فنانون عرب: أعمالنا تستحق المنـافسة على «الإيمي»
أكد فنانون، وصنّاع مواد إعلامية ودرامية، أن الدراما العربية قادرة على المنافسة على جائزة الإيمي، وغيرها من الجوائز العالمية، لكن تكمن المشكلة في تقاعس المنتجين عن المشاركة في هذه الجوائز، مشيرين إلى أن العالم العربي ثري بتنوعه الثقافي والاجتماعي، وغني بالمهارات القادرة على صناعة أعمال متميزة.
ياخور: الدراما السورية قادرة على العودة أكد الفنان باسم ياخور أن الدراما السورية مازالت قادرة على الوقوف على قدميها، رغم الظروف الصعبة التي تحيط بها، والعودة سريعاً بمجرد توقف هذا النزيف الفظيع، الذي يحدث في كل شيء بسورية، معتبراً أن مهمة الدراما السورية، في الفترة المقبلة، هي تكريس فكرة المصالحة الاجتماعية، وقبول الآخر في ظل حالة الانقسام، التي يعيشها الشعب السوري حالياً. ياخور، الذي ذكر أنه أصبح ضيف شرف في الدراما السورية، في ظل الأوضاع القائمة، والتي أدت إلى ترك كثير من الفنانين والمبدعين والأطباء وغيرهم وطنهم والإقامة في الخارج، أوضح أن أزمة الدراما السورية لا تقتصر على صعوبة التسويق فقط، لكنها تمر بأزمة اجتماعية وإبداعية. وأضاف: «في بلد يعاني حالة حرب حقيقية، ومجتمعاً منقسماً، وإشكاليات سياسية عميقة، من الطبيعي أن تعيش الدراما أزمة إبداعية واجتماعية، بالإضافة إلى أزمة التسويق، فصناًع الدراما يجدون أنفسهم أمام إشكالية كيفية تناول ما يحدث في الواقع في أعمالهم، ومن أي منظور، وما مدى تقبل الشارع العربي لطرح قضايا الحرب والصراعات الدائرة في سورية، على مدى ست سنوات متواصلة، خصوصاً أن كثيراً من المحطات العربية لا ترغب في عرض هذه الموضوعات». وذكر أن الدراما المصرية، في السنوات الماضية، استطاعت تحقيق التوازن في الطرح بين القضايا السياسية، التي شهدتها وتشهدها مصر والقضايا الاجتماعية. وأشار الفنان السوري إلى أن الإنتاج الدرامي السوري لم يخلُ من أعمال مهمة حققت نجاحاً جماهيرياً، رغم عدم عرضها على محطات عربية، مثل مسلسل «الندم»، الذي عرض في رمضان الماضي، وحقق نسب مشاهدة ضخمة على «يوتيوب». |
وقالوا إن مشاركتهم في الجولة التحكيمية لجوائز الإيمي، التي اختتمت فعالياتها أول من أمس في أبوظبي، وهي المرة السابعة على التوالي التي تقام فيها بالعاصمة الإماراتية، مثلت إضافة كبيرة لهم ولخبراتهم، من خلال التعرف إلى أنواع من الدراما، تختلف عن السائد الذي يعرض على الشاشات العربية، مؤكدين أن استضافة أبوظبي لجولة تحكيم الإيمي، للعام السابع على التوالي، تعكس مكانة أبوظبي مركزاً ثقافياً وفنياً في المنطقة.
الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم، الذي يشارك في لجنة تحكيم المسابقة للمرة الرابعة، أشار إلى حرصه على تلبية الدعوة والمشاركة؛ لأنها تمثل فرصة لمشاهدة دراما مختلفة عن ما يعرض على الشاشات، والتي تتميز بمستويات فنية وتقنية عالية، تمنح المشاهد إحساساً بأنه يشاهد عملاً سينمائياً، معرباً عن أمله أن تتمكن الدراما الخليجية من الوصول إلى المستوى نفسه من الجودة وحرية حركة الكاميرا.
وعن معايير اختيار المرشحين لفئة أفضل فنان؛ أوضح غلوم أنه ليست هناك معايير محددة بشكل حاسم، فالأمر يعتمد بشكل كبير على خبرته كفنان. مضيفاً: «لسنا ملزمين بقواعد صارمة، لكنني اعتمدت على تجربتي وخبرتي كفنان، ورشحت الفنان الذي شعرت بأنه قريب مني كمشاهد، لأنني أبتعد عن المبالغة في الأداء، وأهتم أكثر بالقدرة على التعبير بالعيون، واستخدام لغة الجسد، وبشكل عام هناك خمسة معايير عامة، تجب مراعاتها عند الاختيار؛ منها جودة الأداء الصوتي، والأداء الحركي، وقدرة الفنان على التفاعل والتواصل بسلاسة مع الممثلين الآخرين المشاركين معه».
نماذج رائعة
وأعربت الفنانة صبا مبارك عن سعادتها بالمشاركة في تحكيم جوائز الإيمي، التي تعد أكبر جائزة للأعمال التلفزيونية في العالم، ما أتاح الفرصة لها لمشاهدة أعمال فنية متنوعة، ونماذج رائعة من الأداء، وطاقات تمثيلية من المهم للفنان أن يتعرف إليها.
ورغم إعجابها بما شاهدته من أعمال؛ رأت صبا أن المنطقة العربية بتنوعها قادرة على تقديم مواد منافسة، سواء من البرامج أو الأعمال الدرامية، لكن غياب الثقة بما نقدمه من أعمال، والرغبة لدى كثيرين في نقل أفكار البرامج أو المسلسلات من الخارج يمثلان مشكلة حقيقية؛ معتبرة أن التمويل لا يرتبط دائماً بجودة العمل، فهناك أعمال قوية تم تقديمها بميزانيات محدودة.
من ناحيته، ألقى الفنان باسم ياخور باللوم في غياب الأعمال الدرامية العربية، عن الجوائز الكبرى في هذا المجال، على المنتجين الذين يتكاسلون عن المشاركة، ويكتفون فقط بالبحث عن فرص لتسويق أعمالهم لدى المحطات التلفزيونية، رغم أن الخريطة الدرامية العربية باتت تتسم بالثراء والتنوع في السنوات الأخيرة، وتقدم أعمالاً متميزة على مستوى الإخراج والسيناريو والأداء، مشيراً إلى أن غياب الدراما العربية عن المشاركات العالمية، يقابله حضور قوي للأفلام العربية في مختلف المهرجانات الدولية للسينما، وهو ما أرجعه إلى أن الأفلام التي تشارك في المهرجان ليست جماهيرية، وبالتالي تمثل المهرجانات فرصتها الأهم، للعرض والوصول إلى المشاهد.
كما عبر ياخور عن سعادته بالمشاركة في لجنة تحكيم جوائز الإيمي، للسنة الثالثة على التوالي، لافتاً إلى أنه في كل سنة يطلع على خبرات جديدة، لا تشبه سابقتها.
دعوة للثقة
من جانبه؛ أشار الإعلامي عبدالله بن حيدر إلى سعادته بالمشاركة في لجنة التحكيم؛ واصفاً المشاركة بالتجربة الفريدة التي استفاد منها الكثير، في التعرف إلى خبرات فنية متنوعة، داعياً صناع الأفلام والدراما في العالم العربي إلى الثقة بما لدينا من قدرات ومهارات، والعمل على استغلالها لتقديم أعمال ذات جودة عالية، قادرة على المنافسة العالمية.
بينما تطرق المخرج والكاتب فاضل المهيري إلى الصعوبات التي يمكن أن تواجه أصحاب المواهب، وتقف في طريق أحلامهم، معتبراً أن إيجاد مخارج للتغلب على الصعوبات يمثل نوعاً من الإبداع والابتكار، مشيراً إلى تجربته الشخصية التي كان يحلم فيها بتقديم فيلم عن تاريخ منطقة الخليج، لكنه لم يتمكن من العثور على تمويل، وبعد سبع سنوات استطاع أن يحقق حلمه ولكن بطريقة مختلفة، إذ أصدر كتاباً باللغة بالإنجليزية، يتناول فترة وجود البرتغاليين في الساحل المتصالح، ويتم تداوله في أميركا حالياً. وأكد أن العمل الجيد يصبح سفيراً لصاحبه ولوطنه.
في حين عبرت الفنانة مادلين مطر عن سعادتها بالوجود في أبوظبي، التي شهدت انطلاقتها الأولى كإعلامية، مشيرة إلى أن تجربتها في اللجنة شكلت إضافة مختلفة لها، رغم تعدد مشاركتها في لجان تحكيم في مهرجانات مختلفة. وكانت فعاليات دورة لجان تحكيم جوائز الإيمي الدولية، التي نظمتها شركة «بيراميديا» للاستشارات والإنتاج الإعلامي، بالنيابة عن الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية، في مقرها في أبوظبي، قد اختتمت أول من أمس. وتركزت أعمالها على فئتين من الفئات التي تتنافس لهذا العام في الأعمال المرشحة، هما أفضل برنامج فني، وأفضل أداء لممثل.
وشارك في تقييم الفئة الأولى عدد من أهم صناع المحتوى التلفزيوني والمنتجين من العالم العربي: من مصر المنتجة منى الرويني، والمخرج محمد عاطف، والسيناريست أحمد عبدالله، ومدير التصوير والإضاءة هيثم يوسف، والناقد السينمائي علاء نعمة (سورية)، والمنتجة أماني موسى (لبنان)، والمنتج إياد قاسم (الأردن)، أما فئة أفضل أداء لممثل فقد شارك في التحكيم فيها عدد من أهم الفنانين من مختلف أنحاء الوطن العربي: من دولة الإمارات المخرج فاضل المهيري، والفنان حبيب غلوم، والإعلامي عبدالله بن حيدر، والفنانة مادلين طبر (لبنان)، والفنان باسم ياخور (سورية)، والفنانة صبا مبارك (الأردن).