بوب ديلان.. روح التمرّد تحصد «نوبل للآداب»

فاز الشاعر والمغني الأميركي بوب ديلان، الذي اعتبر بأغانيه المؤثرة صوت جيل بأكمله بدءاً من الستينات فما بعدها، بجائزة نوبل للآداب في قرار مفاجئ منح المغني والشاعر إحدى أبرز جوائز العالم الثقافية. 

أنواع موسيقية

تميّز ديلان بغنائه العديد من الأنواع الموسيقية، مثل ريف والغوسبل والبلوز والروك، وأدرجت كلمات ديلان مجموعة متنوعة من التأثيرات السياسية والاجتماعية والفلسفية والأدبية. في بداية مشواره كان اسلوب ديلان مستوحى من أسلوب أداء ليتل ريتشارد، وتأليف الأغاني وودي غوثري، روبرت جونسون، وهانك وليامز، ثم بدأ بتطوير اسلوبه الخاص، سواء كان في الأداء أو كتابة الأغاني. منذ عام 1994 نشر ديلان ستة كتب من الرسومات واللوحات، وعرضت أعماله في المعارض الفنية الكبرى.

وعبرت أغانيه، مثل (بلوين إن ذا ويند) و(ماسترز أوف وور) وغيرها، عن روح التمرد والمعارضة والاستقلال.

وقالت الأكاديمية السويدية، وهي تعلن عن منح ديلان الجائزة التي تبلغ قيمتها ثمانية ملايين كرونة (نحو 930 ألف دولار أميركي) أمس: «ديلان يمثل رمزاً. تأثيره عميق في الموسيقى المعاصرة». ومنذ أكثر من 50 عاماً لايزال ديلان يكتب الأغاني ويقوم بجولات فنية عالمية.

وجاء في بيان الأكاديمية السويدية «هو في الأغلب أعظم شاعر على قيد الحياة». وقالت سارة دانيوس، الأمين العام الدائم لأكاديمية نوبل، في مؤتمر صحافي، إنه كان هناك «توافق رائع» في قرار اللجنة لمنح ديلان الجائزة.

وفرع الآداب هو آخر الفروع المعلنة للجائزة العالمية هذا العام. وتحمل الجائزة اسم ألفريد نوبل مخترع الديناميت، وتقدم منذ عام 1901 لأصحاب الإنجازات في فروع العلوم والآداب والسلام. وأوضحت سارا دانيوس، بعد الإعلان، أنه استحق الجائزة «لأنه أوجد تعبيرات شعرية جديدة في الأغنية الأميركية التقليدية».

وأضافت أن الأكاديمية لم تتواصل مع ديلان قبل الإعلان عن فوزه. وأضافت لدى سؤالها حول تصورها لرد فعل ديلان عند إبلاغه بفوزه بالجائزة، أنها تعتقد أن لديها «رسالة جيدة» لإيصالها له.

وطالبت سارا الذين لا يعلمون المسيرة الموسيقية لديلان أن يبدأوا بالاستماع لألبومه «بلوند أون بلوند» 1966، وأغاني مثل «فيجنز أوف جوانا».

وقالت للصحافيين: «إنه جرب كل التقاليد العظيمة من الأغنية الشعبية الأميركية إلى نوع موسيقى (الدلتا بلوز)، ثم إلى الحداثة الفرنسية، بأسلوب أصلي للغاية»، مضيفة أنه أعاد اكتشاف نفسه وعمله أكثر من مرة.

واشتهر ديلان في بداية مشواره بالمغني الثائر في الستينات، حيث غنى أغاني مثل «ماسترز أوف وور»، كما نجح ديلان في تقديم موسيقى الروك الكلاسيكية من خلال أغنية «لايك ايه رولينج ستون»

ووصف وزير الخارجية الألماني، فرانك-فالتر شتاينماير، منح جائزة نوبل للآداب لبوب دايلان بأنه «قرار شجاع». وأوضح شتاينماير، أمس الخميس، في شتراسبورغ، أن لجنة تحكيم الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم في ستوكهولم حطمت بذلك مجدداً هذا العام حدود النوع الأدبي.

وأضاف: «إنها (الأكاديمية) كرمت أحد أعظم موسيقيي القرن الـ20 الذي حمس ملايين الأشخاص في العالم بشكل لا مثيل له، ووصل إلى القلوب مباشرة من خلال نصوصه وحقيقتها العميقة».

وفي الوقت ذاته، أعرب وزير الخارجية الاتحادي عن صدمته تجاه وفاة الإيطالي داريو فو الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1997، والذي توفي أمس عن عمر يناهز 90 عاماً. وقال شتاينماير: «بوفاة داريو فو لم تفقد إيطاليا وحدها كاتباً مسرحياً كبيراً وفناناً رائعاً أدرك المسرح بوصفه مكاناً لعرض النزاعات الاجتماعية، ولكن أوروبا والعالم بأكمله فقده».

بوب ديلان اسمه الحقيقي روبرت ألن زيمرمان ولد في 24 مايو 1941. هو مغنٍّ وملحن وشاعر يتمتع بصوت خاص ومرن، وكان شخصية مؤثرة في الموسيقى والثقافة الشعبية لأكثر من خمسة عقود. والكثير من أعماله الأكثر شهرة كانت من الستينات. كلمات أغانيه تتسم بالحكمة والاحتجاج بسبب انتمائه إلى الطبقة العاملة والمضطهدة في أميركا، وتم استخدام بعض أغانيه كنشيد لحركة الحقوق المدنية للأفارقة الأميركيين والحركة المناهضة لحرب فيتنام. كموسيقي باع ديلان أكثر من 100 مليون أسطوانة في جميع أنحاء العالم، ما يجعل منه واحداً من الفنانين الأكثر مبيعاً في العالم. وقد تلقى العديد من الجوائز منها: 11 جائزة غرامي وجائزة أوسكار واحدة وغولدن غلوب واحدة، وفي عام 2012، تلقى ديلان وسام الحرية الرئاسي من الرئيس باراك أوباما. وأول ألبوم استوديو له صدر في عام 1962.

 

للإطلاع على جائزة نوبل للأداب ، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الأكثر مشاركة