حبيب غلوم: الوطن خط أحمر

دعا المنتج المنفذ ونجم الدراما المحلية حبيب غلوم جميع الإماراتيين، والمقيمين، إلى متابعة مسلسل «خيانة وطن» الذي يعرض على قناة «أبوظبي»، والذي يكشف حيل وألاعيب فئة استباحت لنفسها حرمة الوطن، فقررت خيانته.

وقال غلوم لـ«الإمارات اليوم»: «مسلسل (خيانة وطن) يحمل قيمة تثقيفية عالية، رسالتها الرئيسة أن الوطن خط أحمر، وتقترب فيه الدراما، بل تلتصق، بأحد أهم أهدافها، وهو نشر التوعية والتصدي للقضايا الملحة، برؤية فكرية وجمالية متسقة، لا تستهدف مجرد الترفيه».

شرف وتفرغ

قال الفنان حبيب غلوم، الذي يقوم بجهود المنتج المنفذ لمسلسل «خيانة وطن»، إلى جانب قيامه بدور «ثاني»، وهو الشخصية رقم اثنين في التنظيم السري لـ«الإخوان المسلمين»، حسب السياق الدرامي للعمل، إنه سعى في ترشيحه للفنانين المشاركين في العمل، مع مخرجه أحمد المقلة، لأن تتسع قائمة المشاركين فيه لتوفير فرصة «شرف المشاركة» في عمل وطني مهم لأكبر عدد ممكن.

وتابع: «الكثيرون من الفنانين فضلوا المشاركة في إنجاز (خيانة وطن) وضحوا بأعمال أخرى، وهذا ما حدث معي، ومع الفنانة هيفاء حسين أيضاً، أما كاتب النص إسماعيل عبدالله، فقد قضى موسماً كاملاً في إبداعه، ضحى من أجله بمشاركته السنوية بنص جديد في (أيام الشارقة المسرحية)».

نجوم وليسوا «كومبارس»

قال حبيب غلوم إن الحلقات المقبلة في مسلسل «خيانة وطن» ستكشف مزيداً من المفاجآت في الدوائر الاجتماعية لفئة آثرت أن تخون الوطن، تكشف حجم التناقضات والتشوه النفسي الذي يعانونه.

وتابع: «لدقة العمل وخصوصيته، كان التوجه للاستعانة بنجوم في مختلف مشاهد العمل، وعدم الاعتماد في الأدوار، التي تتطلب مشاهد محدودة، على ممثلين مغمورين أو كومبارس، لذلك فقد جاء العمل في عرضه النهائي متخماً بالنجوم».

ومع ردة الفعل الإيجابية التي صاحبت عرضه، وبدت واضحة على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، توقع غلوم أن يظهر بعض المغردين خارج السرب، في حملة ضد «خيانة وطن».

 

واستقبل غلوم مؤشرات تصدر المسلسل نسب المشاهدة في يومه الأول، بتأكيده على وعي المشاهد الذي يتفاعل مع الأعمال التي تجعل من واقعه وقضايا مجتمعه ذات الأولية، في بؤرة اهتمامه. والعمل أخرجه أحمد المقلة، سيناريو وحوار إسماعيل عبدالله، نقلا عن رواية «ريتاج» للإماراتي حمد الحمادي.

وأضاف غلوم: «التطور الدرامي لـ(خيانة وطن) سيضع المشاهدين أمام منحنى آخر لأحداث ووقائع، وتحقيقات ربما علم نتائجها الرسمية، لكن يبقى السياق الاجتماعي للشخصيات هو المحرك للأحداث، وهو سياق يكشف، ضمن الكثير من التفاصيل، الخواء النفسي والروحي، والتناقض الفكري لمنتسبي التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين».

ورغم ردة الفعل الإيجابية، سواء بالترحيب الواسع بعرض العمل، أو التي تلت بث حلقته الأولى، أول من أمس، فإن غلوم توقع هجوماً في وسائل التواصل الاجتماعي من قبل بعض من يعيشون غياً فكرياً، ووقعوا في شراك ضلالة تلك الجماعات، مضيفاً: «علمتنا التجارب أن خفافيش الظلام يظهرون في توقيتات بعينها، ونتوقع ظهورهم بالفعل ليأخذوا موقفاً مضاداً من عرض العمل الذي يفضح الضحالة الفكرية والتشوه النفسي لفئة خانت الوطن».

ورأى غلوم أن الدراما الإماراتية دخلت بعرض الحلقة الأولى من العمل منعطفاً جديداً، تنفتح فيه بطرح جريء على كل ما يهم الوطن والمواطن، بما في ذلك تلك القضايا التي كان يعتقد المؤلف والمخرج والمنتج أن من الأفضل عدم الولوج إليها، مضيفاً: «عرض (خيانة وطن) بمثابة منعطف جديد في الدراما المحلية، وعلى الرغم من إيجابياته العديدة، إلا أنني أحذر من فئة راكبي الموجة الذين سيزجون بأنفسهم للتصدي لقضايا بالفعل تكتسي حساسية كبيرة، وتحتاج إلى دقة وإخلاص في الطرح، وهنا قد نقع في إطار فوضى درامية لا أتمنى أن نصل إليها».

وتابع: «تظل الدراما خصوصاً والإعلام المرئي عموماً وسيلة مثالية لتوصيل الرسائل المرادة للجمهور، وإذا كنا عانينا في مراحل سابقة، ولانزال، من المنتج الإعلامي الهابط، وتأثيره في سلوكيات أبنائنا، فإن التأثير الإيجابي للدراما الهادفة والمسؤولة يبدو مضاعفاً حينما تقوم بطرح قضايا تتعلق بأمن الوطن واستقراره».

وجدد غلوم مناشدته بالتمعن في الرسائل التي يحملها «خيانة وطن»، مضيفاً: «كل المشكلات والتحديات قابلة لأن تعود في صور وأشكال أخرى، لكن الوعي يبقى حائط الصد الأساسي الذي يجابهها، وأزعم أن الناس مع توالي قيام الإعلام عموماً، بما في ذلك منتجه الدرامي، بدوره، قد أضحى لديهم هذا الوعي، الذي لا يمكن أن تنطلي عليه (الخديعة) مرة أخرى».

 

الأكثر مشاركة