«حروف إماراتية» تصوغ بهاء «الوطن والشهيد»
لم تغب جماليات الخط العربي عن احتفالات الدولة بالذكرى الـ45 لقيام الاتحاد، ونسج 34 فناناً مختلفاً حروفهم للمشاركة في حدثين مختلفين، افتتحا بشكل متزامن تقريباً بحضور الأديب محمد المر، و رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم سلطان صقر السويدي.وتستضيف ندوة الثقافة والعلوم معرض «حروف إماراتية 2» الذي يضم أعمال 15 فناناً إماراتياً، فيما تستضيف مؤسسة العويس الثقافية معرض «الوطن والشهيد» الذي يضم نخبة من أعمال 19 فناناً إماراتياً وعربياً.
ويستمد مسمى معرض «حروف إماراتية» من حقيقة أن جميع المشاركين فيه من الفنانين الإماراتيين، على الرغم من التفاوت الكبير في التجارب الشخصية، سواء في ما يتعلق بحجم المشاركات والوجود الفعلي، أو نوعية الخطوط وأنماطها، ليجمع بين أسماء معروفة وأخرى تتلمس طريقها.
«السعادة لا تأتي بشروط»
خرجت الخطاطة الإماراتية، فاطمة جوري، عن حدود التقليد واستعارت جملة استوقفتها شخصياً أثناء قراءتها لكتاب ياسر حارب «على لسان الطائر الأزرقطن» وهي «السعادة لا تأتي بشروط». وأبرزت جوري عناية خاصة لكلمة السعادة، الدالة على إحدى أبرز سمات الشعب الإماراتي. تتسم اعمال فاطمة بمنطق غير تقليدي للمحتوى حيث تركت نمطية الشكل من خلال الاستغناء عن الثيمة المربعة المصاحبة للخط الكوفي، وإستعاضت عنها بأخرى دائرية منحت الحروف شكل القباب والأقواس، التي أضفت بهاء مختلفاً على العمل، يحمل بصمتها الخاصة. خالد البناي: تنسيق مطلوب قال رئيس جمعية الإمارات للخط العربي، الفنان خالد البناي، إن التنسيق بين المؤسسات المختلفة يجب أن يكون حاضراً من أجل مصلحة متذوقي فن الخط العربي والفنانين أنفسهم. وأعرب البناي عن أسفه لتزامن معرضين مهمين في التوقيت ذاته، هما معرض «الحرف الإماراتي2» في الندوة، ومعرض «الوطن والشهيد» في مؤسسة العويس الثقافية. ووعد البناي بمزيد من التنسيق في المرحلة المقبلة بهذا الصدد، من أجل تلافي هذه الإشكالية، التي يجب عدم قبول تكرارها مرة أخرى. |
ويشارك رئيس جمعية الإمارات للخط، الفنان خالد الجلاف، بخمسة أعمال مختلفة، من بين 29 عملاً يضمها المعرض، أحدها بالخط الكوفي الفاطمي، يستلهم شعار «إكسبو 2020»، بنص شعر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو:
بيني وبين الوطن عهد وبوفي به
وأنا معاهد بلادي أن أعليها
واختار الجلاف اللون الأزرق المعتمد في شعار «إكسبو»، ليكون الحدث بمثابة دلالة على مضمون البيت الشعري لسموه، حسب الجلاف. وشملت أعمال الجلاف أيضاً لوحتين باسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بالخط الكوفي النيسابوري، بالإضافة إلى لوحتين لبعض مقولات علي بن أبي طالب، بالخط الكوفي النيسابوري أيضاً.
وتشارك في المعرض أيضاً الخطاطة فاطمة سالمين، التي حصدت جائزة العويس للإبداع في مجال الخط عام 2015، غبر عملين من القرآن الكريم، بالثلث الجلي، لكن عبر تكنيك مختلف سعت عبره إلى إضفاء الشكل الدائري للحروف، رغم تمسكها بالنمط الكلاسيكي.
ورأت سالمين أن مناسبة الاحتفال باليوم الوطني يجب ألا تقوقع الخطاط على مضمون معين، مضيفة: «نحتفي بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً، عبر مشاركتنا في هذا المعرض، لكن هذا لا يعني أن يكون (حروف إماراتية) مقتصراً على المعاني الوطنية التي نعتز بها جميعاً، ويجب أن يطلق الخطاط العنان لإبداعه بشكل عفوي، كي يتحقق النتاج الجمالي الأمثل».
واختارت الخطاطة فاطمة جوري أيضاً أن تكسر النمطي والتقليدي والمألوف في عمليها المشاركين، اللذين جاءا عبر الخط الكوفي المربع، حيث ابتعدت جوري عن الشكل المربع الذي اعتدنا أن نجده مصاحباً لهذا النمط، مغلبة عليه الأشكال الدائرية للحروف، التي بدت أشبه بالقباب.
وقدم الخطاط محمد عيسى خلفان عملاً مستوحى من النشيد الوطني الإماراتي، صاغه على شكل خارطة الإمارات، مستوعباً أسماء إمارات الدولة، التي تداخلت من دون التقيد بحدود المكان المعروفة على الخارطة، من خلال عمل اختار له خط الثلث.
من جهة أخرى، ضم معرض «الوطن والشهيد» في «العويس»، الذي شهد مشاركة الخطاط محمد عيسى خلفان أيضاً، أعمالاً شديدة التنوع، شهدت عناية خاصة بفن التذهيب لكل من: تاج السر حسن، محمد علان، محمد مندي، حسام خورشيد، ضياء علام، فاطمة سعيد البقالي، عدي الأعرجي، نبيل الغانم، محمد أديب، مؤمن الشرقاوي، أحمد الهواري، ياسر العشري، جمال السويدي، شاهر طريف، هيا الكتبي، عائشة الرمسي، وفاء عمر الكندي، حسام عبدالوهاب، جلال محارب، أحمد رأفت، نهى المنصوري، مؤمن شوق.