جمال الشريف: استقطاب المواهب استراتيجية

«ندعم المواهب الشابة ونسعى لتوفير فرص أكبر لها، ففي دبي دائماً المواهب الواعدة مرحَّب بها»، هذا هو التعليق الذي ساقه مدير مدينة دبي للاستوديوهات، جمال الشريف، الذي يتولى أيضاً رئاسة لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، مبرراً انضمامه لعضوية لجنة تحكيم مهرجان دبي لمسرح الشباب، رغم عدم امتلاكه خبرة مباشرة في ساحة أبو الفنون.

بدون تعقيد

رفض مدير مدينة دبي للاستوديوهات، جمال الشريف، التعقيب بشكل مباشر على استفادة مسلسل كويتي، واجه نصه رفضاً رقابياً في بلده، من التسهيلات الممنوحة له بدبي، وقام بتصوير جميع مشاهده في الإمارة، على الرغم من أن المحتوى الدرامي يفترض وقوع الأحداث في العاصمة الكويتية.

وتابع: «لا تنظر لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي لأي اعتبارات تتعلق بقرارات رقابية سابقة، وتقوم بدعم المشروع المقدم لها، متى ما توافرت فيه المعايير المطلوبة، ومن دون تعقيد، وهذا ما يحدث مع مختلف شركات الإنتاج الدرامي عموماً، والخليجية منها بشكل خاص ولذلك فإن عملنا مهني بشكل كامل».

عين ثالثة

رأى مدير مدينة دبي للاستوديوهات، جمال الشريف، الذي يرأس لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، أن تجربته بانضمامه للجنة تحكيم مهرجان مسرحي، لأول مرة، هو مهرجان دبي لمسرح الشباب، بمثابة تجربة مختلفة، وثرية، جعلته وجهاً لوجه مقابل مواهب من نوع آخر، تختلف عن تلك التي تصادفه في مجالات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي».

وتابع: «في بداية الأمر أدهشتني الدعوة، لكنني فطنت في ما بعد لوجهة نظر اللجنة المنظمة للمهرجان، التي كانت ترمي إلى عين ثالثة، تختلف عن نظرة الفنان المخضرم، أو حتى الناقد المسرحي».

عدد الشركات في (دبي للاستوديوهات) وصل إلى نحو 400 شركة في 2016 بنمو 15%.

دبي مُقدمة على استيعاب مجموعة كبيرة من المشروعات التي تصبّ بشكل مباشر في بوتقة الإعلام الجديد.

وقال الشريف لـ«الإمارات اليوم»: «في دبي يبقى دعم المواهب الواعدة والشابة استراتيجية، وليس مجرد موقف أو قرار، لذلك فإننا بصدد التجهيز لمهرجان دولي للشباب يرتبط بالإبداعات في فضاء المحتوى الرقمي.

وكشف الشريف أن إمارة دبي مُقدمة على استيعاب مجموعة كبيرة من المشروعات التي تصبّ بشكل مباشر في بوتقة الإعلام الجديد، لتصبح الإمارة وجهة مفضلة لعدد كبير من كبرى الشركات العالمية والإقليمية في هذا المجال.

وأضاف الشريف أن الاهتمام بهذا القطاع يسير جنباً إلى جنب، مع الحرص على جذب شركات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، لإنجاز أحدث مشروعاتها في الإمارة، التي تحولت بالفعل إلى واحدة من أبرز الوجهات المفضلة لصنّاع الدراما، التلفزيونية أو السينمائية.

وأضاف الشريف: «المتتبع لنتاج الدراما الخليجية، على سبيل المثال، خصوصاً التلفزيونية، سيجد أن حصة التصوير في دبي منها، كانت ممتازة، خلال الموسم الماضي، فضلاً عن العديد من المسلسلات والأفلام، العربية، والعالمية، بما في ذلك أسواق مهمة واعدة مثل السينما الصينية والهندية».

وتابع: «معايير التنافسية والجودة، والحرص على تذليل كل العقبات التي يمكن أن تعترض القائمين على إنجاز المشروعات المختلفة، بدءاً من تسهيلات الحصول على تأشيرات الدخول، واستخراج تصاريح التصوير، والحصول على أسعار خاصة في الحجوزات وتذاكر الطيران، وتقديم دعم أشمل، يقترب إلى مفهوم الشراكة، المتكئ على البنية التحتية المتطورة، ومواقع التصوير المتنوعة والمتجددة التي تزخر بها دبي».

وأرجع الشريف تفضيل العديد من شركات الإنتاج القائمة في بلدان عربية وخليجية، لديها زخم في مواقع التصوير المختلفة، تصوير مسلسلاتها في دبي إلى الأريحية والدعم اللذين يصادفهما القائمون على تلك الشركات في دبي، مضيفاً: «تسعى لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، إلى توفير كل الإمكانات المتاحة التي يطلبها أطقم العمل المختلفة، في حين يبقى دور الدعم والإرشاد والتوجيه، وتوفير المعلومات، وما من شأنه تسهيل إنجاز المشروع التلفزيوني أو السينمائي، على أفضل وجه، محورياً ورئيساً، ما يجعل من تجربة التصوير في دبي بالنسبة لهذه الشركات، على الدوام، قابلة للتكرار».

وحول قطاع سينما الأطفال، التي أولت له لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي اهتماماً خاصاً من خلال مهرجان سينمائي، في طريقه إلى التئام دورته الرابعة، أشار الشريف إلى أن استراتيجية الاشتغال على مراحل عمرية مبكرة، تصبّ بشكل مباشر في مصلحة مستقبل تلك الصناعة، حيث تميز هذا المهرجان على وجه التحديد بأن صانعي الأفلام هم من فئة الشباب، في حين أن شرائح الجمهور المستهدف من المراحل العمرية المبكرة، «الأطفال»، ما يعني أن طرفي المبدع والمتلقي، يؤسسان للمشهد السينمائي المستقبلي.

وفي ما يتعلق بتخصيص مساحة 10 آلاف قدم مربعة في «مدينة دبي للاستوديوهات»، لتكون مقر أول مركز «يوتيوب سبيس» في الشرق الأوسط، والعاشر عالمياً، قال الشريف إن عدد الشركات في المدينة وصل، خلال العام الماضي، إلى نحو 400 شركة في 2016 بنمو 15% عن 2015، منها 10 شركات إماراتية تأسست من دبي، مضيفاً إن «يوتيوب سبيس» سيكون منصة رئيسة لجذب المواهب وروّاد الأعمال في قطاع الإعلام. وأضاف «يمثل المركز إضافة قيمة لصناعة الإعلام في الشرق، حيث نسعى من خلال توفير هذه المساحة الإبداعية إلى تعزيز جهود التعاون مع (يوتيوب)، والاستفادة من خبراتنا المشتركة لتوفير بيئة حاضنة ترعى المواهب الفريدة في عالم الإعلام الجديد، الذي أصبح يستأثر بالحصة الأكبر».

وتابع: «هناك ما يزيد على 50% من المتفاعلين مع الإعلام عموماً، يلجأون إلى الإعلام الرقمي عبر الإنترنت يومياً، كما أن هناك تواتراً كبيراً في نسبة اعتماد العلامات التجارية على هذا الإعلام، من أجل الترويج لمنتجاتها، وفي المقابل هناك العديد من المنصات التي تستوعب هذه النتاجات وتبثها، قبل أن يُعاد انتشارها من خلال مشاركات فردية تلقى انتشاراً».

الأكثر مشاركة