عابد فهد: «نجوم راشد» جاهزون للدراما
كل شيء في مركز راشد للمعاقين، بمقره في منطقة البرشا، كان يمهد، أول من أمس، للحدث المحوري الذي تم الترتيب له قبل أشهر، ليكون باكورة نشاطات المركز في الموسم الدراسي الجديد، وهو عصف ذهني يبحث ترسيخ مؤشر للسعادة لطلبة المركز، الذين تحدثوا بأنفسهم عن طموحاتهم وأمانيهم، وأيضاً رؤاهم.
«نادونا بما نحب» طالب منتسبو مركز راشد للمعاقين، وذووهم، بمزيد من العمل على تغيير نظرة المجتمع لأبناء هذه الفئة، سواء من خلال منحهم فرصاً وظيفية، أو تسهيلات في استخراج رخص القيادة، وأيضاً التسمية المعتمدة لهم. وجاءت في التوصيات عبارة مؤثرة صيغت على لسان المنتسبين للمركز أنفسهم وهي: «نادونا بما نحب.. لسنا معاقين.. المجتمع هو المعيق». وتفرض هذه التوصية في حال إقرارها على إدارة المركز التفكير في تغير مسماه المعروف به «مركز راشد للمعاقين». توصيات دعت توصيات العصف الذهني للاستماع إلى صوت الطلبة الدارسين فيه، والتعرف إلى مدى سعادتهم ورضاهم عن الخدمات المقدمة لهم. ودعت التوصيات لأن يقيس (مؤشر راشد للسعادة) سعادة الطلبة وأهالي الطلبة أيضاً، ودعوة المجتمع إلى مناداة المعاقين كما يرغبون هم، لا كما نقرر نحن، فقد أعرب الطلبة عن استيائهم من كلمة «معاق»، وأكدوا أن المجتمع هو «المعيق». ووجهت التوصيات دعوة إلى الشركات الخاصة والمؤسسات العامة على دعم الطلبة على تحقيق أحلامهم، كما دعت التوصيات «برلمان شورى الأطفال» في الشارقة إلى فتح المجال أمام مشاركة الطلبة من ذوي الإعاقة في التجربة. وطالبت التوصيات أيضاً بتفعيل تشغيل وتدريب الطلبة في المؤسسات العامة والخاصة، وأن تلتزم بما أقرّته الدولة من تشريعات وقوانين، تلزم الشركات والمؤسسات على أن تكون نسبة 2% من العاملين فيها من هذه الفئة. |
عصف ذهني لفئة تعاني بالأساس إعاقات ذهنية، هي الفكرة التي وصفها المركز في الدعوة الصحافية لمتابعتها بـ«البادرة الجديدة من نوعها عالمياً»، فيما يأتي تحديد «السعادة» كأيقونة محورية للعصف، بمثابة انسجام مع توجهات الدولة، اعتبار السعادة هدفاً رئيساً تسعى إلى تحقيقه مختلف الدوائر والمؤسسات.
وبشكل تلقائي جاءت أحلام المنتسبين إلى المركز، لتتصدر العوامل التي إذا تحققت سيصبح كل منهم أكثر سعادة، حيث أدار الفنان السوري عابد فهد، جلسة العصف الذهني، ليخرج هو الآخر بأفكار ملهمة.
وقال فهد لـ«الإمارات اليوم»، تعرفت إلى عدد من المواهب الحقيقية، وأيقنت بأن هذه الطاقات يجب الاستفادة منها فنياً». وأضاف: «لدي فكرة لاتزال تختمر في ذهني، فمن الممكن أن نستعين بعدد كبير من أصحاب المواهب التمثيلية، ضمن فريق (راشد ستار)، الذي يبدو أنه تلقى تدريبات فنية عالية، في عمل درامي تلفزيوني متكامل، ومن جهة أخرى يمكن أن يتم الاستعانة بعدد منهم في مختلف أنماط الدراما التلفزيونية».
وأشار إلى أن «هناك على الأقل أربع مواهب تمثيلية تمثل خيارات فنية شاملة، لكن الأهم هو إتاحة الفرصة الحقيقية، والشروع بها، لأن المجتمع هو الخاسر الأبرز، في حال تعطل هذه المواهب». وقامت الرئيسة التنفيذية لـ«راشد للمعاقين»، مريم عثمان بتعريف فهد بالمشرف على فريق المواهب الفنية، المخرج الشاب محمد يونس، وأثنى فهد على جهوده الواضحة.
وتتابع منتسبو المركز، طالباً تلو الآخر، في التعريف بأنفسهم، وصياغة رؤاهم، وطموحاتهم وأحلامهم، وحرص مدير الجلسة على التعقيب بشكل خاص على كل مشاركة، قبل أن تختتم الجلسة باستدعاء مقولات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزارء حاكم دبي، عن السعادة، ثم باستعراض «أنا أقدر»، الذي شارك فيه عدد من المنتسبين للمركز، الذين تم تكريمهم، قبيل تكريم الفنان عابد فهد، من قبل الرئيس التنفيذي لـ«راشد للمعاقين». وقالت الرئيسة التنفيذية لمركز راشد للمعاقين: «إن هذا العصف سيكون تقليداً متبعاً مع بداية كل عام دراسي، ومن خلاله، نستطيع أن نطور الأداء، ونرتقي بالخدمات والبرامج، ونستمع إلى طلبتنا وأفكارهم وأحلامهم، ومدى السعادة التي يشعرون بها».
وأضافت: «أعلن اليوم عن تأسيس إدارة للسعادة في المركز وإطلاق (مؤشر راشد للسعادة)، استجابة لتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقد كنا أيضاً قد نظمنا مطلع العام الجاري (خلوة المائة الإنسانية)، التي كانت مخصصة للمختصين في قضايا الإعاقة، من مراكز خيرية وإنسانية، وخبراء تربية وسلوك، إضافة إلى سفراء النوايا الحسنة، والشخصيات الفاعلة في المجتمع».
وتابعت: «لقد سعينا منذ تأسيس مركز راشد للمعاقين في عام 1994 بأن نكون منصّة انطلاق للأفكار الجديدة، والجوائز الرفيعة، وبراءات الاختراع، وأن نكون بيت خبرة يخدم المعاق أينما كان، لأن قضيتنا إنسانية وليست أسيرة الجغرافية الضيقة، ونتمنى أن نخرج من هذا العصف الذهني بانطباعات أولية، وتوصيات مبدئية، وأن نتبنى أفكار المعاقين دون أن نكون نحن من يعيق تفكيرهم وتطورهم، لأنه وكما قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: (الإعاقة ليست في الجسد.. وإنما في الإرادة)». وقالت مريم: «لقد كسب الفنان عابد فهد قلوب الناس بأدواره المتميزة، وحواراته الشفافة مع وسائل الإعلام، التي تكشف مدى صدقه وعمقه، وإيمانه بدور الفن والرسالة التي يحملها في تجسيد وتبني قضايا المجتمع وهموم الإنسان، حيث لم يتردد في قبول دعوتنا لإدارة هذا العصف الذهني مع طلبتنا، وتحفيزهم ليقولوا ما يدور في عقلهم وقلبهم».