من مدرسة الكيمياء إلى منصات الإعلام الاقتصادي

رنا المعمري: لا أخاف التجارب الجديدة

صورة

لعبت المصادفة دوراً مهماً في مسيرة رنا سيف المعمري، منذ اللحظات الأولى لالتحاقها بالعمل متدربةً في قناة «العربية»، وتجاوزها فترة التدريب محررة ومراسلة قبل أن تتخصص في مجال العمل على التقارير الخارجية في غرف الأخبار الخاصة، التي وصفتها بالقول «أعتبر نفسي محظوظة بتجربة دامت قرابة عامين، تشربت خلالها أساسيات مهنة الإعلام بعد أن تدربت على أساسيات تحرير الأخبار والمونتاج على يد أساتذة تعلمت منهم الكثير، أمثال عبدالرحمن الراشد، ونبيل الخطيب، والهادي الحناشي، وبكر العطياني، في الوقت الذي استفدت كثيراً من التحاقي بدورة الصحافي الشامل، التي عرفتني بمبادئ وتفاصيل المهنة بشكل احترافي يخولني خوض تحديات أكبر في المستقبل».

• الجمال لا يخدم الإعلامية بقدر شخصيتها وأسلوبها الخاص الذي يفرض تميزها.

• الشعر جعلني أنتبه إلى جوهر الأشياء وأبحر في أعماق المعنى.

• بعد عامين من العمل في كواليس الأخبار، شعرت بأنني جاهزة لخوض التجربة الجديدة، معتمدةً بشكل دائم على العفوية والتلقائية.


الكلمة والشعر

لا تتردد رنا المعمري في التعبير عن علاقتها الخاصة بالشعر والكلمة، وتقول «أعتبر نفسي متذوقة للكلمة الجميلة، وأعتقد أن هذا الشغف التصق بي منذ مرحلة المراهقة، وجعلني مهتمة بالشعر والقصائد الفصحى والعامية بشكل خاص»، وتضيف «أشعر أن الشعر أثر كثيراً في شخصيتي، فهو الذي جعلني أنتبه إلى جوهر الأشياء وأبحر في أعماق المعنى، أما الكتب والقراءة فهما غرام قديم تطور من قصص ومجلات فترة الطفولة، إلى ما تيسر من روايات الأدب العالمي وكتب السياسة والتاريخ وتطوير الذات، التي أقتنيها بصفة دورية».


الأكل والسعادة

تصف رنا علاقتها اللافتة بالطعام قائلة «أعتبر الأكل الشهي من أفضل التجارب الحياتية الممتعة التي تجعلنا نقبل أكثر على الحياة، وأعتبر تذوق الأطباق الجديدة والأكلات الشهية مصدر سعادة حقيقية بالنسبة لي»، فلا تنكر أنها كتبت يوماً على حسابها: عليكم بالأكل والشرب فلو كان الريجيم فيه خير لم يُسمَّ إبليس الرجيم»، من جهة أخرى لا تنكر الإعلامية الإماراتية بأن إطلالتها الجميلة ساعدتها في البداية على تجربة الشاشة، مؤكدة أن «الجمال شيء لا يخدم الإعلامية بقدر ما تخدمها شخصيتها وأسلوبها المميز والاستثنائي الذي يكرس نجاحها وديمومتها».

في الوقت الذي شكل وجودها في منتدى الإعلام العربي عام 2013، فرصة استثنائية أخرى تمكنت فيها المعمري من مقابلة الإعلامي الإماراتي، مروان الحل، الذي عرض عليها الانضمام إلى أسرة مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام، فأحبت الفكرة وانتقلت للعمل مع فريق نشرة الأخبار الاقتصادية «تداول»، في تجربة جديدة كلياً وصفتها سيف بالقول «كنت محظوظة بالفعل بوجود فريق متعاون ومحفز على النجاح بإدارة الأستاذ مروان الحل، كما أسهمت بيئة العمل الإيجابية والمحفزة وتعاون الزملاء ومديريّ بالعمل، في توجيهي نحو الأفضل»، وأضافت «بعد عامين من العمل في كواليس الأخبار شعرت بأنني جاهزة لخوض التجربة الجديدة، معتمدة بشكل دائم على العفوية والتلقائية التي تعلمتها على الشاشة، وتفاديت بها الجمود الذي لا يحبذه الجمهور في هذه النوعية من الأخبار، كما استعنت بهذا الأسلوب لتخفيف ثقل المادة الاقتصادية وضمان استيعابها بشكل أفضل من قبل الناس».

رغم دراستها الأكاديمية في مجال الكيمياء، إلا أن المذيعة الإماراتية تهوى خوض التجارب الجديدة، رغبة منها في اكتشاف عوالم الأخبار الاقتصادية في ظل ندرة العناصر النسائية الإماراتية العاملة في هذا الإطار، تجربة تقول عنها «لا تزعجني فكرة دخول ميدان جديد، فقد انتقلت من الاقتصاد إلى السياسة لأنني أعشق التجارب الجديدة، كما سبق لي أن خضت تجربة برنامج المنوعات الأسبوعي (ويكند) على مدى خمسة أشهر على أثير إذاعة دبي، حيث عملت في مجال الإعداد والتقديم، واستمتعت لأول مرة بتجربة البرامج الإذاعية العفوية والمنوعة التي وجدتها متناسبة مع شخصيتي، فكنت أنتقي الأغاني المنوعة، وأتنقل بين القديم والجديد، وأتعمد إدماج الفن في المقاطع الشعرية التي كنت أختارها بنفسي وألقيها بصوتي، وكان لافتاً في هذه التجربة جانب الإحساس الصادق الذي كنت أعتمده دوماً في مجال عملي الإعلامي، فساعدتني تجربة الصوت على إبرازه بشكل أكبر».

مطبات إعلامية

تتنبه الإعلامية الإماراتية إلى ضرورة الاطلاع يومياً على جديد الأخبار حول العالم، كما تحرص على تحديث معلوماتها والاطلاع على جديد الأخبار من حولها، سواء من خلال قراءاتها أو بحثها الدؤوب عن مصادر المعلومة التي لا تتوانى عن التقاطها من مصادرها الأساسية، في الوقت الذي تبقي المعمري باب النقاش مفتوحاً مع فريق إعداد البرنامج، لتسليط الضوء على المستجدات التي تحرص على استيعابها من منظار اقتصادي، قائلة «ثقافة الإعلامي عنصر أساسي في نجاحه وبناء شخصيته، وهذا ما يجعلني أطمح خلال السنوات الخمس المقبلة إلى التمكن من استيعاب كل مراحل إعداد النشرات الاقتصادية والسياسية التي ستؤهلني إلى استيفاء كل جوانب ومراحل العمل، وتجعلني مالكة لمادتي الإخبارية على الشاشة».

خطوط حمراء

تحرص رنا على مصادر المعلومة وتوظيف علاقتها الوثيقة بالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في سبيل تطوير أدواتها والبحث عن الاستفادة مما يتوافر دوماً على منصاتها، إلا أنها تبقى انتقائية جداً في الجانب المتعلق بحياتها الشخصية، فتعلق قائلة «يجب الفصل دوماً بين العام والخاص، ومعرفة الخطوط الحمراء، ورغم أنني موجودة دوماً على وسائل التواصل الاجتماعي ومتواصلة بشكل فعال وإيجابي، إلا أنني أنتقي ما يصلح للنشر، فلا أعرض أبداً خصوصيتي ولا حياة أهلي، كما لا أحب استعراض نفسي على هذه المواقع من مبدأ احترامي لمشاعر الناس، رغم حرصي على مشاركة المتابعين والأصدقاء الكثير من مظاهر الحياة العصرية في دبي».

علاقات اجتماعية

تهتم رنا بعلاقاتها الطيبة مع زملاء وزميلات العمل، في الوقت الذي تصف حياتها الاجتماعية خارج العمل بالمتطورة والديناميكية بعض الشيء، على الرغم من شخصيتها الهادئة التي تعشق البيت ودفء الاجتماعات العائلية وحنان الجدة بعد أوقات العمل «أحرص بعد أوقات العمل، ومن حين إلى آخر، على حضور بعض المناسبات الاجتماعية والتظاهرات الثقافية المهمة، فيما أمضي بقية أوقاتي خارج البيت مع صديقاتي، سواء للتسوق أو لتجربة بعض أنواع المطاعم في دبي، أو الاستمتاع بمشاهدة فيلم جميل، من دون أن أنسى تجارب السفر الممتعة التي أحبذها».

تويتر