إيمان البابلي.. تكوينات الحروف بنزعة معاصرة
احتفالاً باليوم العالمي للشباب نظمت جمعية الإمارات لبيوت الشباب في دبي، معرضاً للفنانة إيمان البابلي، إلى جانب مجموعة من الفنانين الشباب، الذين قدموا أشغالهم اليدوية وأعمالهم الفنية وفق رؤى تبرز مواهب واعدة. وقدمت البابلي مجموعة من أعمالها الفنية التي حملت نزعة معاصرة معتمدة على تقنية «الديجتال آرت»، التي تمزج فيها بين تكوينات الخط العربي والألوان، لتنتج منها لوحات مؤلفة من طبقات وألوان متداخلة.
فاطمة عبدالله
قدمت فاطمة عبدالله محمد (15 عاماً)، لوحات مقلدة لمشاهير الرسم، من بينهم بيكاسو، لافتة إلى أن موهبة الرسم موجودة بداخلها منذ الصغر، فتقدم أعمالها من خلال وسائط متباينة ومنها الرصاص والأكريليك، فالرسم هو هوايتها. أما عن تقليد تقنية المشاهير، فأشارت إلى أنها تبدأ بتقليد الرسم بالرصاص، وبعدها تبني الألوان بشكل متشابه قدر الإمكان، منوهة بمساعدة والديها ودعمهما لها. وعبرت محمد عن طموحها إلى تقديم ورش عمل فنية للأطفال في المستقبل. موسيقى تخلل المعرض، الذي جمع الفن بأشكال متعددة، العزف على الموسيقى والغناء، بحيث قدمت مجموعة من الأغاني القديمة بمصاحبة العزف على آلة العود، ما أثار جواً فنياً خاصاً في المعرض، وقد تفاعل الموجودون مع الموسيقى والعزف. كما قامت بعض المواهب بالرسم أمام الحضور، فكان الجمهور على تماس مباشر مع الفن. |
ضم المعرض مجموعة من الأشغال اليدوية التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة من خلال إعادة التدوير وتقديم بقايا الأدوات المنزلية، فتصبح لها استخدامات جديدة بعيدة عن استخداماتها الأساسية. وإلى جانب ذلك حمل المعرض مجموعة من أعمال الفنانة، إيمان البابلي، التي قدمت أيضاً لوحات من مقتنياتها وهي مجموعة أعمال تعود لكل من عبدالغفار شديد، وطاهر عبدالعظيم، وحكيمة بحراني. وتحمل هذه المقتنيات الألوان الدافئة والهادئة التي تبرز جوانب الحياة البسيطة بقرية في النوبة في أعمال شديد، حيث تبرز البيوت الملونة واللباس في هذه القرية، وبساطة منازلهم، بينما يقدم الفنان طاهر عبدالعظيم المشاهد الطبيعية في ألوان ترابية دافئة. أما الفنانة الإيرانية، حكيمة بحراني، فتحمل في لوحاتها الوجوه الغنية بالملامح المتعبة والمثقلة بهموم رسمتها السنين فباتت هي الأساس في الملامح.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لبيوت الشباب، جاسم علي عبدالله رجب، لـ«لإمارات اليوم»، إن «تنظيم المعرض أتى ضمن احتفال الإمارات باليوم العالمي للشباب، وهو بالتنسيق مع الهيئة العامة للشباب والرياضة التي تقيم الكثير من الفعاليات، ويضم الكثير من العارضين من مختلف الأعمار، إذ تبدأ أعمار المشاركين من سن التاسعة، وتصل إلى 14 عاما». ولفت رجب إلى أن المعروضات تتباين بين الفن وإعادة التدوير، والدمج بين العمل اليدوي، والعمل التقني، واستغلال الطبيعة في الرسم، مشيراً إلى أن اختيار المشاركين أتى تبعاً للأعمال التي قدموها والتي تندرج ضمن خانة الحفاظ على البيئة، خصوصاً أن ثاني أوكسيد الكربون في ارتفاع متزايد، والمعرض يحمل التوجه للإسهام وتثقيف الشباب بهذا الفكر، كي تكون الإمارات من الدول السباقة في الحفاظ على البيئة وتخفيض نسبة ثاني أوكسيد الكربون. وشدد على أن الجمعية تستوعب الشباب وتستغل طاقاتهم في ما يعود بالنفع على دولة الإمارات والمجتمع، مؤكداً أن فئة الشباب هي مستقبل أي دولة، لهذا يضعون دورة برامج كاملة تنظم خلال السنة، لتطويرهم ودعمهم. وقدمت العراقية، بتول جاسم، الأشغال اليدوية المصنوعة من مواد موجودة في المنزل، ومنها الأقراص الصلبة، أو علب الأطعمة المحفوظة، والعلب الخاصة بعجينة الصلصال التي تعيد تدويرها وتستخدمها لتقدم منها أوعية حافظة للإكسسوارات والأغراض، أو تستخدمها في تزيين إطارات الصور، أو لتستخدم كقواعد للشموع. ولفتت إلى أنها تقدم الورش الفنية للطلاب في المدارس كي تساعدهم على تعلم صناعة الأشغال اليدوية، مشيرة إلى أن أعمالها غالباً ما تصنع من مواد متوافرة في المنزل. وأكدت أن العمل اليدوي يحتاج إلى الكثير من الوقت والدقة، ولاسيما الخياطة التي تعد من أكثر الأمور التي تتطلب الوقت، حيث تحيك البيوت، التي تغلف كتاب القرآن الكريم، أو حتى الكتب المدرسية، وهي أكثر أشغالها اليدوية التي تتطلب الدقة والوقت. من جهتها لفتت إيمان البابلي إلى أن أعمالها الموجودة في المعرض منفذة عبر تقنية الديجتال آرت، منوهة إلى أنها تكوّن اللوحة من مجموعة طبقات تقدم وفق تركيب وتكوين فني جمالي، فتستخدم الخط العربي وتخرجه من مكنونه الأساسي، ليصبح أكثر تعبيراً عن الجمال. وأشارت إلى أن اختيار التكوينات والألوان عبارة عن موهبة، ورؤية خاصة لدى الفنان، موضحة أن العمل يستغرق الكثير من الوقت، ولكنه لا ينتهي إلا حين يكتمل في عيون الفنان، فاللوحة قد لا تأخذ أكثر من شهر كي تنجز فقط لأنها لم تكتمل بعين الفنان وليس لأنه يعمل يومياً عليها. أما عن مقتنياتها، فأشارت إلى أنها تضم لوحات عبدالغفار شديد التي تبرز حياة النوبة، إلى جانب لوحات للدكتور طاهر عبدالعظيم، والفنانة الإيرانية حكيمة بحراني، موضحة أنها تجمع اللوحات لأنها تبحث عن الجمال، وتبحث عن الفن، ولأنها تؤمن بالتبادل الثقافي.وشاركت الإماراتية، فاطمة الشامسي، في المعرض من خلال مجموعة من رسوماتها في فن الغرافيتي، التي تقدم فيها الحروف المتداخلة والمركبة وفق تكوينات متداخلة. وأشارت إلى أنها تحب هذا النوع من الحروف، ولهذا تنمي الموهبة من خلال الدراسة، معتبرة أن فن الغرافيتي من أكثر الفنون التي تجذبها، وتكرس له الوقت، لأن الفكرة والتكوين هما اللذان يحتاجان إلى الوقت والترتيب.