عمليتان جراحيتان وفاتورة بـ 5 ملايين دولار تفشل في إنقاذ حياة مريض.. ما هي قصة "البكتيريا القوية"
نجح رجل أميركي في الوصول إلى صدارة قائمة الانتظار لزراعة أعضاء متقدما على آلاف غيره من المرضى الذين يصارعون الموت حيث وصفه الأطباء بـ "الرجل المعجزة" إلا أن "البكتيريا القوية" أدت إلى وفاته وفقا لما جاء في تقرير خاص أعدته "رويترز" عن البكتيريا القوية في المستشفيات.
فعلى مدار عشرة أعوام خاض الرجل الذي يعمل كمسؤول تنفيذي في شركة تأمين صراعا مع الموت مرتين في انتظار زرع أعضاء تالفة، وبخضع لعملية زرع للكبد والكلى معا في مطلع عام 2012 ولكن وبعد أقل من 3 أسابيع من النقاهة في المركز الطبي بجامعة كاليفورنيا- لوس انجلوس أصيب الرجل بعدوى مقاومة للمضادات الحيوية وهو خطر شائع وغالبا ما يكون فتاكا بالنسبة للمرضى داخل المستشفيات.
وخلال خمسة أشهر تالية وبحسب آلاف الصفحات من التقارير الطبية التي أطلعت عليها رويترز أصيب الرجل بأكثر من ستة أنواع مختلفة من "البكتريا القوية" وأغلبها سلالات تظهر داخل المنشآت الطبية بشكل حصري تقريبا.
ولم يملك الرجل سبيلا لمقاومة البكتريا نظرا لما أخذه من أدوية "لإخضاع" جهاز المناعة حتى لا يرفض العضو الجديد المزروع.
وعندما فشلت المضادات الحيوية الاعتيادية في القضاء على البكتريا تلقى الرجل عددا كبيرا من البدائل وصل عددها في بعض الأحيان إلى ستة في اليوم الواحد وكان لبعضها آثار جانبية مزعجة منها فقدان السمع والألم الشديد والغثيان، وظلت العدوى رغم ذلك تتوالى.
ووضع الرجل في وحدة رعاية فائقة وخضع مرارا لتهوية ميكانيكية وغاب عن الوعي أكثر من مرة وقرر الأطباء إخراجه مرة أخرى بحثا عن سبب المشكلة.
إلا أن الأطباء لم ينجحوا في القضاء عليها وتوفي الرجل في 2012 ليصبح واحدا من عشرات الآلاف من ضحايا "البكتريا المقاومة للعقاقير" بالولايات المتحدة.
ولم يتضح كيف انتقلت البكتريا القوية إلى الرجل.
وبلغت نفقات علاجه 5.7 مليون دولار منذ دخوله المركز الطبي في ديسمبر 2011 وحتى وفاته.
وتنقذ عمليات زرع أعضاء معقدة وبعض الأجهزة الطبية ومنها أجهزة غسل الكلى حياة الكثير من الناس إلا أنها تجعل الاشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي عرضة للبكتريا على نحو خاص، وفي نفس الوقت فإن الكثير من البكتريا التي نشأت في المستشفيات التي يوجد بها هؤلاء المرضى طورت مقاومتها للعقاقير.