المنصوري: عروض الأزياء لم تعد مجرد بحث عن الموضة

وسط زحام عروض الأزياء التي تقام هنا وهناك، تجارب قليلة استطاعت أن تؤسس لنفسها في عالم الموضة والأزياء من خلال طرح مختلف تتجاوز فيه الفكرة السائدة للأزياء والنظرة المباشرة لهذا المجال التي تحدده في مساحة ضيقة لا تتسع إلا للمهتمين بالموضة، وتخرج به إلى آفاق أكثر اتساعا وأكثر انفتاحا على قطاعات ومجالات أخرى، كما في تجربة المصممة الإماراتية منى المنصوري التي تسعى بجد لتكريس التعامل مع الأزياء باعتبارها جزء مهم من ثقافة المجتمع ووسيلة لإيصال رسائل عدة إلى العالم.

وفي الفترة الأخيرة اتجهت لتوظيف الأزياء لتنشيط السياحة في الوطن العربي من خلال "مهرجان نفرتيتي الدولي للموضة" الذي أقيم في الأقصر في أبريل الماضي ولاقى نجاحا كبيرا، ما جعله يتحول إلى حدثا سنويا مدرجا على أجندة الأحداث السياحة في مصر.

وإلى جانب الإعداد للدورة الثانية من "مهرجان نفرتيتي"؛ تستعد المنصوري، بحسب ما أوضحت في حوارها مع "الإمارات اليوم"، لإقامة (المهرجان الدولي للأزياء) في شرم الشيخ المصرية والذي يقام في الفترة من 9-12 نوفمبر المقبل بدعوة من المحافظ خالد فوده ضمن خطة المحافظة لتنشيط السياحة، ومهرجان مشابه في أسوان تحت عنوان "مهرجان إيزيس" للثقافة والفن والموضة" في فبراير المقبل.

إلى جانب هذه المهرجانات، تستعد المنصوري أيضا لتنظيم الدورة الأولى من "اسبوع الموضة الخليجي" بعد أن حصلت على الموافقات الرسمية لإقامته في أبوظبي، ومن المتوقع أن يقام في مايو 2017 بمشاركة مجموعة من مصممي الأزياء من مختلف دول الخليج العربي.

مشيرة إلى أن حرصها على أن تقام هذه الفعالية بمستوى يتناسب مع مكانة أبوظبي كمركز للثقافة والفنون والموضة حتى تمثل إضافة حقيقية لأجندة الفعاليات السنوية للإمارة. وأضافت: "إقامة أسبوع خليجي للموضة سيتيح الفرصة لتسليط الضوء على العديد من المواهب الحقيقية في مجال تصميم الأزياء في مختلف دول الخليج، وإتاحة فرصة مناسبة لهذه المواهب لتقديم نفسها وإبداعاتها للجمهور.

في نفس الوقت تمثل أسابيع الموضة التي تقام في عواصم مختلفة وسيلة للترويج السياحي للمدن التي تقام بها نظرا لأنها تستقطب أعداد كبيرة من الإعلاميين والمهتمين بصناعة الموضة والأزياء، وهو ما نسعى لتحقيقيه من خلال اسبوع الموضة الخليجي، ولذلك نتطلع إلى دعم حكومة أبوظبي لهذا الحدث حتى يخرج في أفضل مستوى".

وعن كيفية تفادي التكرار في كل من المهرجانات الثلاثة التي ستقام في مصر، أوضحت المصممة الإماراتية أن لكل مهرجان منها طابعا خاصا به، فمهرجان "نفرتيتي الدولي للموضة" يحمل منذ انطلاقته العام الماضي طابعا فرعونيا مستمدا من مدينة الأقصر التي يقام منها، ويشترط للمشاركة فيه أن يقدم كل مصمم مجموعة من التصميمات المستوحاة من الحضارة الفرعونية.

أما (المهرجان الدولي للأزياء) في شرم الشيخ، فيحمل طابعا عالميا يتماشى مع طابع المدينة نفسها، حيث يجمع بين السياحة والموضة، ويتضمن برنامج المهرجان ورشة عمل بمشاركة شركات سياحة تنتمي للقطاع الخاص في دول مختلفة، تقدم كل منها ورقة عمل لمدة 10 دقائق عن المعوقات التي تقف أمام نمو السياحة في شرم الشيخ، واقتراحاتهم لتجاوز هذه المعوقات، أما عروض الأزياء فتتوزع على ثلاث أمسيات تلقي كل منها الضوء على معلم من معالم المدينة بهدف إظهار جماليات المكان وما يتميز به من سحر، فتقام أمسية على ممشى خليج نعمة، بمشاركة ستة من مصممي الأزياء وتخصص لتصميمات السهرة (الهوت كوتور).

وتخصص الأمسية الثانية التي تقام في المدرج الروماني للتصميمات المستمدة من التراث، بما يتماشى مع الطابع العام للمكان، متضمنة عروضا لخمسة مصممين وفقرة غنائية من التراث الأندلسي، بينما تقام الأمسية الثالثة والأخيرة قريبا من شاطىء البحر وتخصص لتصميمات الأزياء الجاهزة (ريدي تو وير).

في حين يتفرد "مهرجان إيزيس للثقافة والفن والموضة" بالجمع بين الفعاليات الثقافية وبإقامته في حرم معبد أبو سمبل وهي المرة الأولى التي يستضيف فيها المعبد مثل هذا الحدث.

وأكدت المنصوري أن إقامة عروض الأزياء في الأماكن الأثرية لا يمثل أي تهديد للآثار التي توجد في هذه الأماكن، لان العروض لا تقام بداخل المعابد، ولكن يتم استخدام واجهات المعابد أو قطع الآثار كخلفية فقط للعروض، ولا يتم ذلك بعشوائية ولكن من خلال الاستعانة بخبراء متخصصين في الإضاءة والديكور.   

من جانب آخر، عبرت المنصوري عن سعادتها بالاحتفاء الذي شهدته خلال مشاركتها في اسبوع الموضة الإسباني الذي أقيم في مدينة "ملقا" في الفترة من 15 إلى 18 سبتمبر الماضي، حيث كانت مصممة الأزياء العربية الوحيدة المشاركة في العروض بين 16 مصمم ومصممة من مختلف الدول. مشيرة إلى تلقيها تكريما رسميا من حاكم مدينة ميخاس التابعة لملقا، الذي دعاها خلال لقائه بها إلى إقامة عرضا لتصميماتها في "ميخاس".

وهو ما اعتبرته دليلا على أن الأزياء تعدت حدود الموضة لتصبح شكلا من أشكال التعاون بين الدول، ووسيلة لنشر ثقافة كل دولة والتعريف بها.

وأوضحت أن العروض أقيمت في الهواء الطلق في وحضرها ما يقرب من 10 آلاف متفرج، حيث امتد مسرح العرض لمسافة 300 مترا، لافتة أنها قدمت في العرض 20 تصميما جمعت فيها بين البساطة والفخامة، وأضافت لها الكثير من التفاصيل من خلال إضافة التطريز وكريستال شوارفسكي، واعتمدت الفراشات كثيمة عامة للمجموعة.

واعتبرت ان الحفاوة الكبيرة التي قابل بها الجمهور العرض تمثل إنجازا لكل مصمم أزياء عربي وليس للإمارات فقط. مشيرة إلى انها تستعد للمشاركة في اسبوع الموضة في باريس، كما تلقت دعوة للمشاركة في اسبوع الموضة في نيجيريا، بينما اعتذرت عن دعوة تلقتها لتقديم عرض في لوس انجلوس وآخر في واشنطن لضيق الوقت.   

 

الأكثر مشاركة