استعادوا مسرح الشارع.. وشاركوا في إعداد موائد إغاثية
فنانون إماراتيون في «بورتسودان» لدوافع إنسانية
في خطوة تستكمل ما بدأوه قبل نحو عامين في مخيم الزعتري بالأردن، قصد فنانون إماراتيون مدينة بورتسودان، السودانية، لدوافع إنسانية، حاملين إلى جانب المواد الإغاثية، أدواتهم الفنية، ليقدموا أعمالاً مميزة، أملاً في رفع المعاناة وتقديم الفن المسرحي، جنباً إلى جنب المواد الإغاثية.
سعيد سالم: مسرح الحياة وصف رئيس مجلس إدارة مسرح أم القيوين، الفنان سعيد سالم، العرض في الهواء الطلق، عبر مسرح الشارع، أو مسرح العربة، على النحو الذي قدمه الفنانون الإماراتيون في بورتسودان، بأنه «عرض على مسرح الحياة». وأوضح «حينما تكون وسط الناس، ومتفاعلاً مع معاناتهم، متواصلاً معها، فأنت لست معتلياً خشبة أمام متلقين حجزوا مقاعدهم، بل أنت واحد من الدائرة ذاتها، تلمس همومهم، وتسعى لأن تضمد جراحهم بيد الفن الحانية». وأكد سالم الذي كان يشارك الشيف الإماراتي في إعداد الطعام لجموع الفئات المسهدفة من الحملة، أن الجمهور تعرف إلى الكثير من موروثنا المحلي، من خلال الأعمال التي حملت الى جانب الترفيه، خصوصية البيئة الإماراتية. إلى بنغلاديش لا يخطئ من يتابع الفعاليات الخيرية المختلفة، وجهاً فنياً بات مألوفاً وحريصاً على المشاركة التطوعية، وهو الفنان الإماراتي عبدالله الجفالي، الذي يستعد اليوم، بعد عودته من بورتسودان، لزيارة إحدى دور المسنين بعجمان، بتنظيم من «الفطيم للسيارات». وقال الجفالي الذي رصدته «الإمارات اليوم» في عدد من الاحتفالات التي تنظمها هيئة دبي للثقافة والفنون، مثل «حق الليلة» وغيرها: إن «المشاركة في الأعمال ذات الطابع الإنساني والخيري، تتوج رسالة الفن، وتمنح الفنان توازنه النفسي المنشود، باعتبار الفن رسالة إنسانية في المقام الأول». وكشف عن تأهبه للمشاركة في حملة إغاثية جديدة إلى بنغلاديش من المزمع أن تنطلق خلال يناير أو فبراير المقبلين. |
وبعد رحلة استمرت نحو خمسة أيام، عنوانها «إغاثتنا غير»، نظمتها جمعية الشارقة الخيرية، عادوا إلى الدولة الأسبوع الماضي؛ وقد ضم الوفد كلاً من الفنانين سعيد سالم وعبدالله أبوعابد وعبدالله الجفالي، وراشد الفلاسي، والمذيع عبدالله إسماعيل.
وإلى جانب عرض رئيس شارك فيه الفنانون الإماراتيون في الهواء الطلق، أمام نقابة الممثلين السودانيين، وعبر استعادة تقنيات مسرحي الشارع والعربة، جال الفنانون لعرض ثلاثة اسكتشات مسرحية مختلفة، في مناطق متنوعة من المدينة، التي تعاني ظروفاً معيشية وإنسانية صعبة.
ورافق العرض بعثة طبية إماراتية قدمت خدماتها في الوقت الذي شهد أيضاً مشاركة الفنانين في حملة توزيع المواد الإغاثية، بما في ذلك طعام جهزه وأعده، شيف إماراتي ضمن الوفد ذاته.
وقال رئيس مجلس إدارة مسرح أم القيوين الوطني، الفنان سعيد سالم لـ«الإمارات اليوم»: «على الرغم من أن العروض التي قدمناها، مغرقة في المحلية، إلا أن الجميع كان متواصلاً ومستمتعاً بها، في تجاوز رائع لمشكلات اختلاف اللهجة، بل واللغة أحياناً».
وأضاف «المقولات الفلسفية المرتبطة بالفن، نجدها ملتصقة بالواقع، حينما نكون أكثر قرباً للناس، نعم فالفن لغة عالمية، وحينما تسافر في مجتمعات مختلفة، سيفهمك الآخرون، حتى لو لم تكن تناظرهم النسق الاجتماعي ذاته، بسبب عالمية الفن».
وتابع سالم: «رسالة الفن إنسانية في المقام الأول، لذلك حينما تقترب من معاناة الناس، وقضاياهم اليومية، وتشاركهم فيها، سيكون نتاجك أكثر اقناعاً لهم، وهذا أيضاً ما لمسناه في شوارع وأزقة بورتسودان».
وأشار إلى أن جميع المنضمين الى القافلة الإغاثية الإماراتية كسروا الحواجز مع الطرف الآخر، خصوصاً حينما كان يتم عرض الأعمال الفنية. وقال: «لقد شاركت في إعداد الطعام، وكنا جميعاً طرفاً في تعريف الفئة المستهدفة بجوانب من الموروث الشعبي الإماراتي، لاسيما في ما يرتبط بالألعاب الشعبية، والأغاني والأهازيج التراثية».
الفنان عبدالله أبوعابد الذي أخرج العروض، من ناحيته، ذكر أن المشاركة في فعاليات ذات طابع خيري وإنساني، تفرز لدى الفنان تصالحاً مع الذات، مضيفاً: «كانت بيئة العروض مختلفة تماماً، عما اعتاده الفنان الإماراتي، رغم ذلك نجحت الأعمال المسرحية التي تم انتقاؤها بعناية، واستطعنا تقديم مادة ترفيهية ترسم الابتسامة على الوجوه، وتعطي انطباعاً صحيحاً في الوقت ذاته، عن الهوية الثقافية والتراث الإماراتي الأصيل».
ورأى أن مشاركة الفنانين في العرض الجماعي الذي ضم العديد من المواهب السودانية، كان بمثابة العرض الأهم، «إذ رسخ هذا العرض حقيقة المحتوى الفني الهادف، وقدرته على توحيد وصهر المشاركين فيه، وإذابة الحدود والفواصل الوهمية بين المجتمعات، حينما يكون القاسم المشترك إنسانياً وفنياً».
بينما استعاد الفنان عبدالله الجفالي في تصريحاته لـ«الإمارات اليوم»، بعض تفاصيل مشاركته في زيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن، مضيفاً: «رغم اختلاف التفاصيل، إلا أن الهم الإنساني الباحث عن الأمان والعيش بكرامة، واحد، والفن يجب أن يكون جسراً للتلاحم، وإيصال رسالة الى الآخر مفادها: نحن متضامنون معك، ونشعر بك، لأنك لست وحدك في معاناتك».
واستطرد: «عشنا مع الفئات المستهدفة في رحلتنا إلى بورتسودان كل تفاصيل معاناتها، ولم تكن ثمة فوارق أو فواصل بيننا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news