اعتبر «ليلة» الجسمي في أوبرا دبي وساماً للفنان الإماراتي
محمد الهاملي: لا أعرف لماذا أغيب عن الحفلات الوطنية
هو ابن منطقة ليوا بأبوظبي، لذلك كانت بداية الفنان الإماراتي محمد الهاملي مع الأغنية التراثية، التي تعبر بصدق عن خصوصية البادية، ومع انفتاحه على الأغنية واللحن المعاصرين، إلا أن الهاملي ظل أكثر ميلاً إلى الإيقاع الشعبي، الذي يراه الوحيد القادر على منح نتاج المطرب قيمة لا تزول بتوالي «الصرعات» الفنية.
لوم في غير محله كشف الفنان محمد الهاملي عن أنه تلقى لوماً شديداً قبل عرض فيلم «سماء قريبة»، للمخرجة نجوم الغانم الذي يشترك فيه مع والدته في تصويره، مشيراً إلى أن البعض أخذ الأمر بكثير من السطحية، دون النظر إلى جوهر العمل. وتابع «العمل شرف لي، فهو يروي سيرة والدتي كأول مالكة إبل بالدولة، كما أنه يحتوي على توثيق مهم لجانب كبير من خصوصية البيئة الصحراوية، وتمت معالجته بأسلوب فني راقٍ، جعل منه سفيراً للموروث المحلي في الكثير من المهرجانات العالمية في أوروبا وأميركا وآسيا، بعد نجاح عرضه المحلي في دبي وأبوظبي». مشاركة الهاملي في الفيلم كانت بالنسبة له تجربة مختلفة أدخلته كواليس صناعة السينما، وهي التجربة التي يعتبرها مثار فخر له، مضيفاً «تكرار التجربة مرهون بالنسبة لي بشروط كون الفيلم وثائقياً، أو تراثياً يخدم خصوصية الموروث المحلي». |
وفي حواره لـ«الإمارات اليوم»، أشار الهاملي، الذي يستعد لطرح ثاني ألبوماته، بعد مسيرة فنية تجاوزت العشر سنوات، قدم خلالها أكثر من 50 أغنية، أن كامل انطلاقته لاتزال متكئة على أهم محطات حياته، وهي غنائه أغنية «يا شوق»، من كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وتابع الهاملي: «كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان فتحت لي آفاق الفضاء الرحب للأغنية التراثية وعوالمها الثرية، ومهدت لي النهل من معين خصب، ومجد نعتز به للأغنية الإماراتية، خصوصاً في ما يتعلق بثرائها بالمفردات التراثية الأصيلة، وارتباطها القوي بالبيئة الصحراوية، ولقيت صدى واسعاً لايزال ببريقه ذاته»، مضيفاً «تتطرق كلمات الأغنية إلى خصوصية (المقناص)، في حين أن تصويرها كان يوثق الكثير من مظاهره المعروفة في البيئة الصحراوية».
ويمتلك الهاملي رصيدأً جيداً أيضاً من الأغاني الوطنية، لكنه يكاد يكون غائباً بشكل تام عن الاحتفالات العديدة التي تزخر بها مختلف إمارات الدولة في المناسبات الوطنية المختلفة، وهو تساؤل رد عليه الهاملي بتساؤل مقابل، مضيفاً «لا أعرف سر غيابي عن هذه الحفلات، التي تضيف كثيراً لأي فنان يتشرف بالوجود فيها».
وتابع «اسألوا متعهدي تلك الحفلات، والوسطاء، لماذا تظل هذه المناسبات حكراً على دائرة، أو مجموعة بعينها، دون إتاحة فرص عادلة لسائر المطربين الإماراتيين، ممن يمتلكون حضوراً ورصيداً فنياً جيداً».
واعتبر الهاملي ليلة صعود الجسمي إلى منصة «أوبرا دبي» كأول صوت عربي يصدح في أرجائها، بأنها ليلة تشريف حقيقي للفنان الإماراتي، مضيفاً «الأغنية الإماراتية عموماً حققت بهذه الليلة، التي نتمنى أن تكون بادرة لليالٍ عدة مماثلة، إنجازاً مهماً، ومن مثل هذه المنصات، وغيرها، تبقى قادرة على الوصول إلى العالمية، في الوقت ذاته الذي نتمسك فيه بخصوصية اللون المحلي، فضلاً عن قدرة الفنان الإماراتي على التنويع، والتناغم مع مختلف الألوان الغنائية».
وعن سر ارتباطه الوثيق بالأغنية الشعبية، قال «الأغنية الشعبية في كل الثقافات من وجهة نظري هي أساس الطرب، ومن يجيدها فهو قادر على الإقناع في كل الألوان، وبالمقارنة بالأغنية الأكثر حداثة، فهي أكثر قدرة على البقاء، ولا يمكن أن توصف بأنها مرتبطة بحقبة بعينها، وعشاقها والمستمتعون بها باقون وموجودون في كل جيل».
وكشف الهاملي، الذي صور أحدث أغانيه، وهي «اليوم راجع» بطريقة الفيديو كليب، عن أنه تعرض لهجوم شديد في بداياته لارتباطه باللون الشعبي، مضيفاً «البعض نصحني بهجرها، واللجوء سريعأً من أجل الانتشار إلى ألوان أخرى، لكنها عكس ما ظن الكثيرون كانت سبباً رئيساً لانتشاري، قبل أن تكون منطلقاً بالنسبة لي في ما بعد لمزيد من التنويع».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news