سهيل بن أحمد: والدي مَثلي الأعلى في الصبر والتريث وتحقيق الأحلام

بخطوات رصينة وواثقة، شقّ سهيل بن أحمد طريقه في مجال الأعمال الحرة، ليحقق في سنوات قليلة أمنية والده ونصيحته الدائمة له بافتتاح مشروعه الخاص في الإمارات، التي فتحت أبوابها لجميع الطاقات، وأسهمت في تكريس العديد من النجاحات الحقيقية في هذا المجال، حيث توافرت له الفرصة الأولى في عام 2003 من خلال مؤسسة محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي دفعت أولى خطوات شركته الخاصة «هابي يامي»، المتخصصة بالأغذية الخفيفة والمرطبات، ليتوسع بها لاحقاً إلى مجموعة من الأكشاك والمحال الصغيرة، التي انتشرت في مختلف إمارات الدولة، في الوقت الذي لم يتخلَّ بن أحمد عن مهامه عضواً في صندوق خليفة ومؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، إلى جانب مهامه الدائمة كنائب رئيس نادي الإمارات لسيدات الأعمال والمهن الحرة.

يشعر سهيل بن أحمد بالحنين العارم لأيام الثانوية، والنصائح التي كان يحرص والده على تقديمها له في هذه المرحلة المبكرة من عمره، حيث كان يطلب منه باستمرار أن يدقق النظر في مشروعات البقالات والمحال الصغيرة المنتشرة في حيه الصغير بدبي، ليتيقن من مختلف آفاق النجاح والتميز التي تخبئها الحياة للباحثين عن الفرص الجديدة.

• أخذت عن والدي جديته الدائمة وحرصه اللافت على التفاصيل والجزئيات ودقته في تناولها.. وتعامله الرصين مع مختلف الظروف والأحداث بحذر ودبلوماسية سياسي محنك

• رغم أن والدي لم يعمل في مجال التجارة والأعمال الحرة إلا أنه زرع في نفسي حب هذا المجال والبحث المبكر عن فرصة ألج من خلالها إلى عالم الطموحات والأحلام الحقيقية

• «أتذكر دائماً نصيحة والدي بالتريث والتمهل وعدم الاستعجال في جميع مجالات العمل والحياة، التي انبثقت دوماً من قناعته الراسخة بأن القرار السريع مرادف لتجارب الندم المريرة».

• «لم يكن أمامي من خيار سوى البحث عن طريقة لتحقيق أحلامي وطموحاتي بالتزامن مع فترة مرض والدي وحرصي على مرافقته في رحلاته العلاجية المتعددة».

• اقتنع «سهيل» بأن العمل في وظيفة ذات دخل محدود لن تحقق طموحاته.. فبدأ البحث عن مجالات متعددة مقتدياً بكنوز والده الأخلاقية.

ورغم أن أنه لم يعمل في مجال التجارة والأعمال الحرة إلا أنه زرع في نفسه حب هذا المجال، والبحث المبكر عن فرصة يلج من خلالها إلى عالم الطموحات والأحلام الحقيقية، محاولاً تجاوز فرص والده المحدودة التي وفرتها إحدى شركات القطاع الخاص، حيث أرغمه المرض على التقاعد المبكر، الذي وصفه سهيل قائلاً «لم يكن أمامي من خيار سوى البحث عن طريقة لتحقيق أحلامي وطموحاتي بالتزامن مع فترة مرض والدي، وحرصي على مرافقته في رحلاته العلاجية المتعددة إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، في الوقت الذي لم أنسَ مسؤوليتي تجاه الأسرة، خصوصاً أنني الابن الأكبر لعائلة تضم ثمانية إخوة وأخوات، كما أتذكر اليوم نصيحة والدي الدائمة بالتريث والتمهل وعدم الاستعجال في جميع مجالات العمل والحياة، التي انبثقت دوماً من قناعته الراسخة بأن القرار السريع مرادف لتجارب الندم المريرة».

بالتالي، ومنذ مرحلة مبكرة اقتنع سهيل أن العمل في وظيفة ذات دخل محدود لن تحقق طموحاته، فبدأ البحث عن مجالات متعددة، مقتدياً بكنوز والده الأخلاقية وجديته في التعامل مع مفاجآت الحياة التي وصفها قائلاً «أخذت عن والدي جديته الدائمة وحرصه اللافت على التفاصيل والجزئيات، ودقته في تناولها وتعامله الرصين مع مختلف الظروف والأحداث بحذر ودبلوماسية سياسي محنك».

لا ينكر رجل الأعمال الإماراتي، سهيل بن أحمد، أنه أقل جدية من والده، لكنه تشرب في المقابل منه المثابرة والصبر «مازالت كلماته في خاطري ترن دوماً لتذكرني بقيمة العمل، والصبر الذي جعلني أتخطى الكثير من العقبات والتحديات التي اعترضت سبيلي في البداية، كما أشعر وإخوتي بالامتنان الكبير للأب الذي مدنا ببعض أسرار هذه الحياة قبل رحيله عام 2011، وهنا لابد أن أتحدث عن أهمية دور الأم التي حرصت على تربيتنا وتقديم كل أشكال الدعم النفسي الذي جعلنا قادرين على الانطلاق في مختلف مناحي الحياة».

يشغل اليوم سهيل بن أحمد مهمة نائب رئيس نادي الإمارات لسيدات الأعمال والمهن الحرة، إلى جانب مهامه الحالية كنائب رئيس إحدى أكبر شركات صناعة المولدات الكهربائية في الشرق الأوسط، وعمله الدائم مستشار علاقات دولية في إحدى أهم المجموعات الوطنية في دبي، وهذا ما دفعه إلى مواصلة طريق النجاحات المستدامة عبر استكمال دراسته الجامعية في هذا المجال.

نجاحات أخيرة

عن نجاحاته الأخيرة في مجالات الأغذية والمرطبات، يتحدث سهيل عن تطوير المنتجات الخفيفة وافتتاح فروع جديدة لـ«هابي يامي» في جامعة الشارقة وأم القيوين والجامعة الكندية، وبعض من فروع أهم المراكز التجارية في أبوظبي والعين، وسوق الجبيل بالشارقة، إلى جانب نجاحه في مشروع تطوير سيارات الأطفال في المراكز التجارية بدبي من خلال تزويدها بأجهزة «آي باد» جديدة تسهم في زيادة متعة الأطفال.

وتوسعت مهامه في نادي الإمارات لسيدات الأعمال والمهن الحرة، فبعد عمله لسنوات منسقاً عاماً، قامت الشيخة هند بنت عبدالعزيز القاسمي، رئيسة النادي، بترقيته ليصبح نائب رئيس النادي الذي يضم اليوم جميع الفئات الاجتماعية وليس فقط أصحاب المشروعات القائمة، ليكون بذلك منصة تضم المهنيات وسيدات الأعمال وربات البيوت والطلبة المقبلين على المشروعات، الذين يتم دمجهم في مختلف ميادين الأعمال ومساعدتهم على تخطي مراحل إعدادها.

وجاء إنشاء النادي تتويجاً لمجموعة الإنجازات التي تحققت للمرأة الإماراتية، ودعماً لتجارب النساء في مراكز الأعمال من أجل الإسهام الفعال في البناء الاقتصادي وتعزيز الوجه الحضاري للإمارات.

وعلى الرغم من انشغالاته المتعددة ما بين النادي ومشروعاته التجارية المتنوعة، يجد سهيل بن أحمد وقتاً للمشاركة في الفعاليات والمؤتمرات داخل الدولة وخارجها، مستفيداً من عضويته في عدد من المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة «أحاول بحسب ظروف عملي والتزاماتي الإسهام مع زملائي وزميلاتي في التعريف على التسهيلات الحكومية والامتيازات التي يتم تقديمها للمستثمرين الجدد»، ويضيف «أتذكر جيداً بداياتي عام 2003، وحاجتي الماسة حينها إلى مختلف التسهيلات الخاصة بإطلاق المشروع، ما يجعلني اليوم أتفهم هذا الأمر من خلال السعي إلى تقديم العون والمساعدة لسيدات ورجال الأعمال الجدد، ومحاولة توجيههم وإرشادهم في هذا المجال بالاعتماد على تجربتي في هذا المجال، كما تكمن مهامي في دعم حضور المرأة الإماراتية وانخراطها في مسيرة النهوض بالاقتصاد الوطني، إلى جانب إبراز التجارب النسائية والرجالية الواعدة في مجال الأعمال في كل المجالات، لذلك أتمنى التوفيق للجميع في تحقيق النجاحات التي نصبو إليها وإعطاء صورة أفضل للمرأة الإماراتية محلياً وإقليمياً وعالمياً».

الأكثر مشاركة