لابتعادها عن الواقع وتركيزها على نماذج مكررة

دراما خليجية في مرمى نيران المشاهدين

صورة

رغم تأكيدات صناع الدراما الخليجية على حرصهم على تقديم واقع مجتمعاتهم في ما يقدمونه من أعمال درامية، إلا أن المسلسلات الخليجية وجدت نفسها هذا العام في مرمى نيران المشاهدين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، عبر مجموعة من الوسوم (الهاشتاجات) التي تصدرت هذه المواقع، خصوصاً «تويتر».

«المسلسلات الكويتية لا تمثلني» هو أحد الوسوم النشطة التي شهدت مشاركة واضحة من جمهور الكويت على «تويتر»، وهاجم المشاركون فيه المسلسلات الكويتية التي تعرض هذا العام، وانصبت أسباب الهجوم في الأساس على إصرار صناع هذه الأعمال على الابتعاد عن الواقع الكويتي، وتقديم صورة غير واقعية للمجتمع وأفراده، من خلال شخصيات ونماذج لا تمثل غالبية أفراد المجتمع، «فليس كل الكويتيين يمتلكون شركات خاصة، ولا يذهبون إلى البحر كلما شعروا بالضيق، وغير صحيح أن كل العائلات فيها شاب مغازلجي وبنت جريئة»، أو أنهم مدللون ومميزون عن غيرهم كما يظهر في المسلسلات.

من جانبهن، أشارت الفتيات المشاركات في الوسم إلى أنه ليست هناك فتاة أو سيدة تستيقظ من نومها وهي تضع «مكياج كامل»، ولا يستخدمن مستحضرات التجميل إذا ما ذهبن إلى المستشفى في حالة طارئة أو إلى الجمعية، ولا يرتدين أزياء فاخرة طوال وقت وجودهن في المنزل. كما انتقد رواد «تويتر» اللهجة التي يستخدمها الممثلون في المسلسلات المعروضة، والتي تختلف عن اللهجة الكويتية في كثير من التفاصيل، وكذلك التكرار والإيقاع البطيء في معظم هذه الأعمال.

في المقابل، اعتبر مشاهدون أن ما يقدم في الدراما لا يختلف عن الواقع، وأن الشخصيات والقضايا التي تتناولها المسلسلات ليست مختلقة، لكن تناولها في الأعمال الدرامية يسلط عليها الضوء بشكل مكثف. أما مسلسل «ساق البامبو» فانقسمت حوله آراء المشاهدين، فالبعض اعتبره من أفضل الأعمال المعروضة حالياً، وأنه يعالج قضية لم تثر من قبل، والبعض الآخر وجد أنه يطرح قضية غريبة عن المجتمع الكويتي ولا تمثله. ومن الناحية الفنية، نال العمل قدراً من الانتقادات، باعتباره يقدم صورة باهتة لرواية متميزة، وأن المسلسل جاء أقل بكثير من مستوى الرواية التي كتبها سعود السنعوسي، وحصلت على جائزة «البوكر» عام 2013. كما كانت الممثلة الفلبينية، مرسيدس كابرال، التي تلعب دور الخادمة «جوزفين» في المسلسل موضع اهتمام المشاهدين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين دشنوا وسماً خاصاً باسمها، أشادوا فيه بأدائها وحضورها في المشاهد القليلة التي ظهرت فيها، قبل أن ينقلبوا للهجوم عليها، بسبب المشهد الجريء الذي قدمته في العمل.

ورغم نجاحه الجماهيري الواسع، لم يسلم مسلسل «سيلفي» من نيران الهجوم، فاعتبره البعض يستغل القضايا الشائكة للفت انتباه المشاهدين وتحقيق نسب مشاهدة عالية، ووجد البعض أن معالجة العمل لهذه القضايا يتم بطريقة سطحية في بعض الأحيان، وفي أحياناً أخرى يتم تضخيم الأمور بطريقة تخالف المواقع.

الأمر نفسه تكرر مع المسلسل السعودي «حارة الشيخ»، فبينما وجد فيه البعض خروجاً عن نمط المسلسلات المألوف، وبحثاً عن قضايا وموضوعات مختلفة، هاجمه كثير من المشاهدين باعتباره بعيداً تماماً عن البيئة الحجازية الحالية، رافضين وصف صناع العمل له بـ«الفانتازيا»، كما انتقدوا ضعف الحبكة الفنية للعمل، والأخطاء في اللهجة والأزياء.

هذه الانتقادات لا تمنع وجود أعمال خليجية جيدة، أشاد بها الجمهور ويحرص على متابعتها، من بينها «غمز البارود»، و«مكان في القلب»، و«جود»، و«بائعة النخي»، وغيرها.

.

تويتر