فتوة «حارة الشيخ»: لا نقلد أحداً
نفى الفنان السعودي محمد بخش، أن يكون مسلسل «حارة الشيخ»، الذي يعرض حالياً على شبكة تلفزيون «إم بي سي»، تقليداً للمسلسل السوري الشهير «باب الحارة»، الذي يعرض الجزء الثامن منه على الشبكة نفسها، معتبراً أن المقارنة بين العملين واردة، ولكن يظل لـ«حارة الشيخ» خصوصيته، فهو بعيد كل البعد عن غيره من الأعمال المعروضة خلال شهر رمضان، مؤكداً: «نحن لا نقلد، ولا نخاف المقارنة».
وقال بخش في حواره مع «الإمارات اليوم»، إن «الحارات موجودة في كل بلد عربي، ولكن كلاً منها يحمل صفات البلد الذي ينتمي إليه، إضافة إلى وجود قيم مشتركة توجد في كل مجتمع وكل حارة عربية، إلى جانب تقارب العادات والتقاليد، وطباع الناس وطيبتهم». وأضاف: «نحن على ثقة بأننا نقدم عملاً يختلف كلياً عن (باب الحارة)، وغيره من الأعمال، وعموماً المقارنة ستكون لصالحنا فـ(باب الحارة) يوشك على الانتهاء في الوقت الذي نبدأ نحن فيه وهذا هو الفاصل، كما أن (حارة الشيخ) مميزة بنجومها وفنانيها وكل العاملين فيها»، موضحاً أن «تقديم أجزاء أخرى من العمل لم يحسم بعد، وهو متروك لصنّاع المسلسل وللصدى الذي يحققه الجزء الأول». كما نفى «فتوة حارة الشيخ» أن تكون في المسلسل أي أفكار أو إسقاطات سياسية، فهو يقدم صورة افتراضية للحياة في الحارة السعودية، وتحديداً الحجازية، في زمن افتراضي يقدم له المسلسل مقاربة مع الواقع، مرجعاً أهمية العمل إلى كونه أول عمل حجازي تقدمه «إم بي سي»، بشكل مختلف وأسلوب جديد.
دعم إماراتي
عبّر الفنان محمد بخش عن تقديره لما وفرته دولة الإمارات بشكل عام، وإمارة أبوظبي بشكل خاص، من إمكانات ودعم كبير لتنفيذ «حارة الشيخ»، إذ تم تشييد استديو على مساحة خارجية تبلغ 5800 متر مربع في موقع تابع لمدينة خليفة الصناعية بأبوظبي (كيزاد)، على شكل حي قديم يحاكي مدينة جدة السعودية في أواخر القرن الـ19. |
وأشار بخش إلى أن «حارة الشيخ» يسلط الضوء على الثقافة الحجازية، التي تكاد أن تكون مهمشة في الأعمال الدرامية السعودية، فالإنتاج السعودي اهتم بجوانب عدة من التراث، ولكنه لم يهتم بالتراث الحجازي تحديداً، مرجعاً ذلك إلى أن التلفزيون السعودي له خط معين في ما ينتجه من أعمال. واعتبر أن إقدام «إم بي سي» على إنتاج هذا العمل يعد تحدياً مهماً يصب في مصلحة الجميع، مشيداً بالدعم الكبير الذي توفر للعمل منذ البداية. وأضاف بخش: «تفرّغت لهذا العمل لأنني حجازي، وكنت أحلم بتقديم مثل هذا العمل للجمهور العربي، وأن تصل لهجتنا الحجازية لكل الدول العربية بسهولة»، لافتاً إلى أن «المسلسل يجمع كثيراً من النجوم والفنانين الشباب الذين أتيحت لهم الفرصة لتقديم شخصيات جديدة، فالعمل لا يعتمد على بطل بعينه، ولكن على البطولة الجماعية، وكل الشخصيات لها ثقلها في الأحداث».
وأشار الفنان السعودي إلى أنه «لا يخشي من أن يكرهه الجمهور بسبب شخصية (درويش) فتوة الحارة في المسلسل»، لافتاً إلى أنه «بقدر ما يشعر المشاهد بالكره للشخصية التي يؤديها الفنان، بقدر ما يكون نجاح الفنان في تجسيد هذا النمط من أنماط الشر»، موضحاً أن «شخصية (درويش) ديكتاتور الحارة وفتوتها، ليست شريرة تماماً، فهي تحمل بعض الخير كما تحمل الشر، وهو ما يظهر في علاقته الطيبة مع صبيانه المحيطين، كما كانت لديه مبادئ لا يتنازل عنها، أهمها أنه يرفض القتل والسرقة». وقال: «كان فتوة الحارة قديماً يتمتع باحترام ومكانة خاصة لدى سكان الحارة، لأنه كان رمزاً الشجاعة والقوة بالنسبة لهم». وعن المنافسة الدرامية الشرسة في شهر رمضان، ذكر محمد بخش: «إن العمل الجيد يفرض نفسه، سواء في رمضان أو غيره»، معتبراً أن «مافيا الإعلان» هي التي تقف وراء الازدحام الدرامي في الشهر الفضيل، إذ تضغط على المنتجين وصناع الدراما من أجل تقديم أعمالهم في هذا الشهر، وهو ما يخلق ازدحاماً يشعر معه المشاهد بالضياع.
وأضاف: «كمنتج لا أحب طرح أعمالي خلال رمضان، فأنا لا أحبذ العمل في هذا الجو المزدحم، إذ ينتج الجميع أعمالهم في وقت واحد، ويتم التصوير في توقيتات متزامنة، ثم تعرض الأعمال في الوقت ذاته، وكل هذا يأتي على حساب المشاهد وعلى حساب الأعمال الدرامية نفسها، ولا يستفيد من هذا التزاحم سوى (مافيا الإعلان)». وأشار إلى أنه «أنتج العام الماضي مسلسلاً تاريخياً بعنوان (أوراق التوت)، ورغم أنه حصل على جائزتين، إلا أنه لم يحظ بنسب مشاهدة مرتفعة، وكثير من المشاهدين لم يتمكنوا من متابعته عند عرضه في رمضان، بسبب المنافسة الشديدة على العرض».