مشروع يهدف إلى تغيير وجه المنطقة وجذب السياح

«الغرافيتي» يحوّل جدران الكرامة إلى معرض فني

صورة

تحولت الجدران البيضاء الخاصة بالمباني في منطقة الكرامة الى لوحات فنية غنية بالرسومات الغريبة المحملة بلمسات تراثية تعبر عن الإمارات والثقافة في البلد، وذلك من خلال مشروع فني نفذ على واجهات المباني الخاصة بمركز الكرامة للتسوق، فأحال التجول هناك إلى ما يشبه التجول في معرض فني مفتوح لفن الغرافيتي. ويهدف المشروع الذي أطلقته وصل للعقارات إلى تغيير وجه المركز وتوفير تجربة تسوق أفضل للمقيمين في المنطقة وزوارها من السياح.

مسابقة

يضم مشروع الوصل مجموعة من الجدران التي تحمل الكثير من الرسومات، بحيث قدمت 24 رسمة على 12 مبنى، إذ لكل مبنى واجهتان، وكل واجهة تحمل رسمة مختلفة. وستكون واحدة من الرسومات عبارة عن مسابقة مفتوحة للجمهور، حيث يطلب منهم التركيز على أبعاد العمل الفني والتعرف إلى مضمونه، كونه يحمل الكثير من الغموض. وسيحصل الفائز الذي يتوصل إلى الإجابة الصحيحة على جائزة مالية تقدمها وصل للعقارات. ومن المقرر أن يعلن عن المسابقة فور الانتهاء من هذه الرسمة الغامضة.

وقال مؤسس شركة «غرافيتي»، وهي الشركة المنفذة للمشروع، محمد عبدالرحيم أحمد، إن «فن الغرافيتي معروف بكونه فن الشوارع، لكن في الواقع كل ما يتوافر في المنطقة ليس متخصصاً، لذا قررنا تطبيق الفكرة بطريقة احترافية، وأسسنا الشركة، ونتولى القيام بمشاريع من أجل نشر هذا الفن أكثر». وأضاف: «بعد عامين من وجود الفكرة، سافرنا واتفقنا مع شركة متخصصة، تنتج فن الشوارع بطريقة محترفة، ولدينا رخصة في دبي، والبداية كانت من خلال مشاريع صغيرة، ولكن مع الوقت بدأت تكبر المشاريع، وقدمنا مشروعاً في القرية العالمية، والآن مشروع الكرامة». وأشار أحمد الى أن اختيار رسومات المشروع تتبع طبيعة المنطقة، لأنها يجب أن تعكس روح المكان، وكل فنان له تخصص معين، وبالتالي يتم اختيار الفنان تبعا للمشروع والمكان وطبيعة الرسومات التي يجب تقديمها. وشدد على ان الفنانين العرب في فن الغرافيتي قلة.

وحول مشروع الكرامة، لفت الى أن المكان عبارة عن سوق، ولهذا تم اختيار الرسومات التي لا تسبب الملل للمتسوقين، فتم العمل على ايجاد مشهد متنوع، فوضع في آخر سوق الكرامة رسومات لأحواض السمك لأنها قريبة من سوق السمك، الى جانب اختيارنا للصور التراثية القديمة، والمعروفة في الإمارات، منها الصقر والأسد، فهي حيوانات موجودة في البيئة. وأضاف: كما وضعنا القارب المعروف أنه تقليدي، ودمجنا المكان بين الماضي والحاضر، فأتت تحمل امتداداً زمنياً بين القديم والجديد.

وحول الصعوبات التي واجهت تنفيذ المشروع، لفت الى أنها تكمن في البداية مع إيجاد الفنانين المناسبين وايجاد من يمكنهم تقديم العمل ضمن الوقت المحدد، إلى جانب النوعية الجيدة للرسومات، وثالثاً تقبل الناس في البداية للغرافيتي، لأن هناك رسومات تتخطى حدود الكلام بشكل لا يتوقعونه. وحول الوقت الذي تحتاجه المشاريع كي تنجز، شدد على أنها تعتمد على المساحة والتصميم وتصل الى أسبوع في الأماكن الصغيرة، بينما تمتد أسبوعين في الأماكن الكبيرة، منوها بأن مشروع الكرامة استغرق شهراً كي ينجز بشكل كامل.

وقالت المدير التنفيذي لإدارة العقارات والتسويق في وصل للعقارات، زينب محمد: «تعدّ الكرامة واحدة من مناطق التسوق الأكثر حيوية ونشاطاً، وتتيح للزوار أجواء فريدة، ولهذا اكتسبت شهرة على نطاق واسع بين المقيمين والسياح على حد سواء». وأضافت أن استراتيجيتنا تهدف الى تعزيز جودة المعيشة في دبي عن طريق سلسلة من الأنشطة التي تكون موجهة للارتقاء بمكانة دبي لتبقى الوجهة الرائدة للعمل والزيارة والعيش. وشددت على أن المجموعة تعمل على تحقيق التناغم بين أهدافها وبين محاور «خطة دبي 2021»، لذا كان الهدف الرئيس من المشروع توفير تجربة ثقافية غنية مع طيف واسع من الخيارات الفنية والترفيهية. وأكدت على ان الأعمال الفنية الراقية ستكسب الكرامة وجها حضاريا جميلا، لما تشتمل عليه من ألوان جذابة وخطوط إبداعية لتكون أكثر متعة للسكان، كما ستكون هذه الأعمال نقطة جذب للسياح والمقيمين في مناطق أخرى من دبي. ورأت زينب أن الأعمال الإبداعية بطابعها الحيوي تضفي لمسات فنية بذوق رفيع، وتوفر عنصرا لطيفا على واجهات المباني يبهج الناظرين، وقد لوحظ أن لها دوراً في جذب الزوار من مناطق أخرى.

وأكد الفنان الماليزي موريس موراي، الذي شارك في رسومات مشروع الكرامة، أنه قدم رسومات ثلاثية الأبعاد في المشروع، مؤكداً أنه أحب هذا الفن منذ أيام الدراسة حيث كان يرى الأعمال على الجدران في مشواره اليومي الى الجامعة عبر القطار، وبدأ يتعرف أكثر إلى الفن مع الوقت. واعتبر أن اختياره للألوان يعود الى البيئة المحيطة، وإلى ثقافته حول أفضل الألوان التي تناسب التصميم الذي يعمل عليه، لاسيما أنه يعمل على التأثير اللوني في الطبيعة. أما حول التحديات خلال العمل على الجدران في الطريق، فأشار الى أنها تختلف من مشروع الى آخر، ولكنها تمثلت في هذا المشروع بالحرارة والجوع، حيث نفذ المشروع خلال الصيام، وكان عليه أن يتحمل العمل في الخارج في الريح القوية في بعض الأحيان.

تويتر