«أيامنا الحلوة» في «مدينة جميرا» بعد الترميم
استقبلت قاعة «الجوهرة»، التي كانت محط اهتمام أفلام، معظمها من إنتاج عام 2016، عرضاً جديداً تماماً، لإحدى روائع السينما العربية، وهو فيلم «أيامنا الحلوة»، الذي أدى بطولته الفنانون الراحلون: عبدالحليم حافظ، وفاتن حمامة، وعمر الشريف، وأحمد رمزي.
بالألوان كشف طارق الجبلي عن أن فيلم «أيامنا الحلوة»، قد يكون متوافراً بالألوان لأول مرة بعد عام تقريباً. وأطلع الجبلي «الإمارات اليوم» على مشاهد تم تلوينها بالفعل من «أيامنا الحلوة»، إذ بدا أبطاله عبدالحليم حافظ وفاتن حمامة وعمر الشريف وأحمد رمزي، أكثر حيوية، على الرغم من أن بعض الألوان بحاجة إلى إعادة اختيار. |
«جدة» الفيلم جاءت من كونه العرض الأول للنسخة الجديدة، التي كشفت عنها شبكة قنوات «روتانا»، بعد إعادة ترميم الفيلم، والتي استغرقت 45 يوماً، واحتاجت 300 فني للاشتغال عليها، بكلفة وصلت إلى نحو 25 ألف دولار، من أجل تخليصه من عيوب لحقت به بسبب سوء تخزينه وصيانته، منذ إنتاجه عام 1955، حينما أخرجه حلمي حليم.
واستمتع الحضور، الذين كان بعضهم ضمن المدعوين لفعاليات مهرجان «ديسكوب»، الخاص بالمحتوى والإنتاج التلفزيوني، الذي أقيم للسنة الأولى هذا العام في دبي، بنسخة مميزة من حيث المعالجة الفنية للفيلم، بندوة خاصة تمحورت حول مشروع «روتانا» لإعادة تأهيل أرشيف السينما العربية.
وفي تصريحه، لـ«الإمارات اليوم»، قال مدير قطاع إعادة ترميم الأفلام العربية القديمة في شبكة روتانا، طارق الجبلي، إن الكلفة الفعلية لهذه الخطة تصل إلى نحو 15 مليون دولار، لتستوعب أفلاماً أقدمها يعود إلى عام 1928، موضحاً أن
«الكثير من الأفلام التي استلمتها (روتانا) بحالة يرثى لها، جرى ترميمها للتحول إلى تقنية الـ4K العالية الجودة، إذ تم شحن عدد من الآلات والمعدات إلى القاهرة، منعاً لتعريض هذه الأفلام لأي تلف إضافي في حال نقلها للخارج، وبالتالي بات لشبكة قنوات روتانا اليوم قسم متخصص في مصر، يعد واحداً من قلة حول العالم للمحافظة على الأفلام وإعادة ترميمها».
وأضاف أن «إعادة ترميم مكتبة الأفلام العربية مشروع ثقافي من الطراز الأول، وغير مجدٍ مادياً، لكنه من دون شك عظيم الجدوى في ما يتعلق بصون كنوز مكتبة السينما العربية». ورأى أن النسخة الجديدة من «أيامنا الحلوة»، هي أفضل من تلك التي عُرضت مباشرة فور إنتاج الفيلم منتصف الخمسينات. وقال إن «الجودة الفنية القياسية في ذلك الزمن تعد رديئة، إذا قورنت بالإمكانات المتاحة حالياً».
وكشف الجبلي عن أن هناك خطة أخرى لتطوير «أيامنا الحلوة»، من خلال تقديمه ملوناً، وليس أبيض وأسود، لافتاً إلى أن هذا المشروع قد يستغرق قرابة عام كامل من أجل إنجازه. وتابع: «تستدعي عملية التلوين جهداً فنياً تفصيلياً في كل مشهد، إذ نختار لون كل التفصيلات والخلفيات بشكل دقيق، نحاول من خلاله استدعاء نمط الأزياء السائدة وقت تصوير الفيلم، وفق دراسات مسبقة، فضلاً عن الاستعانة بكتيبة من الفنانين الذين ينجزون عملية الرسم بطابع فني في المقام الأول».