ، بل بدأ منذ أن بثت القنوات الفضائية العربية ما ستحمل في جعبتها من مسلسلات متنوعة، يربط معها الفرد يومياته الرمضانية، كجزء من تقضية الوقت وكفرصة لتقرّبه من فنانه المفضل ومراقبة آخر أعماله، وفي كثير من الأحيان تصبح المسلسلات حديث الناس بين بعضهم بعضاً في اللقاءات الكثيرة التي تحدث في شهر رمضان المبارك.
عودة الروايات تعود الروايات، هذا العام، لكبار الكتّاب إلى التصدر من جديد، روايات عديدة كتبها مؤلفون كانت لهم بصمتهم في تحويل شكل الدراما العربية قبل الألفية الجديدة، مثل الكاتب الراحل نجيب محفوظ وأسامة أنور عكاشة، عادت بقوة هذا العام، مع الجزء السادس من ليالي الحلمية، بعد 24 عاماً من الغياب، والذي سيمثل فيه شخصيات كانت حاضرة في الأجزاء الفائتة، مثل الهام شاهين، صفية العمري وغيرهما، مع العلم أن الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم كان سيشارك في العمل في شخصية (علي)، وبالرغم من أن الجزء الخامس من السلسلة لم يلقَ النجاح الكبير، كما الأجزاء الفائتة، لكن حالة الترقب حاضرة لدى المشاهدين، وسببها الفضول مع الجزء السادس الذي سيقوم بإخراجه مجدي أبوعميرة. وسيكون المشاهد ايضاً مع رواية أفراح القبة للراحل نجيب محفوظ، في مسلسل يحمل العنوان نفسه، وهو من بطولة اياد نصار، صبا مبارك، منى زكي، وغيرهم، وإخراج محمد ياسين. «خيانة وطن»
«خيانة وطن» من إنتاج «شركة سبوت لايت للإنتاج الفني»، تأليف إسماعيل عبدالله، من رواية ريتاج للدكتور حمد الحمادي، إخراج أحمد يعقوب المقلة، بطولة جاسم النبهان، أحمد إيراج، د. حبيب غلوم، فاطمة الحوسني، مرعي الحليان، بدرية أحمد، نور من الكويت، لطيفة المجرن وشفيقة يوسف من البحرين، آلاء شاكر، ونخبة من نجوم الإمارات. |
لا شك أن أدوات التعاطي مع جدولة أوقات العروض قد اختلفت، ففي استطلاعات اعتمدتها «الإمارات اليوم» منذ 10 سنوات كانت الأمور أكثر تعقيداً، حيث الأوراق التي تعلق على الثلاجات، أو توضع على الطاولة أمام التلفاز، وفي أقل تقدير اعتماد البعض على الأصدقاء في التوجيه وانتظار مكالمة للتذكير بالأوقات، أما اليوم وفي عصر التكنولوجيا الحديثة، باتت المسلسلات تتم جدولتها عبر الأجهزة الذكية، التي يضاف إليها رنين للتذكير في أوقات العروض، فلا خوف من نسيان مشاهدة مسلسل، حتى الجيل القديم المتمثل بالأمهات والجدات أصبح يرتبط مع تلك الأجهزة الذكية، واعتمادهن عليه بات واضحاً في كثير من المجالات، أقلها أن الأمهات والآباء الذين ينتمون لجيل الأربعينات أصبحت لديهم صفحات على «فيس بوك» ايضاً، وهذا مؤشر يدل على اكتساح العالم الذكي الجديد حياة كل فرد في العائلة.
لكن الشيء الثابت وغير المتحول حتى اللحظة، أن جهاز التحكم عن بعد مازال موجوداً، ومتعة حمله والتنقل من قناة الى أخرى لم تعد مشكلة بين أفراد العائلة، ببساطة لأن الأمر لا يحتاج الى تلفزيونات متعددة في المنزل، فمشاهدة المسلسلات أصبحت متاحة حتى عبر الأجهزة الهاتفية، وعلى الكمبيوترات المحمولة، والآي باد، وتلك العراكات واختلاف الأذواق بين أفراد العائلة الواحدة لم تعد ضرورية، ببساطة جملة «اذهب وشاهد المسلسل من خلال هاتفك» ستصبح دارجة كثيراً في أيامنا الحالية.
إذاً اليوم ستبدأ معالم الدراما الرمضانية العربية بالظهور، وخلال أسبوع سيبدأ المشاهد العربي باتخاذ قراره، إما بمتابعة العمل أو العدول عنه، أو تغييره الى عمل آخر، لكن لا شك أن ارتباط الفرد في شهر رمضان مع المسلسلات العربية بات ارتباطاً وطيداً، والأعمال بلهجاتها المختلفة أصبحت تدخل الى كل بيت عربي، يرى في نفسه شخصية في هذا العمل أو ذاك، لكن الأكيد أن غالبية الأعمال التي شاهدها المشاهد العربي من خلال الإعلانات عنها، تحمل الهمّ العربي الواحد والأمل الواحد.
فهذا العام وللمرة الأولى في تاريخ الدراما الإماراتية سيتم طرح مشكلة سياسية واجتماعية، في مسلسل يحمل عنوان « خيانة وطن»، ومن العنوان تستطيع التنبؤ بالفضول الذي سيعتري المشاهدين لمعرفة من خان الوطن، والخيانة التي لا يقبلها أي شخص على الاطلاق وقعها صادم، ولكنها تحمل الفضول لمتابعة القصة، وهذا الأمر تستطيع رصده من خلال ردات فعل المشاهدين على صفحة المسلسل، وهذا العمل من إخراج أحمد عقوب المقلة، وبطولة صالح زعل، فاطمة الحوسني، والمأخوذ عن رواية ريتاج للكاتب الدكتور حمد الحمادي، علماً أن من سيغني تتر المسلسل هو الفنان الإماراتي حسين الجسمي.
كما سيكون المشاهد على موعد مع المسلسل الكويتي «ساق البامبو»، المأخوذ عن رواية الكاتب سعود السنعوسي وسيناريو وحوار الناقد السينمائي رامي عبدالرازق، هذا العمل الذي تخبط كثيراً في ظروف انتاجه، حيث رفضت الكويت إعطاء الموافقة على تصويره، فاضطر فريق العمل للقدوم إلى إمارة رأس الخيمة وتصوير مشاهده، التي ستتضمن ايضاً مشاهد في الفلبين التي ذهب بعض فريق العمل الى هناك ليتمّمها، ايضاً من الممكن أن يخلق هذا العمل الفضول لدى المشاهدين لمعرفة قصته، خصوصاً للذين لم يقرأوا الرواية، المسلسل من اخراج محمد القفاص، وبطولة سعاد عبدالله، شجون، عبدالله البلوشي. وبما أن الحديث عن أمثلة قد تثير الفضول، فلابد من الإشارة الى أن متابعة تطور فنانين في أعمال مختلفة من الأمور التي يحب المشاهد العربي وضع رأيه فيها، مثل متابعة الفنانة نيللي كريم التي حصلت على جوائز عديدة، العام الفائت، بسبب دورها في مسلسل «تحت السيطرة»، وهذا العام ستطل بدور رئيس في مسلسل «سقوط حر»، ومثلها الفنانة غادة عبدالرازق، التي ستطل هذا العام في مسلسل «الخانكة».