بالصور.. مليحة تتيح لزوارها عيش رحلة استكشافية مميزة على مدار العام
يشكّل التنوّع الفريد في الخيارات التي تتمتّع بها منطقة مليحة، التابعة لإمارة الشارقة، حالة تميّزها عن غيرها من المواقع السياحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، فمليحة التي تُعتبر مربط خيل الحضارات، ونقطة التقاء ثقافات الشعوب العابرة التي مرّت على رمالها منذ آلاف السنين، دلالة واضحة على تمتّع إمارة الشارقة بكنز تاريخيّ محفور على صخور صلبة، منقوشة على جبال طبيعية مترامية الأطراف تشير إلى عراقة وأصالة التاريخ الذي تزخر به.
فالشتاء، الفصل المفضل لروّاد البرّ، والمناخ الأمثل لممارسة الهوايات الصحراوية المتنوعة، يجعل مليحة وجهة مثالية للعديد من الفعاليات والأنشطة ، حيث يمكن لزوّارها أن يختبروا متعة ممارستها في قلب بيئة تاريخية خصبة، غزيرة بالمشاهد البصرية الساحرة، ومليئة بالمقومات التي تجعلها واحدة من أبرز الوجهات المخصصة لمثل هذه المغامرات.
وسيختبر الزوار تحت ظلال النجوم المتلألئة بالسماء متعة التخييم في ليالي الشتاء، أما في النهار فتتسلل من ثنايا الغيم أشعة الشمس لتكتمل متعة ركوب الدراجات الهوائية المخصصة للبيئة الصحراوية "الفات بوي"، إضافة إلى العديد من الفعاليات الممتعة والمتنوعّة، مثل السير عبر الكثبان الرملية المنتشرة في أرجاء المكان، وركوب الأحصنة والجمال، والتنقّل عبر التضاريس الوعرة بسيارات الدفع الرباعي أو بالدراجات النارية الرملية "البولاريس" مكتشفين جمالية الصحراء.
وتقدم واجهة مليحة للسياحة البيئية والأثرية مجموعة متنوعة من الأنشطة، إذ يمكن للزوّار أن يكتشفوا روعة المناظر الخلّابة على ارتفاع من خلال ركوب الطائرات الشراعية، إضافة إلى اكتشاف صخرة الأحفور، وصخرة الجمل، ووادي الكهوف، والغوص في أسرار العديد من المعالم الأثرية المميزة مثل ضريح أم النار، وقلعة مليحة، والمقابر التاريخية للجمال والخيول، وبيت المزرعة، وقصر مليحة، وغرف الدفن، في تجربة تشكّل فرصة فريدة للاختلاط بالطبيعة الخلّابة والغنية بالروايات والأحداث التاريخية.
وبفضل المخزون الكبير من المعالم الطبيعية في مليحة، أصبحت المنطقة واحدة من أهم نقاط الجذب السياحية في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة لموقعها ضمن مسارات التاريخ، حيث تعاقبت عليها العصور بداية من العصر الحجري القديم وحتى حاضرنا المعاش، لتسرد مليحة حكاية تاريخية جذورها ضاربة في عمق التاريخ الأصيل، بإعتبارها شاهدة تشير إلى مكان الإنسان الأول الذي عاش على ترابها منذ آلاف السنوات، تاركاً آثاره لتأخذ الزوّار في رحلة مشوقة إلى أعماق العصور الغابرة لاكتشاف سحر المكان.
وتبرز المنطقة ملامح الحياة التي كان يعيشها الإنسان سابقاً في مليحة، حيث يستطيع الزائر أن يكتشف طبيعة العيش في تلك العصور، من خلال الدلالات التاريخية التي تعكس العمق التاريخي للمكان، فالصخور الأحفورية الشاهقة تشير إلى أن المنطقة كانت مغمورة بالمياه في العصور السابقة، فضلاً عن المكتشفات التاريخية التي تدل على أن ساحل دولة الإمارات العربية المتحدة كان مأهولاً منذ أقدم العصور، وسكّانه كانوا على تواصل مع الحضارات المجاورة مثل حضارات وادي الرافدين.
وفي هذا السياق قال مدير مليحة للسياحة البيئية والأثرية محمود راشد السويدي: "تمثل مليحة كنزاً تاريخياً وسياحياً لا يضاهى، فهي منطقة مليئة بالعناصر والمكونات التي تخوّلها لأن تكون محطّة أساسية لمحبي الحياة البرية، والمهتمّين بالسياحة البيئية، الذين يبحثون عن تجربة فريدة ضمن مكان أصيل، نقشت معالمه في صفحات التاريخ، إذ تلتقي المتعة والترفيه مع الإرث المحفور منذ آلاف السنين في تجربة لا تتكرر ضمن مكان ذو طبيعة نادرة".
وأضاف السويدي: "بفضل مقوماتها الفريدة، استطاعت مليحة أن تكون لوحة طبيعية ساحرة على خارطة دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، فهي تمتلك مناخاً فريداً طوال العام، خصوصاً في الشتاء، حيث يضفي عليها نكهة مختلفة، فالمكان، وبرغم الهدوء الذي يكتنفه في بقية الفصول، إلا أنه يزداد هدوءاً في الشتاء، ما يجعل منه فصلاً ملائماً للباحثين عن مغامرات دافئة ضمن طبيعة صحراوية متنوعة".
وتحمل مليحة على عاتقها تأطير التاريخ من خلال حدود التنوّعات البصرية التي تدل على وفرة كبيرة في العناصر التي تشتمل عليها بيئتها الصحراوية، ما يؤكّد على عراقة ارتباط الموروث الحديث مع القديم ضمن حلقة وصل بين الماضي والحاضر، حيث تروي حكايات تتفرّد بها مليحة، وتشكل في نفس الوقت مصدر جذب للراغبين في عيش مغامرات الماضي الجميل.