رحيل مؤسس «النخي»
عن عمر يقارب الـ120 عاماً، رحل أمس مصبح بن عبيد بن مصبح الخميساني الظاهري (1896 - 2016)، الذي يعد من أوائل من مارسوا الصحافة في الإمارات.
وأقيمت صلاة الجنازة على الظاهري عقب صلاة عصر أمس في العين التي ولد وعاش فيها، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة المعترض بالعين.
ويعد مصبح بن عبيد الظاهري، الذي تعلم الكتابة والقراءة والحساب على يد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الأول، عم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، من أوائل الذين مارسوا الصحافة في الإمارات، إذ أسس مجلة «النخي» عام 1934، وكان يكتب موادها بقلمه على أكياس الورق وسعف النخيل ويعلقها في مقهى صغير كان يملكه في مدينة العين، وكان يقرأ المادة لمن لا يجيد القراءة والكتابة، واستمرت هذه المجلة 16 سنة متواصلة. أما فكرة المجلة فبدأت عندما دوّن الظاهري على كيس من الورق فوائد حبوب «النخي» (الحمص المسلوق) وعلقها على واجهة المقهى، بهدف تنشيط مبيعات النخي، وحظيت الورقة باهتمام الرواد فقام بنسخها وتوزيعها، وتطورت الصحيفة لاحقاً برصد أخبار المجتمع المحلي عن الولادات والأعراس، والقوافل التجارية، ثم حدث تطور آخر حين بدأت المجلة تنقل الأخبار عن إذاعتي صوت العرب ولندن.
وإلى جانب عمله في الصحافة، كان الظاهري تاجراً معروفاً، فكان أول من شيّد محال تجارية مـن الطين في سوق العين القديم. وأول مـن أسس بنايـة تجاريـة مـن الطين، ومغسلة للثياب، في وقت كانت أداة الغسيل فيه الطين والماء، ولم يكن الصابون قد عرف بعد في المنطقة.
أما مقهى «النخي» فكان أول مقهى شعبي، وكان في ذاك الوقت ملتقى ثقافياً وترفيهياً للسكان، واشتهر من خلاله ببيعه «النخي والشاي والقهوة»، التي كان يجلبها بكميات كبيرة من دبي مُحمّلة على ظهور الجمال، واهتم مصبح الظاهري بالمقهى اهتماماً كبيراً، فزوده بجهاز «البيشثختة» أو «الغرامافون» الذي يستخدم في تشغيل أسطوانات موسيقية اشتراها مصبح من أحد تجار دبي، وكانت تحمل مجموعة من مطربي ذاك الزمان، ثم بعد ذلك اقتنى جهاز الراديو بعد أن رآه مع جندي من جنود الإنجليز.
كذلك كان للراحل إسهامات شعرية، فقد كتب الشعر في أغراض مختلفة، فكتب في مدح حكام الدولة، ووصف إماراتها المختلفة، كما كتب في الغزل وغيره من الأغراض الأخرى.